مع ان الحكومة السودانية ظلت وعلي مدار الأشهر القليلة الفائتة تؤكد أنها لم تعد تعول علي (وعود واشنطن المتكررة )بشان رفع اسمه من لائحة الدول الداعمة للإرهاب ،ورفع العقوبات الاقتصادية ،ومعالجة كافة القضايا العالقة بين البلدين وصولا للتطبيع الكامل، ومع ان المراقبين كافة يتفقون مع الحكومة السودانية في عدم تعويلها هذا استنادا الي ان واشنطن بالفعل ظلت تقدم وعوداً متكررة ما نفذت فيها شيئاً وإنها فيما يبدو تنوي استخدام هذه القضايا باستمرار للمزيد من الضغط علي السودان .مع كل ذلك فان واشنطن تبدو مختلفة بعض الشيء هذه المرة ،ومن المحتمل-إزاء ذلك –ان تصدق في وعودها ،أو أن تبدأ في الوفاء بجزء من هذه الوعود . ويشير مصدر دبلوماسي آسيوي في واشنطن الي ان الأخيرة في حاجة لكسب ثقة شمال السودان هذه المرة وأكثر من أي وقت مضي بحوافز حقيقية ملموسة حتى تضمن علي الأقل علاقة جيدة بينه وبين الجنوب الذي تريد واشنطن ان يظل بحالة أفضل لا تتأتي الآمن خلال (حالة هدؤ)بينه وبين الشمال –ويدلل المصدر علي ما يقول بان هناك تسريبات في نطاق ضيق تشير الي ان واشنطن قد توصلت بالفعل الي قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وان القرار قد تم تمريره علي القنوات ذات الصلة وأخر ما تبقي هو (اختيار التوقيت المناسب )وضمان مرور الفترة التي تعقب انفصال الجنوب بسلاسة وهدؤ ودون مشاكل أي (الوصول الي البر بأمان )!حسب تعبيره ،ويمضي المصدر أكثر في إشاراته الي ان أول من أشار الي إمكانية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب هو السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس ،والرجل يمثل مؤسسة مهمة وأساسية في استصدار القرار وليس من حقه –حتى ولو لدواعي المناورة –التلويح بأمر كهذا ان لم يكن ممكنا ً تحقيقه مما يرجح معه ان القرار مفروغ منه –الأمر الثاني ان الجهة الأخرى المهمة لاستصدار القرار هي الخارجية الأمريكية وقد صرحت الوزيرة هيلاري –من الخليج مؤخرا ً-بان من المهم مكافأة السودان علي انجازه لاستفتاء الجنوب سلمياً ودون أي مشاكل وفسر البعض هذه المكافأة تفسيرات شتي ولكن التفسير الصحيح هو أنها كانت ترسل إشارة (كلمة السر )بموافقة الخارجية الأمريكية علي القرار . وأخيرا فان المتبقي هو البيت الأبيض في الحلقة الثلاثية التي يخرج عبرها القرار وقد صرح الموفد الأمريكي الخاص الي السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب في موعد أقصاه يوليو المقبل وهو موعد انقضاء اجل الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاقية السلام الشامل نيفاشا 2005مما يشير الي حقيقة ان القرار بالفعل صادر او في طريقة الي الصدور ولكن ينتظر له التوقيت الملائم وضمان فك الاشتباك بين الشمال والجنوب بدون مشاكل .وعلي كل ٍوسواء صح هذا الأمر ،أو لم يصح ،فان شواهد ما هو ايجابي بشان هذا الأمر تبدو الأرجح من سواها !!