وصل عدد الجنوبيين الذي عادوا الي منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب الي 10 آلاف عائد ويتوقع أن يصل الي 40 ألفاً في حين تقول أرقام الأممالمتحدة بأن هناك مائة ألف عائد الي الجنوب بشكل عام وطالب مسؤولو برنامج العودة الطوعية للجنوب المنظمات المحلية والأجنبية بالإسراع لتقديم المساعدات الإنسانية. ويعيش آلاف الأهالي الذين عادوا الي منطقة أبيي أوضاعاً إنسانية قاسية. وشكا نائب رئيس مفوضية العودة الطوعية للجنوب ريوي بول دينق, من نقص الخيم, حيث لجأ العائدون الي الأشجار في ظل عدم توافر مواد الإيواء. لكن رئيس إدارية أبيي دينق أروب كوال قال أن برنامج الغذاء العالمي بدأ في توفير الطعام, وأشار الي أن إستراتيجية منظمات الأممالمتحدة انطوت علي بدء العودة ومن ثم توفير الاحتياطات. وقالت انجلينا أبوك دينق عائدة الي جنوب السودان إن الخرطوم بلدها مثلما أبيي موطنها وأضافت أنها يمكن أن تعود إلي الخرطوم مرة أخري إذا ما حدث انفصال عبر وثيقة سفر (جواز) وتساءلت: ألا يمننا السفر الي السعودية بالجواز). من جانبها أفادت الطالبة أجوك دينق الشروق باختلاف بيئة منطقة أبيي عن بيئة العاصمة التي نشأت فيها, لأن أوضاعها في الخرطوم كانت أفصل, وابدأت املها في عدم انفصال الجنوب حتي تعود الي صديقاتها في المدرسة الثانوية. أرقام أممية قالت منظمة الأممالمتحدة إن أكثر من 100 ألف جنوبي عادوا من شمال السودان للجنوب خلال الشهرين الماضيين، وتوقعت المنظمة الدولية في تقرير، أن يعود مزيد من الجنوبيين خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في استفتاء تقرير المصير. وتأتي عودة الجنوبيين بهذه الأعداد الكبيرة قبل أيام معدودة من الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر في التاسع من يناير المقبل. وأكدت بعثة الأممالمتحدة في السودان إن كل الاستعدادات اكتملت لقيام الاستفتاء. وقال ممثل الأمين العام، هايلي منكريوس، في رسالة بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاستقلال البلاد، إن طرفي اتفاقية السلام الشامل (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) أبديا خلال الست سنوات الماضية التزاماً بتنفيذ اتفاقية السلام، وقطعا أكثر من مرة بعدم العودة الحرب مرة أخرى، مهما كانت الظروف. انتشار أوربي من جانبها أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الاستفتاء في جنوب السودان، أنها أكملت نشر أفرادها في مراكز الاقتراع في الولايات العشر. وقال رئيس البعثة، نيال مكين، ل"راديو مرايا" التابع للأمم المتحدة، إن فرق مراقبي الاتحاد بدأت في نشر التوعية بين موظفي مفوضية الاستفتاء والوكالات الحكومية في الشمال والجنوب، وكذلك وسط المراقبين المحليين. وفي سياق آخر، يقول عادل محجوب موفد (بي بي سي) إلى جنوب السودان إن الأجواء في مدينة جوبا عاصمة الإقليم مهيأة للانفصال، حيث يتحدث الجميع عن قرب تحقيق "الاستقلال". وأشار الموفد لمخاوف المواطنين في جوبا، حاضرة جنوب السودان، من انتشار وباء الحمى الصفراء الذي انتقل من أوغندا المجاورة. وأضاف أن الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية تعملان على ألا يؤثر هذا الوباء على سير عمليات الاستفتاء المرتقبة. نقلا عن صحيفة التيار السودانية 2/1/2011م