علي مدي سنوات طويلة تعودت النخبة المصرية أن تمد بصرها شمالا, ولم تزل المؤشرات جميعها تعكس هذه النظرة الضيقة التي لا تري في الجنوب إلا المشكلات, ومصادر القلق. وعلي العكس من ذلك فانها تري الشمال مصدرا لكل ماهو جميل ومجالا كبيرا للفرص الكبري سواء في مجال التجارة أو الأفكار! إلا أن ذلك كله يجب أن يتغير وبشدة, فالجنوب هو الفناء الخلفي لمصر, والامتداد الطبيعي لها ولمصالحها ولأمنها القومي, كما أنه مصدر مياه النيل التي هي شريان الحياة للمحروسة. وبعيدا عن ذلك فان هذا الجنوب الممتد حتي جنوب إفريقيا يضم دولا عدة بحاجة لكل ماهو مصري من خبراء الري والأطباء والأدوية المصرية وشركات المقاولات والأجهزة المنزلية والكهربائية, والأسمدة, ومواد البناء, وأشياء أخري كثيرة. كما أن هذه الرقعة الواسعة تضم خبرات كثيرة. نحن بحاجة إليها سواء الحيوانات الحية أو الشاي أو الفواكه الاستوائية.. إلخ. ومن حسن الطالع أخيرا أن شركة كبري من شركات القطاع الخاص المصري بدأت خطوات إنشاءمزرعة مصرية في إثيوبيا لتسمين العجول, وذلك باستثمارات تتجاوز مائة مليون جنيه. وسيتم تصدير الانتاج الي مصر, وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح لابد أن تتبعها خطوات أخري كثيرة في ذات الاتجاه. وينبغي أن يحرص الجانب المصري والعربي علي تسويق هذه الخطوات الطيبة بوصفها إيذانا ببدء عهد جديد في العلاقات المصرية الافريقية يرتكز علي التاريخ والمصالح الأخوية المشتركة. المصدر: الاهرام 22/11/2010