في دوحة العرب وعقب توقيع اتفاق السلام الإطاري .. ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه المشير البشير.. وهو يلتقي عياناً بياناً أخاه المتمرد خليل إبراهيم وأركان حربه ورفاقه الآخرين الذين فرقت بينهم أسماء الحركات وجمعتهم جميعاً مهنة حمل السلاح. قال البشير الخليل .. ثم مضي مصافحاً الآخرين .. توقف الرئيس قبالة محجوب حسن .. ومحجوب لمن فاتهم الاستماع جاء من وراء ظهره.. رافضاً مصافحة الرئيس .. فرد عليه الرئيس بحكمة وترفع عن الأذي قائلاً (سامحك الله) .. فضيقت العبارة المتسامحة الأرض على الأستاذ محجوب حسن.. وكسب الرئيس الجولة بدلاً من خسارتها. بعد غزوة امدرمان الشهيرة والتي أريق فيها دم سوداني .. زار وفد من حركة العدل والمساواة مدينة فلادلفيا الأمريكية التي اتخذتها وطناً لسنين عددا .. هرعت وجمع كبير من ألوان الطيف السياسي الى المنزل الذي استضاف الوفد والذي ضم بين راحتيه أحمد حسين آدم الناطق الرسمي .. والطاهر الفكي رئيس برلمان الحركة .. وأحمد تقد لسان المفاوض الرئيس. مائدة الغداء تحولت إلى لوحة سودانية صافية .. الضحكة السودانية تسيطر على الأجواء .. الذكريات الجميلة تطفو على السطح .. وحينما جاء المساء .. وتحدث هؤلاء الرجال في ندوة سياسية .. تغير الحال، دخلت الساسة من الباب.. خرجت السودانية من أقرب نافذة .. ومازال البحث جارياً. ذات الإحساس خالجني .. وبريدي الالكتروني يستقبل رسالة من الدكتور جبريل إبراهيم القيادي البارز في حركة العدل والمساواة. يعقب جبريل على مادة كتبتها قبل أيام .. وفي خاتمة رسالته الرقمية .. يرسل أمنياته الطيبات بان يعود رمضان القادم وبلادنا ترفل في سلام ووئام وعزة. سيدي رئيس الجمهورية .. في هذا الشهر الكريم والذي أوله رحمة .. أنت مطالب بخطوة فيها قدر كبير من الدرامية .. وجه سفارة السودان في طرابلس أن تسلم المواطن خليل إبراهيم جواز سفر سوداني ساري المفعول. لن تخسر شيئاً سيدي الرئيس .. أن لم تفعل الخرطوم هذا الأمر قطعاً ستتصدق عليه كمبالا بجواز سفر دبلوماسي .. وان لم يتيسر ذلك يستطيع خليل أن يشتري جوازاً من طرف أي سوق في غرب أفريقيا .. فالجواز أبداً لم يحد من قدرة خليل على المرور بين الدول. سيدي الرئيس ستكسب أنت شخصياً .. ستغير من صورة السودان في أذهان الخصوم قبل الأصدقاء .. وبكل يسر ستضع الكرة في ملعب خليل إبراهيم.. الذي سينتظر منه الشعب السوداني ان يرد التحية بأحسن منها. افعلها سيدي الرئيس وتوكل على الله .. التاريخ تصنعه الأحداث التي تخرج على المألوف . نقلاً عن صحيفة التيار 17/8/2010م