تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير على أن منبر الدوحة سيكون آخر منبر للتفاوض بشأن تسوية قضية دارفور، موجه إلى قيادات تلك الحركات الدارفورية المسلحة التي لم تستجب لنداء السلام، أو تلك التي تجاوبت مؤقتا ثم انسحبت من المائدة التفاوضية، وخاصة «حركة العدل والمساواة» التي تعتبر الأقوى عسكريا. وبينما ينبغي الإشادة بقيادة «حركة التحرير والعدالة»، التي أثبتت قدرا عاليا من الجدية في التفاوض مع الحكومة السودانية، مع الإشادة أيضا بممثلي المجتمع المدني الدارفوري ، فإن على الحركات غير المتجاوبة أن تدرك أولا أنها أصبحت في سباق مع الزمن ، وأن تدرك ثانيا أن دولة قطر قد أثبتت بشهادة عالمية أنها خير وسيط بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، بما يتوافر لديها من حياد ونزاهة. إن الحركات الرافضة تخسر الآن على صعيدين : أولا أنها بإصرارها على رفض النهج التفاوضي السلمي تفقد ثقة المجتمع الدارفوري. وثانيا تفقد وزنها القتالي بعد التصالح الأمني الاستراتيجي الذي تحقق بين حكومتي السودان وتشاد. إننا نأمل أن تراجع قيادات الحركات الرافضة موقفها قبل فوات الأوان.