السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية الفريق سلفا كير ميارديت أقام الدنيا ولم يقعدها بتصريحه الذي قال فيه إنه (سيصوت للانفصال)!. حسناً دعونا نمسك القضية من أولها ونناقشها بروية وبمنطق, حتى نعرف نحن مع من (نتعامل). وبطبيعة الحال وما دمنا قد اتفقنا على أن نمسك القضية من أولها فلا بد لنا من أن نرجع إلى بعض (المسلمات), والتي من كثرة تكرارنا لها صار ذلك أمراً مملاً, لكن ماذا نفعل وهذا هو الرجل الثاني في الدولة وقال كلاماً بهذا الحجم و هذه الخطورة و لابد لنا من أن نفهم لماذا قاله. السيد سلفا كير هو رئيس الحركة الشعبية الشريك الثاني في اتفاقية السلام والتوقيع على تلك الاتفاقية ألزم الطرفين الموقعين وحتى الشهود على التزامات معينة أولها وأهمها أن (الأصل) في الاستفتاء الذي سيجري بعد الفترة الانتقالية هو (وحدة السودان). لكن ومن أجل مصلحة الحوار ومن أجل تسهيل الوصول إلى نقطة التقاء, دعونا نتجاوز كل تلك الاعتبارات القانونية والأخلاقية, ولنركز على الجانب (الشخصي) الخاص بالسيد سلفا باعتباره يحتل منصباً رفيعاً في الدولة ومن حقنا أن نتعرف على (الفلسفة) التي ينتهجها في طريقة حكمه لنا! . أعتقد أنه أمر يهمنا ومن حقنا ذلك. (حسناً) معروف أنه حتى على مستوى الفرد العادي فان اتخاذ أى قرار لابد أن يتم على (حيثيات) واضحة و مقنعة. فما بالكم اذا كان قراراً خطيراً؟ لكن السيد سلفا كير ليس مواطناً عادياً. الرجل خرج علينا بقرار خطير وهو أنه سيصوت للانفصال. هذه ليست حيثيات. انه قرار فحسب. دعونا نمشي خطوة واحدة مع الرجل: قال إن (السبب) في ذلك أن الخمسة سنوات الماضية (لم تقنعه) بجدوى الوحدة. هذا أيضاً يصلح ك (مسببات) للقرار, لكنه بالقطع لا يصلح ك (حيثيات)! ولكن حتى هذه المسببات لن تقنعنا. الرجل (مدين لنا) بسؤال آخر, وهو هل قدمت لنا قائمة بالأشياء التي تجعل في نظرك الوحدة (مقنعة) وعندما فشلنا في تلبية تلك (الطلبات) أعلنت قرارك؟ . السيد سلفا وحركته لم يفعلوا شيئاً لصالح الوحدة لجهة القيام بتنفيذ مشروعات تنموية في الجنوب, مع أن هذا واجبهم. بالعكس الحكومة قامت بتنفيذ مشروعات تنموية في الجنوب بلغت تكلفتها (مليار دولار), مع أن هذا ليس من واجبها. السيد سلفا يحكم كل الجنوب وثلث الشمال. السيد سلفا يعلم أن الشمال يحكم بالشريعة وهو عندما يكون في (عاصمته الشمالية) فانه لا يتقيد كثيراً بالحدود الشرعية ولا أحد طلب منه ذلك! عندما يساق إلى المحكمة مواطن مسلم وآخر (من جماعة سلفا) طبعاً لا نقول ولا نعرف ان كان مسيحياً, أم لا, المهم أنه من جماعة سلفا, عندما تكون هنالك جريمة حدية فان الحد يطبق بحق المسلم ولا يطبق بحق (السلفاوى), لدرجة فتنت المسلمين (العاصين) في دينهم! ليس هذا فحسب فالأمر تعدى ذلك, فمنذ مجئ هؤلاء إلى الخرطوم, كثرت عمليات تهريب الخمور وصنع (المريسة) وظهور السكارى في الشوارع و(حريم) السيد سلفا يتجولن في الشوارع بملابس (ومناظر قبيحة). جنوده قتلوا رجال الشرطة والمواطنين..وكل ذلك والسيد سلفا صامت وهو ينظر إلينا بعينيه الواسعتين ويغطى كل رأسه وجزأ كبيراً من وجهه بتلك (القبعة السوداء) والتي لم نعرف مغزاها حتى الآن ... ولا يتكلم. ليس هذا فحسب بل انه كلما (تجرع) جرعة من عسل الشمال (تمطق) ثم قال متأففاً (عسل بتاع انتو ده مالو مر كده)! هل يكفي هذا؟ ثم بعد كل ذلك يخرج علينا السيد سلفا بموقفه ذلك ويعلن أنه سيصوت للانفصال. والسبب أننا لم نقنعه بجدوى الوحدة. ان هنالك شيئاً اسمه اسم الشرط وجواب الشرط. أو بالمصري الفصيح اللي أوله شرط , آخره نور. اذا فعلت كذا فسأعطيك كذا. اذا لم تقل كذا فلن تحصل على كذا. السيد سلفا كان عليه منذ البداية وقبل أن (يؤدي القسم) كنائب أول ويتبوأ تلك المناصب الرفيعة ويجعلنا نصرف (دم قلبنا) مهراً لوحدة معه, كان عليه أن يقدم لنا قائمة بالأشياء التي تقنعه بجدوى الوحدة, فاما قبلنا بها وأعلنا استعدادنا للوفاء بها أو قلنا له (يفتح الله) وفي تلك الحالة يكون الطلاق بالمعروف. أما أن يأخذ (هدايانا) ثم يضربنا هذا (الشاكوش) فذلك أمر مرفوض!. نقلا عنص صحيفة الرائد السودانية 7/10/2010م