تحليل سياسي قال (كريس سيكمانك) المتحدث باسم البعثة المشتركة بقوات حفظ السلام فى اقليم دارفور (اليوناميد) – السبت – ان حوالي 27 شخصاً لقوا مصرعهم وآخرون أصيبوا بجروح فى معسكر الحميدية ، قرب مدينة زالنجي بولاية غرب دارفور ،و قال كريس – فى بيان صادر بهذا الصدد – ان المواجهات أدت الى انفجار أزمة نزوح جديدة . و فيما لم يكشف كريس عن طبيعة المهاجمين والى أى جهة ينتمون ،واعداً بالكشف عن ذلك عقب التحقيقات التى تجريها البعثة، فان مصادر مطلعة بحكومة غرب دارفور قالت انها تتهم حركة المتمرد عبد الواحد نور بالهجوم ،و اعتبرت المصادر هذا الهجوم امتداداً لهجمات سابقة وقعت فى معسكرات اخري بمناطق اخري من الاقليم . و ما من شك ن كل الدلائل تشير الى ان وراء الهجوم حركات مسلحة و من بين الحركات المسلحة الأكثر تورطاً هى حركة المتمرد عبد الواحد ، إذ ان الحركة قامت تكتيكاتها أساساً على العمل داخل المعسكرات ،و قد رأينا كيف ان ذات الحركة سبق و أن هاجمت بعض شيوخ معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور قبل أسابيع عقب مشاركتهم فى مفاوضات الدوحة الأمر الذى حدا بحكومة الولاية السعي لتفكيك معسكر كلمة و نقله الى منطقة أخري ،و هو أمر يجري الآن على قدم و ساق ،ومن المقرر ان يتم الانتهاء منه قريباً جداً . و لعل من الطبيعي ان تحدث مثل هذه الحوادث فى ظل شعور حركة عبد الواحد ان إستراتيجية الحكومة الهادفة لحل ازمة دارفور و التى من بينها إعادة النظر فى المعسكرات تراهن على إبقاء هذه المعسكرات لأن تصفيتها معناه عودة الهدوء و الأمن والاستقرار لدارفور ،و هو ما يتعارض مع أجندة الحركة. و على الرغم الآن من ان المشتبه بهم بالحادثة معروفين و من المستحيل ان يكون وراء الحادث مجرد قاطعي طريق فان التحقيقات التى تجريها اليوناميد تقتضي اتخاذ إجراء ضد حركة عبد الواحد اذا ثبت تورطها فى الحادثة ،فهذه هى الحادثة الثانية - فى غضون اقل من شهر- التى تقع من حركة عبد الواحد ، مما يجعلها عرضة للملاحقة لأنها تعل على إستهداف المدنيين ، و لعل من مفارقات القدر و سخرياته ان الاصطدام الذى وقع قبل أيام فى مناطق جبل مرة بين القوات الحكومية و حركة عبد الواحد ، قالت حركة عبد الواحد انه كان عن طريق طائرات قامت بقصف المدنيين ! و هاهي الآن حركة عبد الواحد ترتكب جريمة أكثر بشاعة حين عرضت سكان معسكر لوابل من النيران. ومن المهم هنا كذلك ان نشير الى أن ( وقوف اليوناميد مكتوفة الأيدي) حيال هجمات الحركات المسلحة على المعسكرات فيه تقصير دون شك يستوجب الوقوف، فهي فشلت فى حماية المدنيين فى معسكر نازحين و فشلت أيضاً فى التعرف على الجناة !