القدس (رويترز) - اثار اقتراح مبعوث السلام الامريكي للشرق الاوسط بان واشنطن يمكن ان تعاقب اسرائيل ماليا لارغامها على تقديم تنازلات للفلسطينيين غضبا اسرائيليا يوم الاحد. وقال المبعوث جورج ميتشل في التلفزيون الامريكي يوم الاربعاء ردا على سؤال بشأن نوع الضغوط التي يمكن ان تمارس ضد اسرائيل "بموجب القانون الامريكي تستطيع الولاياتالمتحدة ايقاف دعمها لضمانات القروض الممنوحة لاسرائيل." وتلقت اسرائيل في غضون العشرين عاما الماضية ضمانات امريكية لقروض بمليارات الدولارات وهي تعهدات ثبت انها كانت مؤثرة في عملية جمع الاموال في الخارج وبتكلفة أقل. وبرغم تراجع أهمية هذا الضمان وبالرغم من ان ميتشل اوضح في مقابلة علنية مع التلفزيون الامريكي انه لا يجري حاليا بحث فرض عقوبات ضد اسرائيل فان هذه التصريحات زادت من التوتر في العلاقات مع البيت الابيض في عهد الرئيس باراك اوباما. وفي بيان صدر في وقت متأخر يوم السبت "ردا على تساؤلات وسائل الاعلام بعد المقابلة مع ميتشل" انحى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باللائمة على الفلسطينيين في المأزق الذي وصلت اليه عملية السلام الذي اخفق المبعوث في الخروج منه. ومن المقرر ان يعود ميتشل الى المنطقة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وقال البيان "الكل يعرف ان السلطة الفلسطينية ترفض استئناف محادثات السلام في حين اتخذت اسرائيل خطوات مهمة لاستئناف العملية." ووصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية تصريحات ميتشل بانها تذكرة بالفترة التي وصلت فيها العلاقات الامريكية الاسرائيلية الى ادنى مستوى لها عندما اوقف الرئيس جورج بوش الاب ضمانات قيمتها عشرة مليارات دولار في عام 1991 بعد ان رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتها اسحق شامير تجميد التوسع في الاستيطان. وقال العنوان الرئيسي لصحيفة معاريف الاسرائيلية الواسعة الانتشار "تهديد ميتشل" ووصفت تصريحات المبعوث بانها "مفاجأة مذهلة". واصطدم اوباما ونتنياهو بشأن طلب الرئيس الذي تم تخفيفه فيما بعد بايقاف اسرائيل نشاطها الاستيطاني في الاراضي التي احتلتها في عام 1967 بما يتفق مع خارطة الطريق للسلام. ورفض نبيل ابو درينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهامات نتنياهو بان الفلسطينيين هم الذين يتحملون اللائمة في انعدام التقدم نحو حل الدولتين. وقال ابو ردينة "وفق البند الاول من خارطة الطريق السلطة الوطنية نفذت ما عليها واسرائيل لم تنفذ ما ورد من التزامات عليها في خارطة الطريق وعلى اللجنة الرباعية بما فيها الادارة الامريكية ان تقول من الذي نفذ ومن الذي لم ينفذ. اللجنة التي ستجتمع قريبا مطلوب منها ان تحدد من المسؤول عن عدم تنفيذ الاتفاقات ويضع العراقيل امام استئناف عملية السلام وفق ما نصت عليه خارطة الطريق." وفرض نتنياهو تحت ضغط من اوباما يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني الماضي ايقافا محدودا لمدة عشرة اشهر على البدء في انشاء مساكن في مستوطنات الضفة الغربية قائلا انه يأمل ان تساعد هذه الخطوة في استئناف المفاوضات المتوقفة طوال العام الماضي. لكنه استثنى القدسالشرقية والمناطق التي تم ضمها من الضفة الغربية. ولم يتراجع عباس عن طلبه بالتجميد الكامل للاستيطان قبل استئناف المفاوضات. وردا على سؤال بشأن تصريحات ميتشل قال وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينيتس ان ضمانات القروض الامريكية مجرد "رمز للصداقة" لكن اسرائيل لا تعتزم استخدام الضمانات المخصصة لعامي 2010 و2011. وقدمت الولاياتالمتحدة في عام 2002 حزمة من ضمانات القروض بقيمة تسعة مليارات دولار. وشملت الحزمة صيغة تنص على خصم دولار من الضمانات مقابل كل دولار تنفقه اسرائيل على بناء المستوطنات. وكان لدى اسرائيل حتى 15 ديسمبر كانون الاول ماقيمته 3148 مليون دولار من الضمانات بعد ان اصدرت سندات بدعم من الولاياتالمتحدة بقيمة 4.1 مليار دولار وخصم 1.1 مليار دولار مقابل بناء مستوطنات وحصص بشأن الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.