وصل جون كيري إلى الخرطوم لمراقبة الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان، وهذه هي المرّة الرابعة التي يقوم فيها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس والمرشح السابق لرئاسة الولاياتالمتحدة، بزيارة للسودان منذ شهر يناير 2009. وبعد أن كان الرئيسان جورج واتر بوش وباراك أوباما قد جهدا منذ عشر سنوات لإيجاد حل للنزاع السوداني، يؤكّد كيري أن التزام الولاياتالمتحدة بالسودان سوف يستمر إلى «ما بعد الاستفتاء». وكان وليام بيير بوزيغ، الباحث في مركز العلاقات الدولية والاستراتيجية، قد أشار إلى أن «مجموعات الضغط الأميركية، مدفوعة بلفت الانتباه إلى مصير المسيحيين في جنوب السودان، قد أظهرت النزاع على أنّه مجزرة إبادة تقوم بها السلطة العربية ضد القوميات السوداء في الجنوب». وكان عمل هذه المجموعات قد خدم في تعبئة الرأي العام. هكذا بدأت بالتوازي، شخصيات هوليوودية في الاهتمام بدارفور، وأنشأت جمعيات مثل جمعية «أنقذوا دارفور» التي من بين أعضائها الممثلان جورج كلوني وانجيلينا جولي. وفي ظل جورج بوش ثمّ باراك أوباما، استمرّت الإدارة الأميركية في نفس الاستراتيجية الدبلوماسية، المتمثّلة في تناوب الشدّة واللين، العصا والجزرة. العصا عبر العقوبات الاقتصادية باستمرار على الحكومة السودانية، والجزرة عبر حثّها على القبول بالاستفتاء. ووعدت الولاياتالمتحدةالخرطوم بسحب اسم السودان من قائمة البلدان الراعية للإرهاب، التي وضعت اسمها عليها منذ عام 1993، على أساس أنه كانت لها علاقات مع منظمات إرهابية، وأن إرهابيين مثل كارلوس وابن لادن قد أقاموا في السودان خلال سنوات الثمانينينات والتسعينات. واليوم يتعاون البلدان في النضال ضد الإرهاب، ولا تستطيع الولاياتالمتحدة القطيعة مع الخرطوم بإظهار تشددها، ولا شكّ في أن نهاية النزاع مع الجنوب سوف تلطّف جو العلاقات الأميركية السودانية. ثمّ هناك سبب آخر يمكن أن يشجّع على دعم الولاياتالمتحدة لمسيرة السلام في السودان، وهو أنّ البلاد زاخرة بالبترول. يشرح بيير بوزيغ ذلك بالقول: «غدت الصين هي الشريك الرئيسي للسودان، والولاياتالمتحدة تريد حصّتها من قطعة الحلوى. وعلى خلفية معرفة الأميركيين أن 70 بالمئة من الثروة البترولية هي في جنوب السودان، فإنهم قد يعتقدون إمكانية استثمار البترول بسهولة أكثر بعد الانفصال». المصدر: البيان 10/1/2011