أبقت الولاياتالمتحدة الأميركية على السودان في قائمة "الدول التي ترعى الإرهاب"، رغم اعترافها بتعاون الخرطوم في ملف مكافحة الإرهاب بحسب التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية، الذي صدر الثلاثاء، واعترفت الولاياتالمتحدة بأن السودان، الذي يظهر في القائمة منذ عام 1993، تعاون في العام الماضي في ملف مكافحة الإرهاب، لكن استمرار ظهوره يأتي لما يمثله كقاعدة لوجيستية ونقطة انتقال للإرهابيين، الذين يتوجهون إلى العراق وأفغانستان بحسب التقرير. وفي أول رد فعل من الحكومة السودانية تعليقًا علي القرار قال وزير الإعلام و الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية إن "واشنطن ظلت تقوم سنويًا بهذه الخطوة رغم حديثها من وقت لآخر عن إمكانية رفعها"، مضيفًا أن "واشنطن ظلت وستظل تمارس سياسية الحصار و التضييق، علي رغم وعودها للخرطوم، وحديثها المتكرر عن رفع إسم السودان من القائمة". وأكد وزير الإعلام السوداني الدكتور غازي الصادق في تصريحات ل "العرب اليوم" مساء الثلاثاء "أن الأمر متوقع" لكنه عاد وعبر عن أسفه لاستمرار الإدارة الأميركية في التمسك بنهجها القديم، مشيرًا إلى أن هذه المواقف لاتساعد علي تحسن في العلاقات، وتبين أن الولاياتالمتحدة تتبنى مواقف غير عادلة تجاه السودان، وألمح الوزير إلى أن الحملات الأميركية وممارسة كافة انواع الضغوط التى جربتها الولاياتالمتحدة، لم تجعل السودان يحيد عن نهجه الذي تبناه. و كانت قيادات سياسية بارزة قد انتقدت المواقف الأميركية، حيث أعلن رئيس الجهاز التنفيذي لحزب "الأمة القيادة الجماعية" الدكتور الأمين عبد القادر أن "الولاياتالمتحدة الأميركية كانت حاضرة خلال سنوات الحرب بين الشمال والجنوب، و التي إمتدت لنصف قرن من الزمان، من خلال تدخلها المباشر أو عبر الدول أو المجموعات الحليفة". و قال أن "الحركة الشعبية" وهي الحزب الحاكم في جنوب السودان قد استفادت من المنظمات اليهودية، التي تؤثر بشكل كبير على صناعة القرار في الولاياتالمتحدة الأميركية، وأشار في تصريحات سابقة ل "العرب اليوم" إلى أن زيارة وزيرالخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المرتقبة إلى دولة جنوب السودان، ستدعم دون شك عملية السلام، لكن السلام الذي أتحدث عنه هو سلام "برؤية أمريكية"، وهو سلام لم ينفع البلدين، أو يساهم في تقريب وجهات النظر بينهما تجاه خلافاتهما الحالية، و ألمح الدكتور عبد القادر إلى أن مواقف واشنطن من السودان قد تكون شجعت دولة الجنوب على تبني مواقف متشددة على طاولات الحوار في أديس أبابا. و في سياق متصل، قال مصدر حكومي ل"العرب اليوم" إن "الزيارة المعلن أنها تصب في صالح السلام بين الدولتين، كان من المنطقي أن تكون الخرطوم هي محطة كلينتون خلالها، لكننا فشلنا في التقارب مع واشنطن، التي فشلت في الحصول على ماتريد منا". و كان وزيرالخارجية السوداني علي كرتي قد أعلن في تصريحات سابقة، أن الخرطوم قدمت كل مالديها لتطبيع العلاقات وحلحلة الخلافات مع واشنطن، لكن الأخيرة لا تبدو راغبة في أن تتطور علاقاتها معنا. في شأن أخر أصدر مجلس الأمن الدولي الثلاثاء قرارًا، يقضي بتمديد التفويض الممنوح لبعثة الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي المشتركة العاملة في دارفور(يوناميد) لمدة عام وحتى أخرتموز/ يوليو 2013. ونص القرار على تخفيض قوة بعثة يوناميد من 22 ألف شخص إلى 16 ألفًا. وقال والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر في تصريحات إلى "العرب اليوم" الأحد "لا أحد ينكر الأدوارالإيجابية ل "اليوناميد" لصالح استقرار المواطن في دارفور". تجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية، تفرض حصارًا اقتصاديًا ومقاطعة سياسية على السودان منذ تسلم الرئيس البشير للسلطة في انقلاب عسكري في العام 1989. وصل إلى درجة تصنيف السودان من بين الدول الراعية و الداعمة ل "الإرهاب"، وأقدمت واشنطن في عام 1998 بضرب مصنع الشفاء السوداني بحجة أنه أحد استثمارات أسامة بن لادن، و يقوم بإنتاج أسلحة كيميائة.