(تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    "الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    السعودية أكثر الدول حرصا على استقرار السودان    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات: المرأة معية لا إختلاط

فلا يزال الأمر عليه من الضبابية ما عليه رغم اجتهاد كثير من العاملين وسعيهم في وضع توصيف له بقولهم مثلاً ( إن يكون إختلاطاً ولكن ليس مستهتراً) فتركوا الأمر نهاية لتقدير الآخرين في تقييم وتحديد نقطة درجة الإختلاط التي يتحول الأمر بعدها إلى إستهتار ومن ثم تأتى الحرمة كما ذهب بعض آخر إلى جواز الإختلاط مطلقاً محتجاً بأن هذه الكلمة ( إختلاط) أصلاً لم ترد فى قاموسنا الإسلامى فلم ينطق بها الشرع قط لا فى محل منع او جواز بدليل انه قد عُمِلَ به فى أزكى العصور وأطهر البقاع ولازال العمل جار به مثل وجوده حول الكعبة بيت الله الحرام حيث يطوف الرجال والنساء معاً إضافة الى وجود النساء مع الرجال فى صلاة الجماعة بالمساجد والتي حذر رسول الله (ص) من منع النساء الإتيان اليها بقوله " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " وفى المقابل نجد من يمنع او يتحفظ حتى فى مجرد وجود المرأة مع شقيقها الرجل بأى شكل أو وضعية كانت فعلى كلٍّ إن أمر الاختلاط هذا لازال هو الآخر مختلطاً فى أذهان كثير منا .
لذا أحببت ان أدلى بدلوي فى هذا البحث راجياً ان يكون إضاءة تعمل على فك ما به من عقد من خلال الإجابة على بعض ما يدور فى اذهان وألْسِنِةِ كثيرٍ من المسلمين والمسلمات ولا سيما من جنَّد نفسه للعمل والقيام بواجب الدعوة إلى الله مثل أن يسأل ويقال : هل لكلمة إختلاط هذه ورود أصلاً في الشرع وإذا كان لهذه الكلمة معنى وارد في شرعنا الإسلامي يحرمه فهل يدخل في معناه أو في مسماه كل وجود للمرأة مع الرجل ؟ أم هناك وجود آخر هو مجرد معية جائزة لا صلة و لا علاقة له بالوجود المحرم إختلاط ثم ما القول في ذلك الإختلاط الحادث الآن ومن قبل عند الطواف بالبيت الحرام ؟ !
كل ذلك وغيره من بعضٍ لمسائل اخترناه كمدخل للحديث عن هذه الكلمة ( إختلاط ) نتناوله في هذا البحث مستعينين بالله والله هو الهادي إلى سواء السبيل .
المرأة إنسان كامل
وعندما نقول أن المرآة إنسان كامل نقصد بذلك أن الله تبارك وتعالى خاطبها مخاطبة الإنسان الكامل فهي كالرجل تماماً من حيث الخطاب من عند الله تعالى بمعنى أنها مكلفة تماماً كالرجل وهى مسئولة وموقوفة أمام الله كما يقف ويسأل الرجل فلا فرق بتاتاً فأمامها ما هو أمام الرجال من نعيم وعذاب وترغيب وترهيب فالجنة ممتلئة بالرجال والنساء والنار كذلك فهي في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء كما أن الرجل كذلك وقد تكون في الدرك الأسفل من النار كما هو قد يكون كذلك فلا فرق بتاتاً من حيث الخطاب من عند الله تعالى ويظهر ذلك جلياً ويتأكد إذا ما تصفح احدنا أقسام هذا الدين والذي ينقسم بوجه عام إلى مسائل إيمان وعبادات فعندما نأتى مثلاً لباب العقيدة . ( مسائل الإيمان ) نجد أن كل ما ورد في هذا الباب مأمور به النساء كما أمر به الرجال سواء بسواء فكما ان الرجال عليهم ان يؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى واليوم الآخر فكذلك النساء عليهن ذلك وغير ذلك من أحكام من إيمان بأسماء الله وصفاته والنهى عن الشرك بالله سبحانه وتعالى وغير ذلك من البدع والكبائر والسحر فكل هذه الأوامر والنواهي تطال النساء كما تطال الرجال على حد سواء ومثله تماماً إذا ما جئنا لنتصفح باب العبادات الذي يحوى الصلاة والصيام والزكاة والحج فكل ما ورد من قوا رع وزواجر وترغيب في هذا الباب فالنساء والرجال فيه سواسية من حيث الخطاب من عند الله سبحانه وتعالى ففي الصلاة مثلاً ذلك الركن من أركان الإسلام لا يجوز بحال من الأحوال أن تتركه المرآة أو تتهاون فيه وإلا وقعت تحت النكير الوارد في قوله تعالى ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) .
