بقلم: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي يقول الاطفال في السودان ان الحشرات تنقسم الي (بتعضي) و(ما بتعضي). أما الاحزاب السودانية الطائفية والعقائدية فتنقسم بشهادة الجميع الي (احزاب حيلها مهدود) و(احزاب حيلها ماشايلها) و(احزاب حيلها ميت) ذلك حتي لا نقول (أحزاب تعني مرض نقص المناعة الوطنية). نظرة واحدة الي المشهد السياسي تكشف تلك الحقيقة, موقف تلك الاحزاب اللامبالي من سيناريوهات الوحدة والانفصال يثبت ذلك. غيبوبتها شهادة وفاة بموتها سريريا لقد ماتت تلك الأحزاب دماغيا. فهي لا تتحرك الا بماكينات خارجية. لذلك بينما السودان خلال تسعين يوما يواجه أخطر ايام تاريخه, شدت تلك الاحزاب التي تفتقد القدرة علي الحركة الذاتية شدت الرحال الي عاصمة الضباب لتفتح باباً جديدا من الشقاق والنزاع الوطني. تلك هي نفس الاحزاب التي في مؤتمر اسمرا يونيو 1995م (مؤتمر القضايا المصرية) أدخلت السودان في المأزق التاريخي الراهن مأزق الانفصال الي دولتيت لن تتنصل من خطيئتها التاريخية الكبري. وقد شارك السفير الاسرائيلي في مؤتمر القضايا المصرية السودانية الي جانب كل السفراء الغربيين وقد أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي (ليبرمان) يوم السبت 9/10/2010م عند لقائه نظيره الفرنسي ونظيره الاسباني ان علي الدول الغربية اعطاء اسبقية لاستفتاء انفصال جنوب السودان علي قضية السلام في الشرق الاوسط أجندة مؤتمر اسمراء الذي أسموه مؤتمر القضايا المصرية السودانية كانت ثلاثاً. هي فصل الجنوب واسقاط نظام الحكم بالسلاح والغاء الشريعة . بعد أن تبينت معالم انجاز الحلقة الاولي بفصل الجنوب جاء شد الرحال الي عاصمة الضباب لانجاز الحلقة الثانية من حلقات التامر الثلاث ضد السودان شد الرحال نشاط جديد لتنفيذ ما تبقي من أجندة, لتنفيذ البند الثاني والثالث من اجندة مؤتمر القضايا المصرية باسقاط نظام الحكم بالسلاح والغاء الشريعة من المعروف ان تنظيم وتمويل وادارة مؤتمر أسمراء للقضايا المصرية. تم ظاهرياً بواسطة منظمة التضامن المسيحي برئاسة البارونة كوكس. بينما الصانع الحقيقي هو أجهزة الاستخبارات الغربية والاسرائيلية . شد الرحال اليوم الي عاصمة الضباب لاعلان ما يسمي جبهة عريضة للمعارضة, استنساخ جديد ل (تجمع وطني) معارض, واستنساخ جديد ل(مؤتمر جوبا) الذي مات قبل أن يطلق صرخة الميلاد . في واجهة (التجمع المعارض) الجديد السيد/ علي محمود حسنين , الذي كان في الماضي ضم صفوف الحركة الاسلامية (الاخوان المسلمين) وحصل علي الماجستير في القانون عام 1962م من جامعة (نورث ويسترن) بشيكاغو كان من المزمع أن يشغل السيد / علي محمود حسنين منصب رئيس الوزراء عام 1976م اذا نجحت المعارضة المسلحة التي أسميت (حركة المرتزقة) في الاطاحة بالرئيس جعفر نميري في 2/ يوليو 1976م. منذئذ ولأربع وثلاثين عاماً لم يشغل السيد حسنين أي منصب حتي وصل خريف العمر وقارب الثمانين. وكيل أوكامبو لا يزال في نفسه شي من (حتي) شئ من الجلوس علي كرسي السلطة بأي ثمن. شد الرحال الي عاصمة الضباب اعلان بأن الأحزاب الطائفية والعقائدية بعد أن شاركت بفعالية في مخطط فصل السودان الي دولتين وفقاً لمؤتمر اسمراء يونيو 1995م بدأت الأيدي الخارجية صانعة اجندة المؤتمر تحركها لانجاز ما تبقي من الاجندة أي اسقاط نظام الحكم بالسلاح والغاء الشريعة الذين يحاولون انشاء تحالف معارضة في عاصمة الضباب قيادات طاعنة في السن في نهاية سبعيناتهم . سبعيناتهم التي تتغاضي عن افادة التعداد السكاني الاخير بأن سكان السودان ممن تجاوزوا (65) عاما يمثلون 3% من السكان عندما تلتقي نهايات السبعينات في اجتماعات عاصمة الضباب لا تستطيع اخفاء ما بينها من ثقة غائبة وحزازات سياسية عميقة. فهم يكرهون بعضهم بعضاً الي درجة لاتواري معها الابتسامات المصطنعة ما بينهم من ود مفقود . لكنها كلها سمن علي عسل مع (المخرج) الذي يدير حركتها من وراء حجاب. تلك القيادات الحزبية الديناصورية لأنها بلا ذاكرة تفترض كعادتها دائما أن السودانيين شعب بلا ذاكرة.