بقلم : موفق عبد الرحمن محمد يوسف يبدو إن زيارة الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الاخيرة إلي مدينة جوبا أفلحت في مواجهة الصوت المتعالي للانفصاليين في الجنوب والشمال ومهدت ليخرج صوت الوحدة من حشرجته وهمسه ليعلو جهرا ويبدأ بالنداء لوحدة جاذبة أو وحدة علي أسس جديدة أيا كان المسمي لها فهي في نهاية المطاف الوحدة التي نأمل. ولكن هل منا من جد تعريفا شافيا ووافيا لمفردة (الوحدة الجاذبة) الواردة في اتفاقية السلام. بالأمس وأنا اقلب صفحات اتفاقية السلام الشامل اجتهدت وانا أحاول إن ادقق في نصوص مفردات هذه الاتفاقية لاجد تعريفا للوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب. حينها قلت في نفسي (الجماعة ديل طلعوا شطار) وأقصد بالجماعة قيادات الحركة الشعبية الذين تمكنوا من التسويق مؤخرا لمصطلح الوحدة الجاذبة وكأنة استحقاق اخر إضافي لاستحقاقات اتفاقية السلام يحمل الحكومة حملا جديدا مفتوحا وغير محدد الالتزامات مما يتيح للاخوه السياسيين الجنوبيين من دعاة الانفصال القول بأن الحكومة لم تعمل لجعل الوحدة طوعية وجاذبة وأظن إن هذا المفهوم الذي توصلت إليه وانا ابحث عن تعريف الوحدة الجاذبة هو الذي فسر لي زيارة نائب رئيس الجمهورية الاخيرة للجنوب. وأقول متسائلا وببراءة صحيح إن 300 مليون دولار لا تساوي شيئا في مقابل وحدة السودان ولكن لماذا لم تنص اتفاقية نيفاشا علي تمويل مشروعات التنمية في الجنوب حقه كاملا فيها وكان يمكن للأمم المتحدة والشركاء في عملية السلام الاشراف علي هذه المشروعات وتنفيذها بدلا من انتظار دعم المانحين. ما وردت إن استرسل في هذا الاتجاه ولكنني أقول ليس هنالك من سبيل سوي الاستجابة لمطلوبات هذا التفسير القسري للوحدة الجاذبة والذي ظل يعبر عنه ساسه الجنوب بوعي كامل حتي تتحقق الوحدة التي نرجو والتي تحتاج لجهد كبير وكبير جدا سيرهق البلاد وسيرهق قلوب ابنائها المحبة للوحدة. وثمة قول مهم هنا لابد وان اذكر به هل سيفلح ساسة الجنوب في دعوة اهلنا في الجنوب لدعم خيار الوحدة حينما يقررون في الزمن الضائع العمل للوحدة بعد ما تتحقق لهم جاذبيتها. هذا ما يجب إن نحسب له الحساب .