معلوم من حيث المبتدأ أن منطقة آبيي منطقة شمالية, حسب تعريف اتفاق السلام السوداني الموقع في العام 2005م والذي قسم الجنوب والشمال حسب الحدود الجغرافية التي تركها الانجليز في العام 1956م, ووجود مواطنون جنوبيون في المنطقة لا يجعلها جنوبية!! لكن المنطقة حظيت باهتمام بالغ خلال المفاوضات الأخيرة بكينيا وبرزت كعقبة كبيري في سبيل انجاز اتفاق سلام سوداني ينهي أطول الحروب الإفريقية وذلك بسبب أن أبناء آبيي هم من يحركون الإحداث داخل الحركة الشعبية, وداخل الغرب الذي يرعي المفاوضات!! ومن هذه الزاوية فقط ظللنا كمراقبين ننظر للمنطقة التي وافق المفاوض الشمالي ان تعطي خصوصية وأن يستشار مواطنها الجنوبي والشمالي, إلي أي الإقليمين يريد أن يتبع للشمال كما كانوا من الأزل أم للجنوب حيث جذور سكانها من دينكا نقوك؟! ومن متابعاتنا نري ان كل الحلول التي تقدمت بها الوساطة الدولية والإقليمية كانت تتكسر علي أنصال أبناء المنطقة ممن يمسكون بالقلم داخل الحركة وحكومة الجنوب وحتي ان كان هناك تعنت من قبل الشماليين فهي اقل تصلبا واقرب للمنطق! ولان قادة حكومة الجنوب والحركة ظلوا ضيقي الصدر فيما يخص المنطقة فقد حدثت الكثير من الحروب والماسي وكلنا يتذكر قائد استخبارات الحركة ادوارد لينو حين احتل المنطقة, وأطلق تحدياته (الواطة واطالتنا, ومافي ود مرة بشيلها مننا تاني). وبالفعل جاء (ود المره) واسترجع آبيي وهاهم يدخلونها من جديد بقواتهم وحشودهم ويطلق شارلس دونقور تصريحاته في لقاء جماهيري ويوقل حسب صحيفة إخبار اليوم (ستذهب آبيي للجنوب شاء المؤتمر الوطني والمسيرية أم رفضوا ولو بقوة السلاح!! والحكمة البعيدة تقول ان أبناء الجنوب حيث اعتمدوا علي قوة السلاح لنصف قرن, لم يتمكنوا من دخول مدينة من مدن الجنوب الكبري والبقاء فيها وأنه لم يتم ذلك إلا بإرادة السلام الغلابة. فكيف يريدون اقتلاع منطقة شمالية بقوة السلاح ودون مفاوضات!! أما الحكمة القريبة فتقول ان شراء الأسلحة وتجنيد الجيوش لن يغير أبدا في معادلات القوة العسكرية داخل السودان, وان السلاح والقوة لا يعطيان أو يمنعان أحدا حقا!! و(التفاوض أحسن ليكم)!! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 14/12/2010م