هل لدى قيادة السلطة الفلسطينية أدنى شك في أن الولاياتالمتحدة عدو استراتيجي ثابت للشعب الفلسطيني انطلاقا من أنها شريك استراتيجي ثابت لإسرائيل ؟ خلال أسبوع واحد فقط وعلى خلفية «رعايته» للتفاوض الفلسطيني - الإسرائيلي قدم باراك أوباما لإسرائيل ثلاث هدايا ثمينة تتمثل في الآتي: - خطاب إلى العالم من منبر الأممالمتحدة يدعو فيه الرئيس الأميركي قيادات الدول العربية إلى تطبيع العلاقات مع اسرائيل دون مقابل. - إشعال معركة دبلوماسية داخل اجتماع عام للدول الأعضاء في وكالة الطاقة الذرية العالمية لإحباط مشروع قرار عربي يدعو اسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي بما يسمح لمفتشي الوكالة رسميا بفحص منشآت الترسانة الإسرائيلية. - تعهد رسمي لإسرائيل بأن الولاياتالمتحدة سوف تستخدم الفيتو لإحباط أي تحرك فلسطيني - عربي لرفع قضية المصير الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي. مع ذلك فإن الإنصاف يقتضي أن نقول أيضا أن الرئيس أوباما لم يأت ببدعة فهو يترسم خطى أسلافه الرؤساء الأميركيين المتعاقبين الذين كان كل منهم يعلم علم اليقين أن بقاءه على قيد السلطة الرئاسية - أو حتى وصوله لعتبات البيت الأبيض يرتهن إلى التزامه بأمن اسرائيل من خلال ولائه لقيادة الحركة اليهودية الصهيونية في الولاياتالمتحدة. في سياق خطابه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة «بشر» الرئيس أوباما الشعب الفلسطيني بأنه يأمل بأن تستقبل المنظمة في غضون عام أو أقل عضوا جديدا باسم «الدولة الفلسطينية». من نفس المنبر سبقه سلفه جورج بوش بإعلانه عن «رؤية» لقيام دولة مستقلة للفلسطينيين. في كل من الحالتين كان هناك رئيس للقوة العظمى يبيع الفلسطينيين وهما. هذا مؤسف بما يكفي. ولكن الأدهى والأمر هو أن تستقبل قيادة السلطة الفلسطينية الوهم بقبول وتجاوب وتتعامل معه وكأنه صادر عن وسيط «نزيه وحيادي» لا يبتغي سوى مرضاة الحق والحقيقة. منذ أوسلو وعرض المسرحية يتكرر. الممثلون يتغيرون لكن سيناريو الوهم يبقى دون تغيير: جاء بيل كلينتون ومبعوثه دينيس روس. وجاء بعده جورج بوش الابن وكوندوليزا رايس. والآن يأتي بارك أوباما ومعه جورج ميتشل. من يأتي غدا ؟ إذا سارت الأمور على نسقها الثابت قد لا يكون هناك «غد» بعد أن يكتمل مشروع تهويد القدس وضم الضفة «التوراتية» إلى السيادة الإسرائيلية. المصدر: الوطن القطرية 5/10/2010