قيادي في الحركة الشعبية لا يتردد في نثر الأكاذيب على مرأى ومسمع من الناس.. وينسى أن الوقائع تكذب حديثه.. ويغيب عنه أن الرأي العام قد ملَّ (أقاويلهم) وقد حكم عليهم ب(السقوط). والسقوط لن يكون سقوطاً في الأخلاق.. ولن يكون سقوطاً في السياسة.. التي لا تقبل (الكذب) وليس مثل ما يروِّج لها كثير من العلمانيين بأنها... وأنها... للإفلات بها من رقابة الجمهور وأحكامهم. فالسياسي الحاذق عندهم هو الذي يجيد (الكذب) أو (التلفيق) و(المزاوجة بين المتناقضات) واللعب ب(البيضة والحجر). ولكنها عندنا تعني (الالتزام) بل (الالتزام الصارم) بالأخلاق الفاضلة في ممارسة العمل السياسي.. فالسياسة (هم عام) تنبري له مجموعة.. هي الأفضل.. لتقدم نفسها لجمهور الناس.. لتطرح (نفسها) و(أفكارها) و(أعمالها) ليحكم الناس عليهم وليختاروا.. ولكن من مصيبة السودان أن تبوأ بعضهم الكثير من المناصب، ولا يملك لها المؤهلات.. فالكذب (البواح) و(مغالطة) الأحداث هو ديدنهم.. وهؤلاء لا يعلمون أن بداية السقوط هو (الكذب).. فالإسلام يعلمنا أن لا نكذب.. والرسول- صلى الله عليه وسلم- حين يسأل عن المؤمن هل يسرق يجيب نعم.. وعن هل يزني يجيب نعم. ولكنه عند سؤاله عن هل يكذب المؤمن يجيب بلا.. وأمريكا تحاكم رئيسها الأسبق حين (يكذب) ولا تحاكمه حين (يزني) ويقيم علاقة غير شرعية خارج إطار الزوجية.. وبعض قادتنا يتساءلون لماذا يلتف الناس حول المؤتمر الوطني رغم الأكاذيب التي يطلقونها.. وهؤلاء ينسون أن هذه الأكاذيب لا تنطلي إلا عليهم.. ولن يصدقها إلا ضعيفو البصيرة والبصر، ولن يرددها إلا ضعاف النفوس. بالله عليكم، هل هناك كذب وافتراء أكثر من الحديث عن أن هناك (تسجيلان) للانتخابات وأن هناك أعضاء من الحركة الشعبية معتقلين في جنوب دارفور في سجون لا يعرفها أحد، رغم أن القضية معروفة والاتهامات محددة بواسطة النيابة والإجراءات تمت بواسطة الشرطة. بالله عليكم هل هناك تدليس للحقائق أكثر من الزعم أن أعضاء الحركة الشعبية في الشمال يتعرضون لأي مضايقات أمنية.. من الذي يثير حفيظة الناس من الذي يردع الناس؟.. من الذي يطلق الرصاص ويفجر الجرانيت في شوارع الخرطوم؟.. من الذي يرفض الامتثال للقانون؟.. من الذي يهاجم دور الشرطة لفك احتجاز بعض المعتقلين بقوة السلاح؟.. أليس هذا يجري تحت سمع وبصر أبناء الخرطوم.. وأبناء الشمال..؟ دعك من الجنوب الحزين الذي تحوَّل إلى (غابة) خلفية يتم فيه سفك الدماء لأتفه الأسباب من قبل الجيش الشعبي واستخبارات الحركة الشعبية في استعراض (مزعوم) لبطولات (مدعاة) لمواطنين أبرياء كان الواجب حمايتهم لا قتلهم وتشريدهم وطمأنتهم لا ترويعهم. ولكنها شريعة الغاب التي يحاول بعضهم أن يفرضها على الخرطوم (الصامدة) و(الصابرة) على تفاهاتهم والفيصل بيننا (صندوق الانتخابات) الذي يرفضون التوجه إليه.. وهؤلاء لا يستحوا في تدليس الحقائق بالحديث عن أن المؤتمر الوطني يستخدم الحركة الشعبية ك(بشاورة) يمسح بها عيوبه أمام الشعب السوداني.. من الذي يحاول أن يقدِّم الحركة الشعبية للسودان بصورة طيبة؟.. من الذي لا يحكي عن سوءات الشعبية التي يعرفها ويراها بأم عينيه كل يوم؟.. من الذي لا يتحدث عن ما يجري وراء الكواليس عن خلافات الحركة الشعبية ومواقفها (المتذبذبة) تجاه أية قضية من القضايا التي تهم الرأي العام. إن هؤلاء ينسون أن الشعب السوداني قادر على التمييز بين (الصادق) و(الكاذب) وقادر على التمييز بين حقائق الأشياء.. وأقدر على التمييز بين من هو الأأهل لتولي (أمانة) التكليف في الشأن العام ليقدم من خلال صناديق الاقتراع (القوي الأمين). وأنه السقوط الكبير القادم في الامتحانات. نقلاً عن صحيفة الرائد 25/11/2009م