ونجده صلى الله عليه وسلم يقول : (( العهد الذي بييننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) وكل ماهو فى شأن هذه الشعيرة من ترغيب او ترهيب فإنه يطال النساء كما يطال الرجال على حد السواء .
ومن ذلك الصيام ايضاً فإنه شهر فرضه الله تعالى على الجنسين فى العام مرة فمتى ما بلغت المرأة المحيض قهى مكلفة به تماماً كالرجل وان كان هناك شئ من الفروق فى صلاة او صيام فهى فروق ناشئة عن الفرق فى التركيب التشريحى للمرأة والخلق والجبلة فالله سبحانه وتعالى خلق المرأة بكيفية معينة وخلق الرجل بكيفية معينة ليناسب كل منهما وظيفته التى من اجلها خلق ( وما خلق الذكر والأنثى ان سعيكم لشتى ) فلهذه الفروق وجدنا ان المرأة تترك الصلاة والصيام فى ايام معينة معدودة ومحدودة لتعود مرة اخرى تعيد وتقضى الصيام و لا تعيد الصلاة ألا انها كتاب موقوت ؟ بينما الصوم اياماً معدودة ؟
اما بالنسبة لها كإنسان مكلف فلا فرق بتاتاً بينها وبين الرجل فالصلاة عليه واجبةُُُُُُُُُ واجبُ يقتضى الفعل ويعاقب فيه على الترك وكذلك الصيام والحج فايما إمراة تمكنت من ان تحج واستطاعت اليه سبيلا ولم تفعل فلتمت اى ميتةٍ شاءت يهودية او نصرانية كالرجال تماماً كما ورد فى الأثر كما ان الزكاة فريضة اكتتبها الله على الجنسين رجالاً ونساء لا فرق البتة .
فهذا كله سقناه لبيان ان المرأة مخاطبة تماماً كالرجل وهذا ما قصدنا به أنها انسان كامل يعنى انها مكلفة تماماً كما كلف الله الرجال .
حاجة المجتمع للنساء
ومما نلاحظ مؤخراً ان جنس النساء يفوق جنس الرجال من حيث النسمة والعدد فكثير من الإحصائيات وردت تؤكد ذلك لدرجة بلغت فيها النسبة بين الرجال والنساء فى بعض المناطق عند بعض الشعوب ان مقابل كل ست من النساء رجل واحد وهو ايضاً ملاحظ عندنا وان لم يكن بهذه النسبة فلا يزال عدد النساء فى إزدياد عن عدد الرجال كما فى مؤسسات التعليم على سبيل المثال فكثيراً ما نجد ان عدد الطالبات فى كلية اوجامعة ما يمثل اكثر من 60% من العدد الكلى للدارسين الأمر الذى يؤكد ان شقائق الرجال اللآتى يمثلن النصف الآخر من المجتمع امهات للرجال وازواج لهم وفلذات الأكباد واخوات فى الرحم او الدين لابد من تنفيذ للوصية بهن ولاسيما إذا كان الموصى هو رسول الله (ص) " استوصوا بالنساء خيراً ) " خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلى " ( رفقاً بالقوارير ) والوصية لا تنفذ على وجهها ان لم يعنِ الرجل شقيقته المرأة للقيام بالمهمة التى من اجلها خلقت ألا وهى عبادة الله سبحانه وتعالى فهى من الإنس الذى يشمل الرجال والنساء ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) و لاشك ان المجتمع يحتاج الى المرأة حاجة ماسة فى مجالات شتى وإلا صار المجتمع مجتمعاً معلولاً مشلولاً يسير بشق مائل اذا ما اهملت .
