خرج الالاف من طلاب الثانويات ومدارس الأساس الاثنين الماضي في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان للمطالبة بحقوقهم لأساسية التي تتمثل في حقهم التعليمي. جاءت هذه المظاهرة بعد دخول المعلمين في اضراب عن التدريس الذي دام أكثر من سبعة أيام لأن حكومة الجنوب التي تقودها الحركة الشعبية لم تلتزم بدفع مرتبات واستحقاقات المعلمين لمدة أربعة أشهر الماضية, فهذا حاصل الطلاب المتضررين من الاضراب الوقوف الي جانب المعلمين ومناصرتهم في تنفيذ الاضراب. ولكن حكومة الحركة الشعبية قابلت المظاهرة السلمية بالعنف خاصة أمام مكتب حاكم الاستوائية اللواء تم سحبها من الحركة الشعبية بضرب الطلاب ضربا عنيفا وعشوائيا كما تم اطلاق النار من الاسلحة الخفيفة أدت الي اصابة احدي الطالبات في عينها اليمني بالرصاص واصابة عشرات اخرين بسبب ضرب العكاكيز بأيدي أفراد الشرطة وذلك حسب ما ذكر مصدر طبي من داخل مستشفي جوبا التعليمي... كما أن عدد المعتقلين لم يتم معرفة عددهم بالضبط فكيف تواجه حكومة الحركة الشعبية الطلاب بالعنف وهو أي الحركة هم الذين ادعوا بأنهم جاءوا بتحرير التعليم في الجنوب ونفس حكومة الحركة الشعبية هذه بالمشاركة مع منظمة (البورا) دعت في بداية العام الدراسي لمجانية التعليم كما وعدت أبناء الجنوب بأنه سيتم تعليم كل طفل من قري الجنوب وفوق كل ذلك رئيس حكومة الحركة الشعبية لم يذكر ما جري الي هؤلاء الطلاب أو قدم اقتراحا في حل قضية المعلمين في خطابه أمام المجلس التشريعي لحكومته في نفس اليوم الذي تمت فيه تلك الأحداث لكنه ذهب ليطالب بافراج الأمين العام للحركة الشعبية بالخرطوم أبان الأحداث الأخيرة أمام البرلمان فأين التحول الديمقراطي التي تتحدث عنه الحركة الشعبية وهي تواجه المواطن البسيط والطلاب بالقوة والعنف.. وأين حقوق الانسان في الجنوب عندما يفقد الطلاب عيونهم ومستقبلهم التعليمي.. لكن كل هذا لم يهم الحركة الشعبية ولا حتي ذكره, وفي مدينة واو قام رجل استخبارات الحركة الشعبية ادوارد لينو بمخاطبته المسيرة المنادية باسقاط حكومة الوحدة الوطنية والحركة الشعبية جزء منها...فكيف تعارض الحركة الشعبية نفسها بنفسها. واذا كان الحديث عن حرية الممارسات السياسية فمن المعتدي علي مبيور في مقاطعة ملوط في ولاية أعالي النيل؟؟ وهو الان طريح مستشفي ساهرون بالخرطوم؟ وأين كانت الحركة الشعبية بدعوتها للديمقراطية حينما أحرقت عناصرها مكتب المؤتمر الوطني في مقاطعة (تور ألي) في ولاية واراب؟!! وفي منطقة أبيي داهم المتظاهرون منزل القيادي بالمؤتمر الوطني منوت رنيق وكانوا يهتفون بأين أنت يا أوكامبو.. اقبض البشير وسلموه لشارلس تيلار؟ فالسؤال الموضوعي هل كانت هذه المسيرات من أجل قوانين لم تجز في المجلس أم أنها انقلاب ضد المؤتمر الوطني؟ نقلا عن الرائد السودانية 10/12/2009م