لو كان صديقنا المهندس الطيب مصطفي يقرأ صحيفته جيداً هذه الأيام لما واصل فى كتابة حلقاته (قبل فوات الأوان) ولو كان ملماً بكل ما يدور من حوار فى جولات التفاوض من مشاكوس الى نيفاشا لما تجني على إخوانه الذين توصلوا الى اتفاق شارك في صناعته كل المخلصين و المختصين. ولو كان الطيب مصطفي يعلم تفاصيل ما يدور هذه الأيام من حوار لما أطلق على اخوته المنبطحين .. الغريب ان الطيب واصل رغم ان جاره على اليمين اسحق احمد فضل الله فصل ما دار من حوار بين الوفد الأمريكي بقيادي كيري و بين وفد الحكومة الذى قاده علي عثمان . يقول اسحق فى مقاله مماثلة و دون ايجاز : كان علي عثمان الذى يجد كان على عثمان – الذي يجد أمامه امريكا بكاملها – يرسل حديثه الى الجذور ويقول للوفد : ما نعرفه هو ان من يدير الارض ليس هو امريكا - والصمت الذي ينتظر استئناف الحديث كان يسأل : من اذن؟ وعلي عثمان يقول : الله.. هو الذي يدير الكون ..ونحن لا نتعامل مع العصا والجزرة.. الا ترون ان هذا لا يليق الا بقيادة الحيوان فقط؟؟ قال: نحن نتعامل مع قضايا وفق مبادئ يعرفها كل من ترونه في شوارع الخرطوم لو نظر الطيب الى هذه الاتفاقية بعين الإنصاف لوجدها تحقق له كل ما كان يدعو إليه حتى فى أوقات التعبئة ، وهو يقول فى حواره الشهير بالزميلة (أخبار اليوم) شهر يوليو 1997 أنه لن يذرف دمعة اذا انفصل الجنوب ، و كما حققت الاتفاقية للطيب ما كان يدعو اليه فإنها فى ذات الوقت حفظت المشروع و حمته من استنزاف الطاقات ويكفي ان الحرب أخذت أفضل شبابنا كفاءة وصدقاً و منهم أبن الطيب مصطفي الشهيد أبوبكر.. أخي الطيب كل قادتنا موثوق بهم بداية من الرئيس البشير مروراً بعلي عثمان و نافع و غازي و عوض الجاز وصلاح قوش و إبراهيم احمد عمر و أمين حسن عمر و الدرديري و غير من الذين يواصلون الحوار لا لأجل ذواتهم أو مكاسب خاصة و لكن لأجل ان نوافي بما قطعناه من عهود دون أن نعود لدائرة الحرب من جديد .