الى متي يمارس قادة الحركة الشعبية الابتزاز تجاه الشمال و الى متي يرمون بفشلهم على شريكهم المؤتمر الوطني الذى يتغاضي عن كل تجاوزاتهم فى تطبيق بنود الاتفاقية و فى مقدمتها بروتوكول الترتيبات الأمنية، حيث لا يزال الجيش الشعبي فى مواقعه القديمة ، بل انه يتدخل فى شئون الحكم بفرض الضرائب و الإتاوات على كل شاحنة عابرة. لم يتغاض المؤتمر على هذه التجاوزات الا حرصاً منه على ان تمضي الشراكة الى متبغاها و ان يرتفع قادة الحركة الى مستوي رجال الدولة بعد تجربة الحكم وجولات التفاوض الطويلة و لكن يبدو ان حكمة الوطني ظنوها ضعفاً وطمعاً فى ثروات اهل الجنوب و العقول التى استطاعت استخراج نفط الجنوب قادرة على استخراج نفط الشمال والاستفادة من موارد ضخمة. قبلا ن ينتهي الجدل حول تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية أموم المستفزة يفاجأنا الأستاذ اتيم قرنق بتصريحات اكثر استفزازاً وقبل ان يجف الحبر الذى كتبت به تصريحات رياك مشار يأتي احد عقلاء الحركة بتصريحات أكثر احباطاً هو الأستاذ لوكا بيونق . ويمضي فى ذات الطريق حكم الحركة سلفاكير ميارديت أمس وهو يقول من واشنطن انكل الدلائل تشير فى الراهن الى ان شعب الجنوب سيصوت بأغلبية ساحقة لصالح استقلاله فى استفتاء 2011 و زاد : هناك خطر حقيقي لعودة العنف على نطاق واسع اذا لم يمض الاستفتاء قدماً فى الموعد المحدد له . ويضيف سلفاكير ان حكومته تعكف على وضع التفاصيل النهائية بشأن قضايا مثل الحدود و المواطنة بالإضافة الى ايجاد صيغة مقبولة من الطرفين حول كيفية اقتسام الإيرادات النفطية بين الشمال والجنوب ،وقال سلفا : توجد نداءات متزايدة بأن الجنوب يجب ان يقوم بتسويات و تنازلات اذا كان يتوقع ان يوافق الشمال على استقلاله ،مضيفاً أنه منزعج من فكرة تنازل الجنوب عن حقوقه النفطية مقابل حريته . ورغم ان كل المراقبين يعلمون ان المؤتمر الوطني كان ولا يزال سباقاً فى تطبيق بنود الاتفاقية ومساهماً فى حل كل العقبات التى واجهت الحركة داخلها الا ان سلفاكير يقول ان هنالك دلائل مثيرة للقلق على التباطؤ من جانب شركائنا فى المشال ..! ليت سلفا كير أطلق هذه التصريحات من جوبا او الخرطوم لكنه أطلقها من واشنطن وكأنه يريد ان يضع مزيداً من العراقيل أمام شريكه المؤتمر الوطني و ممارسة مزيد من الضغوط عليه من هناك . نقلا عن الوفاق 20/9/2010