الفريق اول مهدي بابو نمر علي الجلة ل(الرائد) أخشى أن يضيع دينق ألور وادوارد لينو إذا حدث انفصال رئيس هيئة الأركان حتى يونيو 89 والآن قيادي بارز بالمؤتمر الوطني وعضو برلماني إنه الفريق أول مهدي ابن الناظر بابو نمر ابن الناظر علي الجلة وأخ الناظر مختار بابو نمر رجل يحمل أربع رايات: الأولى العسكرية التي يعتز بها والثانية القانون الذي هجر مقاعده في جامعة الخرطوم من أجل الأولى والثالثة السياسة التي تجري في دمه وكونه الآن نائب برلماني والأخيرة نظارة المسيرية التي يتسنمها أخوه الناظر مختار. لم يكن من اليسير استنطاق الرجل الذي يحمل في جعبته الكثير من أسرار نيفاشا وأبيي القضيتان المحوريتان الآن بالبلاد ولكن زيارة في يوم جمعة بمنزله الرحب الأنيق بالمهندسين جعلت الرجل يكرمنا بأكثر مما كنا نتوقع من محاور فاليها : *نود أولاً أن تقدم لنا فذلكة عن قضية أبيي وربطها بالاستفتاء القادم؟ قضية أبيي كقضية محورية الآن في هذا المنعطف التاريخي لها مآلات واضحة لا تتجزأ فأبيي إذا حدثت وحدة عقب الاستفتاء فستبقى كما هي بؤرة تلاقح بين الجنوب والشمال في هذه البقعة الخصبة من أراضي البلاد أما إذا حدث انفصال لا قدر الله فهنالك حل واحد فقط وهو ما ينادي به أبناء أبيي من الجانبين إن خلوا بيننا ونحن أقدر على إدارة حياتنا بمثل ما ورثناه من الراحلين بابو نمر ودينق مجوك. دعنا نبحر قليلاً في سيرة الرجلين ؟ إن الراحلين بابو نمر ودينق مجوك كما تعرف نشأتهم كانت واحدة وكانا لا يفترقان تقريباً كأصدقاء طفولة وشباب وكان يتناصحان في إدارة القبيلتين دون حواجز حتى أن هنالك طرفة تقول إن دينق مجوك عاتب الناظر بابو قائلاً: أنت ناظر كبير وليس لديك سوى أربع زوجات فلماذا لا زيد العدد ؟ فأجابه الناظر بابو: إن ديني لا يسمح لي بأكثر من أربع فقال له الناظر دينق مجوك :طيب ما تعمل استئناف للسيد عبد الرحمن المهدي حتى يسمح لك بزيادة العدد. مما سلف يعني أن أبناء أبيي متفقون من الجانبين على إدارة شؤونهما إذا لم يتم تدخل ؟ نعم فالارث التالد لا يمكن لأحد أن يتخطاه ....... *مقاطعاً...ولكن أبناء أبيي مثل دينق ألور وادوارد لينو وغيرهم من أعلى الأصوات الانفصالية في الحركة ؟ هؤلاء غرتهم السلطة ويريدون المناصب ولكني أخشى عليهم إذا حدث انفصال أن يكونوا أول الضحايا كونهم محسوبين على الشمال أي أنهم أبناء أبيي ولكن على المستوى الشعبي الغالب أبناء أبيي لا شيء يفصل بينهم وأنا استغرب كيف نسي أمثال ألور ولينو ما ورثوه من أسلافهم والآن الحركة تريد أن تؤجل قضية أبيي إلى ما بعد الاستفتاء. *وماذا عن الاستفتاء هل ترى أنه قائم في موعده ؟ المفوضية وضعت الحبل على غارب الشريكين إذ أن قيامه أو تأجيله من حقهما وبالتالي ليس للمفوضية أي حق في أن تؤجله أو تقيمه في مواعيده. *وماذا عن أبناء أبيي هل لهم الحق في التصويت أم لا؟ المادة 24 نصت على أن يكون الحق في التصويت لأبناء أبيي من أبناء دينكا نقوق وبقية أبناء أبيي من القبائل الأخرى دون ذكر اسم المسيرية مع أن اسم قبيلة المسيرية مذكور من قبل في البروتوكول وملحقه وفي الاتفاقية والدستور واستبعادهم في المرحلة الأخيرة يعتبر تجاوزاً لن يرضوا عنه مهما دعت الظروف ثم أن هنالك مجموعة كبيرة جداً من أبناء الجنوب في الشمال فهل سيتم منعهم من الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء ؟ فقد هاتفني معتمد سنار قبل أيام مشيراً إلى أن دينكا نقوق تحديداً لديهم أكثر من مليون ونصف بمحليته فقط ويرغبون في التحدث إليّ أنا شخصياً وأنا أعرف ماذا يريدون فهم أهلي وأنا أعرفهم *وهل تمت مناقشة هذا الأمر من بعد؟ نعم في مؤتمر الستيب حيث قرر المؤتمر الذي رفع توصياته للسيد رئيس الجمهورية ومفاد التوصيات أن المسيرية لم يتم تمثيلهم في نيفاشا وعرج بعد ذلك إلى إمكانية التعايش في أبيي دون تدخل سياسي من أي طرف وهذا الأمر قاله جون قرنق في نيفاشا إذ قال لعبد الرسول ودينق الور أذهبوا إلى ظل أقرب شجرة لتحلوا مشكلة أبيي وأحضروا إلينا بتوصياتكم وسنعتمدها . *وهل كنت تظن أن قرنق كان صادقاً فيما قال؟ نعم ولكن قرنق كان له رأي واضح أن تعقيد مشكلة الجنوب عموما وأبيي على وجه الخصوص يكمن في النفط. *ونعود إلى التصويت في الاستفتاء القادم ما هو موقع أبيي ؟ مفوضية أبيي لم تقم حتى الآن وما لم يعطى المسيرية الحق في التصويت فلن يقوم أي استفتاء. على أي أساس ؟ إن المسيرة ودينكا نقوق الآن يعتبرون حجر الزاوية في قضية الوحدة والآن الأخ الوالي أحمد هرون يقوم بمجهود جبار لتفعيل دور قبائل التماس في دعم الوحدة وبالتالي هنالك أمران مهمان إما أن تقوم القبيلتان بدور أساسي في دعم الوحدة أو ستتمسكان بقيام مفوضية أبيي وهو ما لم يفتِ فيه الشريكان حتى الآن. وترسيم الحدود؟ إن ترسيم الحدود بين قبيلتين في قطر واحد خطأ كبير لذلك فالحركة الشعبية تصر على عدم ترسيم الحدود حتى تقوم بتدويل القضية بعد الاستفتاء وهنا يكمن تبييتها لنية الانفصال وتدويل القضية فيما بعد ولكن المؤتمر الوطني يريد ترسيم الحدود حتى لا تصبح قنبلة موقوتة بعد ذلك أي تحسباً لاندلاع أي خلاف بين الدولتين المحتملتين وهو ما قاله السيد الرئيس بأن انفصالاً سلمياً خير من وحدة تعقبها مشاكل والسر الذي قد لا يعرفه الكثيرون أن البترول يقع أصلاً في الجانب الشمالي من أبيي *أنت كبرلماني ماذا ترى في الاستفتاء القادم هل سيؤدي إلى وحدة أم إلى انفصال ؟ هنالك لجنة من البرلمان ذهبت إلى الجنوب وجاءت بالتالي: إن معظم القيادات في الحركة ومجالسها التشريعية والولائية مع الانفصال ولكن ثمانين بالمائة من المواطنين يرغبون في الوحدة إلا أن هنالك حاجزاً واحداً فقط أن تتم حمايتهم من جيش واستخبارات الحركة الشعبية أي يدلوا بأصواتهم دون إكراه. وكيف تتم هذه الحماية ؟ أن يتم الاستفتاء وسط حضور محلي وإقليمي ودولي محايد. والنتيجة؟* بالنظر إلى مسألة أبيي كقضية أصبحت محورية الآن في الاستفتاء فإن أبيي هي القشة التي ستقصم ظهر البعير فإما أن تقام مفوضيتها ويعطى الحق للمسيرية في الاستفتاء أو ستندلع الحرب بعد الاستفتاء في حالتي الوحدة أو الانفصال لذلك ينادي معظم الحادبين بحل مشكلة أبيي الآن وقبل الاستفتاء. *وأنت كرجل عسكري ماذا ترى في نتيجة هذه الحرب ؟ المعطيات الجديدة والتي تقول بامتلاك الحركة لأسلحة متطورة من بينها الدبابات التي وإن كانت غير ذات جدوى في الغابات إلا أنها ستكون موجهة إلى صدور قبائل التماس العزل ووجود جيش نظامي يحمي هذه القبائل شيء حتمي خاصة قبيلة المسيرية أنا اعتبرها قبيلة مستهدفة لأن وجودها يحمي ظهر السودان منذ أمد بعيد ولكني أعود فأقول إن قيام مفوضية أبيي يحسم المسالة. *على أساس الأربع خلفيات العسكرية والقانونية والسياسية والموقع في قبيلة المسيرية ماذا ترى من الحلول ؟ أرى أن يتم الطرق على المجهودات الشعبية للعمل من أجل تصويت أبناء الجنوب للوحدة وهذا شئ ليس بالمستحيل على خلفية التاريخ الطويل من التعايش السلمي بين القبائل التي تنتشر على تماس الجنوب والشمال واستبعاد الزخم السياسي تماماً من قبل الشريكين فالسياسة والبترول كما أسلفت هي التي تؤجج الصراع ولا تطفئه بأي حال من الأحوال ثم أن تقوم الأحزاب السياسية بدورها، فالقضية قضية وطن وليست قضية مؤتمر وطني وحركة شعبية فحق تقرير المصير قامت بمناقشته كل الأحزاب من قبل إذ أن أي حزب سياسي فاوض الحركة من قبل جوبه بهذا الاقتراح فمنهم من رفض مفضلاً استمرار الحرب وهذا ما يسمى بدفن الرؤوس في الرمال ومنهم من أقره ولكن لم يستطع تنفيذه لذلك على الجميع الآن أن يتحمل مسئوليته التاريخية في هذا الأمر المفصلي. *وهل ترى أن المؤتمر الوطني قد أصبح وحيداً في مواجهة الأمر ؟ ليس وحيداً فكما أسلفت أن المجهودات الشعبية في الشمال والجنوب تتجه إلى الوحدة بل حتى قضية أبيي يمكن حلها بالمهجودات الشعبية ولكن كيف لنا أن نبعد الأصوات السياسية السالبة. ........ *مقاطعاً ...ولكن الأصوات السالبة بالمؤتمر الوطني غير موجودة ؟ إذن فعلى الجميع الضغط على الحركة لإسكات الأصوات الانفصالية داخلها إذ أنها ترعب المواطن الجنوبي وتبعده عن مرماه الذي يريد وهو الوحدة كما أسلفت بنسبة ثمانين بالمائة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 29/8/2010م