قال السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان انه يعتبر المشاركة في الحكومة السودانية المنتخبة انتحاراً سياسياً!! نافياً – على وجه قاطع مشاركة حزبه فيها واشترط المهدي للمشاركة أن تقوم الحكومة على ما أسماه برنامج وطني لا يعتمد على نتيجة الانتخابات! ذات الموقف قال به القيادي بالاتحادي الديمقراطي الأصل حاتم السر والذي أكد عدم وجود أي نية لحزبه في المشاركة في الحكومة السودانية الجديدة! والواقع ان هذا الموقف مؤسف للغاية ومكمن الأسف فيه ليس في أهمية مشاركة هذين الحزبين في الحكومة، فقد أثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة أن الحزبين – الأمة والاتحادي – تراجعا في السنوات الأخيرة تراجعاً كاد أن يصل الى حد التلاشي وذلك بفعل التنازعات الداخلية والهشاشة التنظيمية وعدم تطوير الهياكل واعتمادها على القرارات الفردية. ولكن مكمن الأسف هنا يتجسد في عدد من الامور اولاً بحسب مصادر مطلعة داخل هذه الأحزاب فإن أياً منها لم يرفض المشاركة، ولكن كانت الخلافات تحوم حول نسب المشاركة والمحاصصة، والاشتراطات وهي أمور حرص الحزب الوطني في السودان على أن يدعها طي الكتمان احتراماً منه لقادة هذين الحزبين، ويقول لنا مصدر سياسي عليم ان قادة الحزبين حاصرتهما قيادات وسيطة بضررة المشاركة وهم متخوفين من الرفض الذي قد يقود الى انشقاقات جديدة! ثانياً : لا يمكن لعاقل أن يقبل بوضع نتيجة الانتخابات جانباً، وتكوين حكومة محاصصة أو حكومة قومية هكذا بطريقة عشوائية فهذا معناه عملياً أن هذه الأحزاب تسعى لإلغاء نتيجة الانتخابات بطريقة أخرى وشطب ارادة الناخبين السودانيين بعد كل الجهد المضني الكبير الذي تم بذله وهو مما يتسق مع منطق الامور وطبائع الاشياء. ثالثاً، قال المهدي أنه من الممكن أن يشارك في حكومة برنامج وطني بعيداً عن نتيجة الانتخابات والشئ المدهش هنا أن الحزب الوطني لديه برنامج وطني هو الذي على أساسه خاض الانتخابات ونال بها ثقة الناخبين ويصعب القول ان الحزب الوطني فاز بلا برنامج أو أن برنامجه (غير وطني)!! بل ان الرئيس البشير ومنذ ظهور النتيجة قال انه سوف يعمل على تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة هدفها الاساسي تنفيذ برنامج وطني محدد. وأخيراً وبالنسبة للحزب الاتحادي الاصل فإن ما قاله السر في الواقع ليس سوى تعبير عن شخصه لأن قيادة الحزب ممثلة في السيد محمد عثمان الميرغني تجري لقاءات واتصالات بالحزب الوطني ولا يستطيع السر بحال من الأحوال مخالفة ما يقرره مولانا الميرغني!!