حديث المدينة مطلوب عقلاء..!! عثمان ميرغني بعض الجنوبيين الانفصاليين اشتبكوا بالأيدي مع مظاهرة كانت مؤيدة للرئيس البشير ضد الجنائية في الخرطوم.. الحدث الذي جرى في قلب الخرطوم وفضته الشرطة.. يقع تحت طائلة (محاسن الصدف) .. لأنه في الخرطوم، لا في الحدود المشتركة بين الشمال والجنوب .. ولأنه عراك بالأيدي، لا بالراجمات والمدفعية الثقيلة وربما بالطيران الحربي بعد أن امتلك الجيش الشعبي سلاح طيرانه.. ولأنه وقع قبل تقرير المصير والانفصال.. فهو باختصار (بروفة) للشر المستطير الذي ينتظر البلاد إذا ما سارت الأمور على ما هي عليه.. إذا كان من الانفصال بد.. وقد نجح (نيرون) السودان في إحراقه.. فعلى الأقل واجب على العقلاء البحث عن أقل الخسائر.. بناء (خطوط النار) التي تعزل الحريق في أضيق مساحة.. وعندما أقول (العقلاء) فتأسيساً على المثل السوداني الشعبي الشهير ( المجنون في ذمة العاقل) .. أو على الأدب الرفيع الذي أرساه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (مثل القائم على حدود الله والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر، فأصاب بعضهم أسفلها وبعضهم أعلاها، وكان الذين في أسفلها يخرجون ويستقون الماء، ويصبون على الذين أعلاها فيؤذونهم، فقالوا: لا ندعكم تمرون علينا فتؤذوننا، فقال الذين في أسفلها: أما إذا منعتمونا فننقب السفينة من أسفلها فنستقي. قال: فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا، وإن تركوهم هلكوا جميعا) هذه بالضبط الصورة التي نعيشها الآن.. بعض قومنا يريدون خرق السفينة.. وأن تركناهم غرقوا وغرقنا.. وأن أمسكنا بأيديهم سلموا وسلمت بلادنا.. الأمر لا ينتظر.. هي دعوة للعقلاء أن يتحركوا بأكفأ ما تيسر.. على الأقل للبحث في خياراتنا الحتمية للنجاة من أهوال الانفصال.. ولا يجب أن يفسر هذا الحديث في الجانب الاقتصادي.. فذلك أقل وأضعف الخسائر.. بل في الجانب الآخر المتصل ب(الاستقرار).. الذي وصفه نائب الرئيس الأستاذ على عثمان بكونه الهدف الأساسي من اتفاقية السلام الشامل. إن كان لابد من شر الانفصال فإن مهمة (العقلاء) الإمساك بأيدي (المجانين) الذي يظنون أن الأمر مجرد (عنترية) ونزهة بالكلمات.. فالحرب أولها كلام.. وربما (مظاهرة!) .. والحرب القادمة – لا قدر الله- ليست كحرب الأمس في الأحراش و أقاصي الدنيا.. هي حرب بين جيشين نظاميين.. في حدود طويلة ممتدة تشمل آبار النفط و بؤر اللهب الساكن.. سيتفرج العالم على شعب لا يجد مقاعد لإجلاس تلاميذه في المدارس .. لكنه يجد أموال شراء القنابل والرصاص.. ولا يجد سيارات إسعاف للمستشفيات لكنه يدفع ثمن دبابات لصناعة الموت.. مطلوب عقلاء فوراً لإنقاذ البلاد من صنائع المجانين..!! التيار