ينبغي على الدولة أن تنتقل من مجرد الإيمان بالدور الذي يلعبه الحديث بلغة الإعلام الدولي في رسم سمعة البلد وتمتين علاقاته وتثبيت موقفه إلى العمل على استغلال هذا الإعلام عن طريق "امتلاكه" وتوظيفه بجميع أوجهه ووسائله لخدمة الدولة والترويج لها، وكذلك من أجل مجابهة أي هجوم إعلامي تتعرض له البلاد. حينما تمتلك الدولة (أي دولة) قناة "إخبارية" فضائية مؤثرة ومدعومة بالموارد المالية والبشرية وقائمة على أسس صحيحة وسليمة فإنها وبحسب ما تنشره في هذه القناة من مواد إعلامية إخبارية سوف تتحول إلى مصدر للأنباء تستقي منه وكالات الأنباء والأخبار موادها الإعلامية، وستكون سبباً في صنع العناوين الرئيسية في نشرات أخبار القنوات الفضائية والتغطيات الأخرى في غيرها من وسائل إعلامية كالصحف. لا يمكن للدولة أن تكتفي بمشاركة شخص من هنا وآخر من هناك في برنامج حواري في قناة عالمية أو في تعليق مقتضب يتخلل نشرة أخبار إحدى القنوات أو بمقال يكتبه كاتب غربي في صحيفة معروفة مرة واحدة ثم نذهب ونحتفل معتقدين أننا قد اكتسحنا العقول والقلوب حول العالم بهذه الجهود الخجولة، وإنما المطلوب هو التحول من السعي خلف شبكات الأخبار والقنوات الإخبارية الفضائية إلى صانع وموزع للخبر عبر قناة فضائية "إخبارية" متخصصة في تناول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتعلق بالبحرين وبغيرها من الدول على المستويين الإقليمي والدولي. لو نظرنا إلى الوضع إقليمياٌّ (على أقل تقدير) فسنجد الكثير من الأمثلة التي تدلل على أهمية هذا الطرح وضرورة التحرك لامتلاك وسيلة إعلامية إخبارية سياسية تتحدث باسم البحرين. قطر على سبيل المثال حصنت نفسها بقلعة منيعة اسمها قناة الجزيرة الفضائية، وأصبحت هي من يصنع الأخبار وينقلها، وهذا نجاح كبير يجب أن يحتذى به أو على الأقل الاستفادة منه. المملكة العربية السعودية لديها قنوات تتبنى قضاياها وتناقشها دولياٌّ وترد على من يهاجمها إعلامياٌّ مثل شبكة إم بي سي وقناة العربية. الكويت فتحت المجال لبعض القنوات الخاصة التي تدعم الحكومة وتساندها في مختلف العناوين الكويتية. حتى إيران فإنها تمتلك وتمول قنوات فضائية كالعالم والكوثر وغيرهما تخدم فيها قضاياها وتشن فيها حملات إعلامية على دول في المنطقة والبحرين من بينها. أعتقد أن الدولة لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك بينما دول المنطقة تسعى إلى تسليح نفسها بوسائل إعلامية إخبارية سياسية متخصصة ومؤثرة. أما تلفزيون البحرين فهو مجرد قناة متواضعة وعائلية غير متخصصة وغير مؤثرة بالدرجة المطلوبة إقليمياٌّ ودولياٌّ، هذا فضلاً عما تعانيه من مشاكل مختلفة. هذا مقترح نضعه بين يدي الدولة وبين يدي هيئة شئون الإعلام ورئيسها الشاب الشيخ فواز بن محمد آل خليفة ونتائجه سوف تكون أكثر من مضمونة..! المصدر: اخبار الخليج 25/9/2010