عنوان جديد للأزمة والصراع رسمته الأحداث الدامية الأخيرة التي وقعت بمنطقة أبيي عقب عنوان آخر من الفشل داخل أعمال اللجنة المشتركة لأبيي بين السودان ودولة الجنوب، وفيما أودعت اللجنة الملفات ذات الخلاف إلى رئاسة البلدين مباشرة للبتّ فيها وفق ما حققته الجلسة التفاوضية بين الطرفين قبل أيام وما أفضت إليه من فشل رفض أبناء دينكا نقوك المضي في طريق آخر غير نقش الفشل على الأمر بالهجوم على سوق المنطقة والاعتداء على التجار من أبناء المسيرية مما عجّل بتدخل القوات الإثيوبية اليونسفا لتفريق المهاجمين الذين قدموا من خارج المنطقة حسبما نقل الأمير حمدي الدودو ل «الإنتباهة» بغية الاحتفال بانفصال جنوب السودان حيث كانت الحصيلة «3» مصابين واختطاف أحد التجار.. ولم تكتفِ دولة الجنوب بدعم الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحركات دارفور بحسب ما يقول المراقبون بل أرادت أن تدخل بقواتها منطقة أبيي أمس الأول وتشعل الحرب فيها مجددًا، بعد أن تأكد لها انسحاب القوات المسلحة والشرطة إلى خارج المنطقة بحسب قرار مجلس الأمن «2046».. وفي الخرطوم اتهم المؤتمر الوطني أبناء أبيي في الحركة الشعبية بالوقوف وراء أحداث المنطقة، وأكد أن أبناء دينكا نقوك بالحركة هم الذين يجرون دولة الجنوب للمواجهة في أبيي، فيما قالت قبيلة المسيرية إن العملية الهجومية كانت تستهدف اغتيال شخصيات قيادية بالقبيلة لم تكشف عنها، وقال القيادي بالحزب د. قطبي المهدي في تصريحات أمس إن أبناء أبيي الذين استعان بهم قرنق في قيادة الحركة هم الذين يقودون الجنوب للمواجهة في أبيي، وأضاف: عدا ذلك فإن أبيي بالنسبة لبقية الجنوبيين ليست قضية مع السودان، واعتبر المهدي الحادث الذي وقع بالمنطقة كان بتحريض من هذه المجموعات وهي تخشى أي استقرار في العلاقة بين السودان ودولة الجنوب بموجبها سيتم الوصول إلى حل لقضية المنطقة ومن ثم سيفقد أبناء أبيي بالحركة أهميتهم في السياسة الجنوبية مستقبلاً.. وفي سياق ذلك يجزم المحلل السياسي د. محمد سعيد بأن دخول مسلحين من دولة الجنوب إلى أبيي غداة الاحتفال بانفصال الجنوب أرادت من خلاله دولة الجنوب إرسال عدة رسائل إلى الحكومة السودانية: الأولى تقول: إننا نحتفل بالانفصال من داخل أبيي، وهي رسالة مبطنة تعني أن المنطقة تتبع للجنوب، في الوقت الذي لم تحتفل فيه سفارة جوبا في الخرطوم بالحدث، ويوضح سعيد أن الرسالة الثانية للقوات المسلحة والقوات الإثيوبية «اليونسفا»، وهي أنه بإمكاننا دخول المنطقة متى ما أردنا بقوة السلاح، وهنا لا بد للقوات المسلحة أن تدرك أن «اليونسفا» لن تقف في وجه الجيش الشعبي حال اجتياحه المنطقة، أما الرسالة الثالثة فهي لقبيلة المسيرية، أن العيش في أبيي لن يكون في مصلحتكم وعليكم التفكير في ترك المنطقة.. وفي المقابل سبق أن هدَّدت قوات الحركة الشعبية باجتياح المنطقة، وما قامت به أمس الأول من اختطاف لعدد من التجار الشماليين، والهجوم على سوق المنطقة بالسواطير يعد عملاً بربريًا حسبما يرى رئيس اتحاد قبيلة المسيرية محمد خاطر جمعة، من قِبل منسوبين للجيش الشعبي، ويكشف عن نواياهم تجاه منطقة أبيي والشماليين على وجه الخصوص.