انتقد عبد الرسول النور - أحد قيادات قبيلة المسيرية - موقف الحركة الشعبية الرافض لترسيم الحدود قبل الاستفاء، قائلاً أنها بذلك تسعي لإدخال قبائل أو موارد طبيعية داخل حدودها، وإنها تواجه ضغط من أبناء دينكا نقوك الموجودين في الحركة، وقال لا يمكن أن يتم إجراء الاستفتاء في مواعيده وبجدول زمني دون أن يتم ترسيم للحدود، ولا الاتفاق على مفوضية استفتاء أبيي أودون تحديد من هو الناخب الذي يحق له التصويت في الاستفتاء. وأكد خلال مخاطبته الندوة التي نظمها مركز الراصد للدراسات السياسية والإستراتيجية بالخرطوم والتي جاءت بعنوان "إشكاليات ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب" ، أكد حرص أبناء المسيرية على استقرار السودان ووحدته واستعدادهم لتقديم تضحيات في سبيل أن يظل السودان متماسكاً ومترابطاً بمختلف قبائله وانتماءاته. وقال عبد الرسول أنهم مستعدون للجلوس والتفاكر مع الشريكين ، أو دينكا نقوك للوصول إلي حلول سلمية ورؤية توافقية فيما يتعلق باستفتاء منطقة أبيي والحدود الفاصلة ما بين شمال وجنوب السودان ، مشيراً الي أنه لم تكن في السابق حدود بين شمال وجنوب السودان ، وان المستعمر عمل على تقسيم السودان لأسباب إدارية ، ولكنها بكل أسف تسير في اتجاه أن تكون حدود دولية إذا ما اختار جنوب السودان الانفصال. وطالب عبد الرسول النور شريكي الحكم بضرورة ترسيم الحدود على الأرض قبل البدء في الاستفتاء ، مشيراً الى استحالة أن يتم الاستفتاء في دولة حدودها الشمالية مجهولة ومختلف عليها ، مشيراً اإلي أن هنالك مرجعية واضحة وان كل قبائل التماس تعلم حدودها ، وأوضح ان عدم اعتراض القبائل على ترسيم الحدود في عهد المستعمر لاعتقادها بأنها حدود إدارية. وأضاف النور أن مطالبة البعض للمسيرية بالتنازل عن ارضهم هو طلب تعجيزي ، ولم يسجل التاريخ يوماً أن منحت دولة جزء من ارضها لدولة أخرى ، مشيراً الي ان الوضع السائد الآن في أبيي يجعل عدداً كبيراً من المواطنين لا يشاركون في تقرير مصير المنطقة ، وطالب شريكي الحكم بتحكيم صوت العقل ، وان يتم إجراء الاستفتاء في ظروف مقنعة للجميع وبشفافية.