وأول ما يحتاج فيه المجتمع الى المرأة ان تقوم بواجب الأمومة وواجبات أخرى كالقيام بواجب الدعوة الى الله والأمر بالمعروف فى العمل العام بما يخدم مجتمعها وامتها .
الأمومة
ان الأمومة تعتبر هى الوظيفة الأساسية التى ينبغى ان تقوم بها الأم وتترك أى أمر مهما كان يتعارض معها الا ما استطاعات أن تجمع بينه وبينها دون إخلال بها أو كان ذلك على حسابها .
فالأمومة هى الوظيفة الأساسية التى يكلف بها الشرع والمجتمع المرأة وتتمثل هذه الوظيفة فى الحمل والولادة والرضاع والتربية فكل هذه المهام الحيوية يمكن ان نطلق عليها " أمومة " فهى لا شك أمر حيوي وأساسى ولا يستطيع عاقل ان يقول غير ذلك لأن مجتمعاً دون حمل ونسل ورضاع هذا يعنى انه مجتمع منقرض لا محالة وهذا الدور الذى تقوم به الأم لا يستطيع القيام به نيابة عنها اى مخلوق كائناً كان فمن الممكن جداً ان يوفر الأب ميسور الحال لأطفاله عدداً من الحاضنات او الخادمات اللآتى يقمن بكل ما يلزم من اكل وشرب ونظافة وصحة لهذا الرضيع او لهذا الطفل ولكن هل يستطيع ان يوفر ويوجد له قلب ام ؟!
ما أظنه يستطيع شراء ذلك ولو ملك مال قارون لذا نحن نقول ان صدر الأم لا بديل له و لايقوم مقامه صدر جدة و لا حاضنة فمن هنا تبرز اهمية ودور الأم فى القيام بواجب الأمومة الذى إذا اهملناه كما اهمله اهل الغرب تجرعنا العلقم والصاب كم يتجرعونه هم اليوم حيث صارت البيوت كالفنادق والأطفال بلا أمومة فصار المجتمع كما هو حادث الآن اناس بلا اخلاق ولا اواصر اجتماعية حيث وجدت الأمهات نهاية المطاف انفسهن فى دور العجزة وضعهن اولادهن كما وضعنهم هن من قبل فى دور الحضانة والجزاء من جنس العمل .
الدعوة الى الله
ان ادخالنا للنساء فى هذا الواجب وتكليفهن به كما يكلف الرجال سواء بسواء ليس بدليل القياس ولا الإجتهاد وانما بالنص الصريح حيث يقول المولى عز وجل ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) يعنى ان تقوم المرأة بواجب الدعوة الى الله و لا شك ان الدعوة الى الله هى جماع الأمر فلم تنظم الولايات ولم تقم الجماعات إلا للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إذن فالنساء مطلوبات ومأمورات للقيام بهذا الواجب العظيم واجب الدعوة الى الله وهو لا شك باب عظيم يمكن ان يتعبد به عباد الله نساءً ورجال فقد قال تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ومما ورد من السنة فى ذلك قوله ( ص) (( نضر الله امرءاً وسمع مقالتى فوعاها فاداها كما سمعها فرب مبلغ اوعى من سامع )) وقوله ( ص)(( بلغوا عنى ولو آية )) ولكن ما بال اليوم وقد صار الفقه والعلم والتمسك فقط عند الرجال إذا ما قارنا ذلك بما عند النساء حتى صار الحال وكأنه يقول ان الإسلام والتمسك به والدعوة اليه هو واجب فى حق الرجال مستحب فى حق النساء فرأينا وللأسف وعند بعض الشعوب والقبائل المسلمة ان المرأة تهتم وتقوم بإعداد ما يعين الرجل على أداء الصلاة من تحضير لمصلاة وابريق ( ركوة) للزوج ليصلى ثم لتنصرف هى لغرض آخر حتى بلغ الأمر لبعض المجتمعات ان تتعوذ بالله من الفتاه التي تكثر من الصلاة وتحسنها الى ان وصل الحال وحتى فى مجتمعاتنا الحديثة لأن نعيب الأسرة بل نشدد النكير والموآخذة علىبنتها إذا ما عادت الى البيت فى وقت متأخر من الليل بسبب حضورها لندوة دينية أو اجتماع عمل ديني مع زميلاتها بينما يسمح لها فعل ذلك إذا كانت العودة متأخرة ولكن من حفل عرس راقص .
