وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انتقادات شديدة اللهجة الى اسرائيل مؤكدا انها قد «تخسر» صداقة بلاده بسبب عمليتها العسكرية الدامية على «اسطول الحرية» الذي كان متوجها الى غزة، ولم يتوان اردوغان عن توجيه سيل من الانتقادات الى الدولة العبرية منذ هجوم وحدة اسرائيلية الاثنين الماضي على سفن الاغاثة التي كانت تنقل مئات الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية والمساعدات الى قطاع غزة.وقد تحدث مساء الثلاثاء الماضي هاتفيا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن هذا الهجوم الذي اثار ازمة غير مسبوقة في العلاقات التركية الاسرائيلية. وقال اردوغان للرئيس الاميركي بحسب مكتبه الاعلامي ان «اسرائيل مهددة بخسارة صديقتها الوحيدة في المنطقة التي هي اكثر من اسهم في السلام الاقليمي».وقال اردوغان الذي عززت حكومته الاسلامية المحافظة علاقاتها مع العالم العربي وايران، ان المكانة التي ستشغلها اسرائيل في المنطقة ستكون «مرتبطة باعمالها في المستقبل»، بحسب المصدر نفسه. وذكرت وكالة الاناضول للانباء ان وزارة العدل التركية تدرس امكانية اطلاق ملاحقات قضائية بحق اسرائيل بعد الهجوم الذي ادى الى سقوط تسعة قتلى بينهم اربعة اتراك. كما ستقرر الوزارة بشأن امكانية بدء تحقيق يتولاه المدعون العامون الاتراك. وجرت اراقة الدماء على السفينة التركية «مافي مرمرة» - كبرى السفن الست في «اسطول الحرية» الذي كان متوجها الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي - التي كانت تقل ستمئة شخص بينهم عدد كبير من الاتراك. وبحسب الجيش الاسرائيلي قتل تسعة من الركاب واصيب سبعة من جنوده بجروح. وقتل اربعة اتراك على الاقل بحسب انقرة. واثر قرار اسرائيل مساء الثلاثاء الماضي ترحيل جميع نشطاء «اسطول الحرية»، استأجرت الدولة التركية ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية التركية لتعيد نحو 350 ناشطا تركيا محتجزين في اسرائيل الى بلادهم بعد ظهر امس الاربعاء. وقالت منظمة الهلال الاحمر التركية ان 17 ناشطا تركيا مصابين بجروح سيعودون الى مطار اسطنبول الدولي على متن طائرة مجهزة طبيا. وقال احد مسؤولي هذه المنظمة لوكالة فرانس برس ان «جثث الناشطين الاتراك الاربعة قد تعاد ايضا على متن هذه الطائرة» مضيفا ان جريحا تركيا اخر خضع لعملية جراحية في تل ابيب سيعاد في وقت لاحق.وقد عاد عشرون ناشطا تركيا في وقت سابق الى تركيا. وذكرت وسائل الاعلام ان اردوغان عقد امس الاربعاء في الساعة 00,8 بتوقيت غرينتش اجتماعا ضم عددا من الوزراء والمسؤولين العسكريين للبحث في خطوات محتملة ردا على اسرائيل. وقد تقرر الحكومة خصوصا اقصاء الشركات الاسرائيلية عن استدراجات العروض العامة كما اكدت التليفزيونات.ومنذ التوقيع في 1996 على اتفاق للتعاون العسكري رسخ الشراكة «الاستراتيجية» التركية الاسرائيلية، انتزعت الشركات الاسرائيلية عدة عقود مربحة لتجهيز الجيش التركي بالمعدات. كما بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 6,2 مليار دولار في 2009. وقررت اسرائيل من جهتها اعادة عائلات طاقمها الدبلوماسي في انقرة لاسباب امنية. الى ذلك قالت تركيا امس إنها مستعدة لاعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها إذا رفعت الدولة العبرية حصارا تفرضه على قطاع غزة مضيفة «حان الوقت لأن يحل الهدوء محل الغضب» في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة سفن مساعدات غزة المدعومة من تركيا. وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية في أنقرة بعد زيارة للولايات المتحدة لمناقشة الأزمة الدبلوماسية في مؤتمر صحفي أن مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية يعتمد على موقف إسرائيل. وهددت تركيا باعادة النظر في علاقاتها مع اسرائيل ان لم تفرج فورا عن مواطنيها الذين اعتقلتهم بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي الاثنين على «اسطول الحرية» الذي كان متوجها الى غزة، فيما ينتظر وصول النشطاء الاتراك المرحلين الى بلادهم. واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه ابلغ وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا التحذير اثناء لقاء الثلاثاء الماضي في واشنطن. وقال امام الصحفيين «عبرت عن تصميمنا المطلق حول المسألة التالية: ان لم يفرج عن مواطنينا في غضون اربع وعشرين ساعة، بعبارة اخرى قبل هذا المساء، سنعيد النظر كليا في علاقاتنا مع اسرائيل».واضاف «طلبت منها التدخل». واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه ابلغ وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا التحذير اثناء لقاء الثلاثاء في واشنطن. ومن المفترض ان تعيد الطائرات التي استأجرتها الدولة التركية النشطاء الاتراك امس الاربعاء الى اسطنبول. اما النشطاء الجرحى وعددهم 17، سيعادون الى انقرة بحسب وزارة الخارجية. وسيعاد تركي جريح اخر خضع لعملية جراحية في تل ابيب الى بلاده في وقت لاحق.وقد عاد عشرون ناشطا تركيا في وقت سابق الى تركيا. المصدر: الوطن القطرية 3/6/2010