نظم المنتدى الشبابي بهيئة الأعمال الفكرية حلقة حوار بعنوان تحديات المشروع الاجتماعي للإسلاميين تحدث فيها بروفيسور عبد الرحيم علي وذلك في يوم الأحد الموافق 30/8/2009م، ويعد المنتدى الشبابي الذي يجمع مجموعة من الشباب والطلاب والباحثين المجدين الذين لديهم اهتمامات فكرية وثقافية؛ امتداداً لتواصل الأجيال في الفكر، ويتناول المنتدى الذي استمر لأكثر من ستة أعوام بحوث فكرية واجتماعية وقضايا معاصرة. بروفسور عبد الرحيم علي ابتدر حديثه عن التحديات التي تواجه المسلمين والعالم الإسلامي، وقال إنها كثيرة حتى تبدو وكأنها تحدي واحد ولكن إذا نظر إليها بشيء من التحليل وتجزئتها إلى تحديات مختلفة ذات طبائع متباينة. وقال إن أكبر تحدي يواجه الثقافة الإسلامية أو الحضارة الإسلامية هو المشروع الحضاري الغربي.. المشروع الحضاري الغربي عندما غزا بلاد الإسلام.. غزاها عسكرياً.. وسيطر على خيراتها وحولها إلى قوة فازداد قوة.. حتى تحول إلى مفترس كبير وما يزال الاستعمار يفترس الحضارات ويمتصها.. وأضاف بروفيسور عبد الرحيم قائلاً: إن افتراس الحضارة الغربية بعد أن كان افتراساً عسكرياً تحول اليوم إلى افتراس ثقافي اجتماعي حضاري.. والعالم الإسلامي ينظر إلى الغرب فيرى قوة هائلة.. ويعتقد إن لم يكن في وعيه ففي لا وعيه أن القوي لابد أن يكون صائباً وهذا ما أشار إليه ابن خلدون في مقدمته، أن المغلوب هو دائماً مقلد للغالب في سحنته وفي هيئته، والذي وقع عندنا هو أن العالم بدأ يقلد الحضارة الأوروبية؛ وظاهرة تقليد الغرب انتقلت من مجال السياسة، حيث قلدناهم في نظمهم السياسية ونظمهم الثقافية (نظام الجامعات) والنظم العسكرية والتدريب. ومعروف أن محمد علي باشا في مصر أرسل أول مجموعة من المتدربين لكي يتدربوا في أوروبا لأنه شعر بأن أوروبا أصبحت أقوى.. فأراد أن ينقل الخبرات العسكرية إلى مصر، والمؤرخون قالوا إن هذه أول هزيمة في العالم الإسلامي، لأنه كان قبل ذلك منافساً للغرب.. (قبل أن يتحول إلي تلميذ للغرب) وعندما يفقد الإنسان الثقة بالنفس يكون استسلامه كبيراً وكاملاً حتى إن كانت لديه إمكانات وقوى حقيقية وكامنة، فهو لا يشعر بها ولا يستخدمها لأنه فقد الثقة بالنفس، هذا ما حدث للعالم الإسلامي.. إذاً التقليد في المجالات الفكرية والثقافية والفضائية والعسكرية فقط.. لكن الآن المشروع الاجتماعي نفسه يتعرض إلى حالة تقليد للغرب. والمفكرون يقولون إن عنصر التماسك في العالم الإسلامي - حتى في ظروف الاستعمار وما بعد الاستعمار - هو الأسرة.. والأسرة في العالم الإسلامي لم تستلم حتى اليوم بمعنى أن المسلم لا يزال يشعر بأنه أفضل من الكفار. وخلص بروفسور عبد الرحيم علي أن الهجمة التي أتتنا من الغرب يجب أن تواجه بهجمة قيمية ويجب علينا أن ننتقل من المجال الاجتماعي إلى المجالات الأخرى وتعرض بروفيسور عبد الرحيم للحركة الإسلامية السودانية وقال إنها تعرضت لتحديات كبيرة قاومتها مقاومة انتماء إلى الحضارة وحافظت على القيم الدينية الاجتماعية وأن جيلهم من الحركة الإسلامية أعطى الروح (المعتزة) مطالباً الجيل الحالي بقيادة زمام المبادرات مشيراً إلى العالم الإسلامي اليوم يعيش في حاله دفاع وليس حالة تحدي وأضاف أن الحركة الإسلامية تعود بالناس إلى الإسلام وليس إلى التقاليد ونحن نحتاج اليوم إلى بث روح جديدة في الحركة الإسلامية لأن القيم الإسلامية أصبحت تتعرض لهجوم من التقاليد القديمة والتقاليد الأوروبية مما يستدعي وجود حركة اجتماعية واسعة.. لأن الحركة الاجتماعية لا يمكن أن تحتكم إلى قوانين مشيراً إلى أن القيم الاجتماعية تعتمد أولاً على التنشئة في الأسرة على أن لا تتجاوز المراحل الأولى وكذلك المنهج التربوي في المدارس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يكون الرأي العام قائماً على هذه القيم وإذا تراجع الإسلاميون عن الدفاع هذه القيم وجد الذين يشنون الهجوم عليها ضآلتهم مشيراً إلى التفريق بين ما هو شخصي لا يؤثر في الآخرين.. وما هو عام يمكن أن يؤثر في الآخرين كشرب الخمر أو المخدرات أو غيرها في الشارع أو الأماكن العامة. ودعا بروفيسور عبد الرحيم علي الشباب إلى قيادة المبادرات والمدافعة عن المجتمع الإسلامي وبث القيم الإسلامية عبر الحوار مع الشباب في الغرب. المصدر: هيئة الأعمال الفكرية