سوف تشهد الأيام القلائل المقبلة تاريخاً محزناً فى عمرنا و عمر أجيالنا ونخشي ان تشتعل الفتنة هنا وهنالك و نجد ان زراعة بذرة الفتنة من اجل مصالح شخصية دون مراعاة لمصحلة البلاد والعباد و ما نري الآن يلوح فى الأفق خطوط الكراهة بسبب ما أصاب الجسد الوطني من (سم) فتاك لتدمير التركيبة الاجتماعية السودانية والتى هى عبارة عن تداخل للمجموعات السكانية الزنجية و النوبية و العربية و الخليط خاصة وان السودان شهد هجرات سكانية نتيجة التغيرات المناخية والجغرافية جعلت القبائل تتوغل.. ان المناداة بالانفصال (المتعجل) قد تقود البلاد الى تمزق و شتات حتى لا نكون مثالاً للشعوب و الدول التى لم تحسن إدارة التنوع و الشأن الداخلي ،فكان مصيرها ان تعيش فى حروب قبلية طاحنة بلا نهاية ، ويجب ألاَّ ننساق الى فتنة و ترجيح مصلحة قبائل على اخري . هناك مشكلات تحاصر الجنوب قبل وبعد الاستفتاء فنجد ان الأزمة الاقتصادية سوف تهدد الأوضاع بالجنوب وسوف يواجه الجنوب اوقات عصيبة فى حال الانفصال اذا لم يتم الاتفاق على اقتسام النفط و ان يستمر العمل فى حقول البترول بعد الوصول لاتفاق بين الشمال والجنوب بحيث تستمر الشركات البترولية فى الإنتاج والاكتشاف و التصدير عبر بورتسودان إبعاد النفط عل الخلافات مهما كانت التحوطات لتفادي صوت العجز فى ميزانية الإنفاق لكل من حكومتي الجنوب و الاتحادية فان توقف النفط يؤدي الى كارثة حقيقة ذلك ان الحقيقة الحاضرة ان النفط يمثل 70% من ميزانية الحكومة الاتحادية و 90% من ميزانية حكومة الجنوب .. الجنوب يشكو من حالة عدم الاستقرار الأمني وهذه تحديات يجب العمل عل مواجهتها ومناقشة هذه القضايا بالشفافية و تذليل الصعاب حيث نري الآن ان ليس هناك خطوات كافية قبل قدوم القرار المصيري - الانفصال- ويجب اتخاذ خطوات قبل ان يصبح الانفصال حقيقة ماثلة و مطبق فى ارض الواقع فالي جانب التحوطات الاقتصادية و الأمنية و جوب التراضي فى بعض القضايا التى تعتبر هاجساً أمام تكون الدولة من ترسيم الحدود و معالجة لوضعية مناطق التماس بين القبائل الشمالية والجنوبية لتفادي احتراب مستقبلي من جديد بسبب ملكية الارض و الموارد و التواجد الشمالي بالجنوب والجنوبي بالشمال خاصة بعد صعوبة تنفيذ العودة الطوعية ل1.5 مليون مواطن جنوبي بالشمال و حقوق الشماليين بالجنوب ،ورغبة البعض فى العيش حيثما يقيم .. هذه هى بعض الحقائق الحاضرة لم لتم التطرق لها فى طاولة المفاوضات لأن الخطوط متشابكة بين الشمال و الجنوب و الفترة المتبقية للاستفتاء كما ان انشطار جزء من السودان امر صعب تمريره دون دراسة متأنية و بلا علم كما ان المواطن الجنوبي فى الشمال و الجنوب فى حيرة من أمره و يتسائل كيف سيكون الحال بعد الانفصال ويشغل تفكيره العواقب و الإجراءات حركة التواصل و هذه حقائق غائبة حاضرة فى ظل الحقائق المتلاحقة فى الساحة السودانية. *زعيم الاتحادي الوطني السيد الميرغني جدد اتهامه لأطراف خارجية بالسعي لتمزيق السودان و أكد رفضه التام لفكرة انفصال الجنوب و ان الحزب لديه رؤية للخروج من الأزمة الحالية بين الشمال والجنوب و ان الحزب منذ 1995 له موقف رافض على حق تقرير المصير و طالب بأن يكون الاستفتاء حراً ونزيهاً دون (تلبيس) و عدم تزييف إرادة الجماهير و أكد ضرورة الحفاظ على وحدة ارضي السودان و اتهم بعض الدول بالإصرار على تعزيز الانفصال وقال: ان الدول التى ترعي هذا التوجه قائمة على الوحدة فى غرب الأطلسي او في أوروبا او بريطانيا او الولاياتالمتحدةالأمريكية و الاتحاد الأوربي قائمة على الوحدة، فلماذا تريد تمزيق السودان ؟ أنتهي . *ان على زعيم الاتحادي بدء التحركات لإقناع الدول الصديقة للحزب مثل يوغندا و مصر لدعم وحدة السودان رغم قصر الفترة المتبقية للاستفتاء ..كما ان الحقيقة الواضحة ان الاتحادي الديمقراطي ظل موقفه من وحدة السودان ثابتاً لم يتغير ابداً لكن يجب مضاعفة الجهود والاتحادي بحكم علاقاته التاريخية والتحالفات السابقة مع الحركة يمكن ان يلعب دوراً فى تخفيف حدة التطرف فى المواقف حول القضايا العالقة بين الشريكين ، لكن الحزب ظل غائباً فى الأزمة السودانية خاصة فى مسألة الانفصال و الاستفتاء يمكن ان يمارس المزيد من الضغوط فى المرحلة العصيبة المقبلة . نقلاً عن أخبارا ليوم 2/11/2010