دعا سفير السودان السابق بيوغندا حسن ابراهيم جاد كريم إلى إجراء حوار ثلاثي يجمع حكومة الخرطوم وجوبا وكمبالا قبل إجراء الاستفتاء لجهة تبادل المنافع بدلاً عن تبادل المضار، على أن يسبق الحوار الثلاثي حوار ثنائي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتنسيق مواقفهما تجاه التعامل الخارجي مع يوغندا لتجنيب شريكا الحكم مزالق التعامل المنفرد مع يوغندا، وإلزام طرفي نيفاشا بإحكام روح الاتفاقية بإعطاء الأولوية لتحقيق الوحدة والسلام ومراجعة بعض بنود اتفاقية السلام. وفصّل جاد كريم في ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا حول الدور اليوغندي في المساعي المبذولة لفصل الجنوب، بمقر المركز بالعمارات أمس، الاسترتيجية والميزات التي تنشدها حكومة موسيفيني من الانفصال والتي قال إنها سعت لها منذ توقيع نيفاشا، وحددها في رغبتها في حكم الجنوب بعد فصله وجعله منطقة مغلقة لا منفذ لها سوى يوغندا، ويتيح لها في ذات الوقت الاستقواء به لما يتمتع به ثروات وسعة مساحة وتقارب سكاني ومتنفث للعمالة اليوغندية. واشار جاد كريم إلى وجود كوابح تجابه استراتيجية موسيفيني الانفصالية ولخصها في ان الشمال من الصعب ان يقبل فصل نصفه الثاني، بالاضافة إلى أن ميلاد دولة ضعيفة جارة لها يمثل مرتع لزيادة التمرد،وقال جاد كريم إن يوغندا استغلت حادثة قرنق في خدمة استراتيجيتها لكون الراحل شخصية مؤثرة ورحيله (أراح) الاستراتيجية تماماً لتنفيذ اجندتها دون معارضة من زعامة ، وتمددت لتشرف على أشياء كثيرة بالجنوب مما احدث تجاوزات وتهميش للسيادة الوطنية للبلاد عامة والجنوب خاصة. وقلل القيادي بالمؤتمر الوطني علي تميم فرتاك مما يثار من تهويل للدور اليوغندي في فصل الجنوب، وقال إن المشكلة في الاساس داخلية طيلة تعاقب الحكومات، وان التيار الانفصالي بالجنوب بالداخل كان قليل العدد والتاثير غير ان المعالجات النهائية غزّت التيار الانفصالي لجهة التأثير الخارجي كسباً للدعم والموازرة. وأمّن فرتاك بوجود اطماع يوغندية افرزتها غلطة الاستعمار وترسيمه الاعتباطي والعشوائي للحدود دون اعتبار للتكوينات الديمقرافية، داعياً حكومة موسيفيني لتقديم تفسيرات مُقنعة حول كيف وقع حادث قرنق، وقال ان دوافع تقُرّب يوغندا من حكومة الجنوب مربوط بعقدة الذم لكون قرنق لقي حتفه باراضيها وبطائرة وطيارين رئاسيين وسط اجواء وتوقيت زمني حرج. وطالب فرتاك بوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الدور اليوغندي قبل الاستفتاء لتصحيح المسار. وفي منحى ذي صلة قال فرتاك ان سيناريو تهديد المواطن الجنوبي في الانتخابات جعلهم يقولون انهم مع (الشعبية) غير انهم في التصويت للاستفتاء سيصوتوا للوحدة سيما وان هنالك اصوات وحدوية أصبحت تعلو داخل (الشعبية) من وزراء وقيادات. وقال عضو البرلمان احمد عبد الرحمن ان الاستفتاء صاحبه سكوت وخروج عن المبدأ الذي قبلته افريقيا بعدم المساس بالحدود مما مهد لمجئ مخطط خارجي اوجد هذه الاتفاقية ويوغندا جزء منها، مُزيلاً النقاب عن سابقة قضت بتدريب جنوب افريقيا ل(1200) كادر لادارة حكومة منفصلة بعد الاتفاقية بشهرين. نقلاً عن صحيفة الرائد 2/9/2010م