للدكتور لام أكول هذه الأيام سلسلة من المقالات فى صحيفة الأحداث السودانية عن انفصال جنوب السودان او وحدته و الجدل الذى يدور محلياً فى ذلك السياق ،وقد وجد البعض يلتزم فى ذلك ما لا يلزم، مما دعاه لأن يجعل عنواناً لمقالاته (لزوم ما لا يلزم)..! و هو عنوان قوي معبر للغاية، غير ان الأخبار القادمة من على الشاطئ الغربي لخليج الاطلسي لا تقول ان أولئك ليسوا حدهم من يوصفون بلزوم ما لا يلزم ،و انما الرئيس الأمريكي الحالي اوباما يستحق ان يوصف بذلك أكثر من غيره . ذلك انه صرح لأحدي الإذاعات الأمريكية انهم (يشمرون) عن سواعدهم ليجري الاستفتاء فى السودان فى حينه و كان ذلك الموضوع هو الأول فى العالم و الذى يُعلي عليه دعك عما يجري فى بلاده (الولاياتالمتحدة) التى تعاني من أزمة مالية و من حروب خارجية جعلتها تجثو علي قدميها. انه لزوم ما لا يلزم فالاستفتاء الجنوبي حول وحدة السودان و انفصاله شأن سوداني داخلي جرت ترتيباته و الالتزام به و بنتائجه قائم و ليس من سبب واحد يدعو البيت الأبيض الى ان يفعل ذلك من اجله – اللهم الا إذا كان هناك ما يدعو ان تقلب الأجندة و يؤتي بما هو اقل أهمية فى مقام ما هو اعلي و أجدر ..او لنكن أكثر صراحة (ما وراء الأكمة ما وراءها)..! وهذا يجعل اهل السودان والأفارقة ومن وراءهم العالم كله يرتابون فى اجندة البيت الأبيض الحالية وفى نواياه واستراتيجياته و مرئياته لما يجري من حوله ذلك انه (يلتزم ما لا يلزم) و يجعل من الحبة قبة..! و كأن الانفصال فى جنوب السودان غاية تعلو على السلام فى فلسطين و افغانستان و المجاعة و النقص فى الغذاء الذى يهدد العالم، فالتشمير عن السواعد لا يكون هكذا بلا مبررات ومسوغات كافية لأنه سيصبح لزوم ما لا يلزم. نقلا عن أخبار اليوم 20/9/2010