اكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أن السلام مبتغىً لا رجعة عنه ، ليتحقق للسودان مزيد من الاستقرار وبخاصة في منطقة دارفور التي تمضى فيها الخطى حثيثةً لإنفاذ إستراتيجية السلام، ودعا لتقديم مبادرة واضحة لإلغاء الديون عن السودان تحفيزاً لجهود السلام وإعادة العمران فيه. وقال البشير في خطابه أمام القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بشرم الشيخ صباح الأربعاء 19 يناير 2011م ان السودان قد أوفى بأخر مستحقات السلام بإجراء عملية الاقتراع على تقرير مصير جنوب السودان وأضاف "فقد فرغنا من إجراء عملية الاقتراع على تقرير مصير السودان ، وفاءً بعهدٍ قطعناه وموثقٍ أكدناه ، وإذ نتأهب لإعلان النتيجة التي أكّدنا التزامنا بها إكمالاً لهذا العمل التاريخي المقدام. وأضاف البشير أن إستراتيجية سلام دارفور ذات رؤية كلية تهدف إلى رتق النسيج الاجتماعي ، وعودة النازحين واللاجئين طوعاً ، وتعزيز الأمن بتطبيع الحياة ، وإجراء المصالحات. وزاد قائلا" بذات الرؤية الكلية ، فإننا نسعى جاهدين إلى استقطاب كل أبناء دارفور ممن ظلوا بعيدين عن المفاوضات ، ليشاركوا فيها مشاركة تضع حداً للاحتراب. وأعرب البشير عن تقدير السودان حكومة وشعبا للجهود الكبيرة التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، على ما ظل يبذله وحكومته الرشيدة من جهود صادقة لإحلال السلام في دارفور عبر الاستضافة الكريمة للمباحثات الشاقة ، فى الدوحة ، مما سيفضى إلى نتاجٍ مثمر تنعم به دارفور ، كما نعم شرق السودان من قبل بنتاج الحوار الهادف الذي أحل السلام في ربوعه ، لتنطلق الخطى في ملحمة فريدة من ملاحم الإعمار تنتظم اليوم كل أبنائه. كما تقدم البشير بالشكر للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، أمير دولة الكويت لرعايته مؤتمر المانحين والمستثمرين للتنمية بشرق السودان في الشهر الماضي ، ممتدحا جهود الدول الشقيقة والصديقة والصناديق والمنظمات الإقليمية والدولية التي شاركت في ذلك المؤتمر المثمر بما أبدته من التزامات وتعهدات. وقال البشير أن الأزمة الاقتصادية العالمية مضت تلقي بأعبائها الثقال على كاهل المواطن العربي، بما باتت آثاره الاجتماعية والسياسية جلية للعيان، مشيراً إلى أن القمة ستناول بصفة أساسية متابعة تنفيذ نتائج وقرارات القمة الفائتة. ودعا البشير إلى ايلاء إنفاذ المشروعات المحددة اهتماماً خاصاً، ومن ذلك على سبيل المثال مشروع الربط الكهربائي العربي ومخطط الربط البري العربي للسكك الحديدية، اللذين يشهدان بطء في التنفيذ، قياساً إلى الفترة الزمنية المخصصة لهما، مشيراً إلى ما جابهه البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي من عقبة توفير الموارد المالية المتطلبة، رغم أهميته الإستراتيجية. وأضاف (لعل الأمر في حاجة إلى مزيد من الأحكام لآليات التنسيق والمتابعة على كافة المستويات))، وطالب البشير بالعمل على تفعيل مبادرة البنك الدولي للعالم العربي التي أطلقها عام2007م، وذلك بطرحهات مجدداً عبر منتديات تمكن من مشاركة كافة الفعاليات فيها، اذ نجدها مبادرة وافية لخدمة مبتغيات خططنا القومية في مجالات التنمية. وقال وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودة وفد السودان أن القمة كانت اقتصادية تنموية كنوع جديد من القمم العربية ركزت على موضوع التنمية في المجالات الاقتصادية والخدمية. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 20/1/2011م