بعض الجنوبيين الانفصاليين اشتبكوا بالأيدي مع مظاهرة كانت مؤيدة للرئيس البشير ضد الجنائية فى الخرطوم.. الحدث الذى جري فى قلب الخرطوم و فضته الشرطة يقع تحت طائلة (محاسن الصدف) لأنه فى قلب الخرطوم ، لا فى الحدود المشتركة بين الشمال و الجنوب ،ولأنه عراك بالأيدي ، لا بالراجمات و المدفعية الثقيلة ،و ربما بالطيران الحربي بعد ان امتلك الجيش الشعبي سلاح طيرانه ،ولأنه وقع قبل تقرير المصير و الانفصال ، فهو باختصار (بروفة) للشر المستطير الذى ينتظر البلاد اذا ما سارت الأمور على ما هي عليه .. اذا كان من الانفصال بد.. وقد نجح (نيرون) السودان فى إحراقه ، فعلي الأقل واجب على العقلاء البحث عن اقل الخسائر .. بناء (خطوط النار ) التى تعزل الحريق فى أضيق مساحة.. و عندما اقول (العقلاء) فتأسيساً على المثل السوداني الشعبي الشهير( المجنون فى ذمة العاقل) أو على الأدب الرفيع الذى أرساه سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم فى الحديث الشريف (مثل القائم على حدود الله و المدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فى البحر ، فأصاب بعضهم أسفلها و بعضهم أعلاها ،و كان الذين فى اسفلها يخرجون و يسقون الماء و يصبون على الذين أعلاها فيؤذونهم ، فقالوا : لا ندعكم تمرون علينا فتؤذوننا ، فاقل الذين فى أسفلها :أما اذا منعتمونا فننقب السفينة من اسفلها فنستقي ، قال : فان اخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعاً ، او تركوهم هلكوا جميعاً ) . هذه بالضبط الصورة التى نعيشها ..بعض قومنا يريدون خرقا لسفينة ،وان تركناهم غرقوا و غرقنا .., ان امسكنا بأيديهم سلموا و سلمت بلادنا .. الأمر لا ينتظر ..هى دعوة للعقلاء أن يتحركوا بأكفأ ما تيسر .. على الاقل للبحث فى خياراتنا الحتمية للجناة من أهوال الانفصال ..و لا يجب ان يفسر هذا الحديث فى الجانب الاقتصادي ، فذلك اقل و اضعف الخسائر ..بل فى الجانب الآخر المتصل بالاستقرار ..و الذى وصفه نائب الرئيس على عثمان بكونه الهدف الأساسي من اتفاقية السلام الشامل .. ان كان لابد من شر الانفصال فان (مهمة العقلاء) الإمساك بأيدي المجانين الذين يظنون ان الأمر مجرد (عنترية) ونزهة بالكلمات ..فالحرب أولها كلام ..و ربما (مظاهرة) ! و الحرب القادمة –لا قدر الله – ليست كحرب الأمس فى الأحراش و أقاصي الدنيا ..هى حرب بين جيشين نظاميين فى حدود طويلة ممتدة تشمل آبار النفط و بؤر اللهب الساكن .. سيتفرج العالم على شعب لا يجد مقاعد لإجلاس تلاميذه فى المدارس ، لكنه يجد أموال لشراء القنابل و الرصاص ..و لا يجد سيارات للمستشفيات لكنه يدفع ثمن دبابات لصناعة الموت .. مطلوب عقلاء فوراً لإنقاذ البلاد من صنائع المجانين! نقلاً عن التيار 11/10/2010