بكل المؤشرات المتلاحقة يبدو أن قيام دولة مستقلة في جنوب السودان هو الاحتمال المؤكد الذي سوف يقع عليه خيار أهل الجنوب، من خلال الاستفتاء المقرر إجراؤه في يناير المقبل. ولذا فإن الحزبين الحاكمين في الشمال والجنوب حزب «المؤتمر الوطني» وحزب «الحركة الشعبية» أحسنا صنعاً باتفاقهما على بحث الترتيبات والإجراءات اللازمة لمرحلة ما بعد الاستفتاء، بما يضمن أولا إنجاز عملية الاستفتاء بسلاسة وإرساء قواعد متينة لعلاقة جوار ودية وإيجابية في حالة الانفصال وقيام الدولة الجنوبية المستقلة. أمام قيادتي الحزبين أربعة خيارات اقترحتها لجنة تابعة للاتحاد الإفريقي برئاسة تابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق، في مقدمتها بحث إمكانية إقامة نظام كونفدرالي بين دولتين مستقلتين في حالة انفصال الجنوب. وهو في تقديرنا اقتراح جيد جدير بالبحث التفصيلي. فبينما لا يتعارض الاقتراح مع عملية الاستفتاء، فإنه يمكن أن يؤسس لعلاقة تعاون وثيق ومثمر بين دولتي المستقبل. لقد انقضى حتى الآن أكثر من نصف قرن على «مشكلة جنوب السودان» .. وآن الأوان لحسمها نهائيا وسلميا. المصدر: الوطن القطرية 12/7/2010