وفى إعتقادى ان هذا الفهم غير السليم والذى ينتشر فى اوساط كثير من المجتمعات المسلمة نأشئ عن خطأ فى نشر للدعاة والمرشدين لهذا الدين الأمر الذى كرس الخطاب وجعله موجه للرجال بكثير من توجيهه للنساء مما رمى بالنساء فى احضان الجهل والبدع والخرافات وكثير من الكبائر مما انعكس سلباً على المظهر العام الذى يشكو منه الكثير من الرجال اليوم إذن لابد من الإعتراف عملياً بأن للمرأة دور فاعل فى العمل الدعوى و لا سيما فى اوساط النساء فلابد من توعيتها وتحفيذها وتعبئتها والوقوف بجانبها واعنى بالإعتراف العملى ان تنشأ لهن الجمعيات واللجان وان تعد الأماكن وتهيأ للتعليم والنفرة والإنطلاق منها لأماكن أخرى وان يعمل على توظيف النساء كداعيات اسوة لهم بالدعاة من الرجال وان يوفر لهن جميع الوسائل التى تعين على القيام بهذا الواجب حتى يتاح لها المجال فى إكتساب الأجر كغيرها من العابدين والمشاركة فى إصلاح المجتمع حيث هى اقدر وافلح بكثير فى دعوة بنات جنسها من ان يوكل ذلك لجنس الرجال .
ولكن يشترط للقيام بهذا الواجب ان لا يتعارض مع ما هو اوجب منه كالأمومة والتى هى مجال آخر ثر ورحب لجنى الأجر والحسنات لما فيه من طاعة للزوج وتربيةللنشئ واعداده اعداداً طيباً
الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعب طيب الأعراق
ولعل ذلك من ضمن حكم وأسرار الشارع في إعفاء الشرع جنس النساء من وجوب الجمعة والجماعة ومن الجهاد فى سبيل الله الا ماكان منه على سبيل الإستحباب والتطوع وذلك لما على المرأة من واجبات منزلية أخرى وغيرها هذا إضافة لأسباب وعوامل أخرى خالفت بسببها النساء الرجال فى عدد من الأحكام .
الكسب المادى (( العمل ))
و لا يستطيع أحد ان يمنع المرأة شرعاً من أن تعمل لتكسب كسباً حلالاً كما يكسب الرجال من ممارستهم لكثير من المهن والأعمال فالمجال مفتوح للنساء كما هو مفتوح للرجال فلها ان تعمل ولها ان تتجر لتكسب وتربح ولتعبد الله بالإنفاق مما عندها من مال وبإخراج الزكاة أيّا كانت زكاة زروع او مال او انعام ولتعين اسرتها وابنائها واهلها مما اعطاها الله وحباها من رزق ومال ولم يحدد الشرع أعمالاً معينة للرجل واخرى للنساء ولكن يمكن ان يقال عليها ان تتحرى الأعمال التى تتناسب مع طبيعتها وفطرتها التى فطرها الله عليها وذلك لأن بعض الأعمال من مهن وحرف ووظائف تتعارض مع الأخلاق للنساء والمكانة التى ينبغى ان تكون عليها المرأة ، فلا يتناسب ابداً ان تعمل المرأة أعمالاً شاقة كما يعمل الرجال و لا يتناسب ابداً ان تعمل المرأة اعمالاً فيها ابتذال او امتهان لشخصيتها كأن تعمل فنى لإصلاح االسيارات او كهربائى لها فلا يتصور و لا يليق ان نجدها تحت سيارة بملابس متسخة بغرض الإصلاح لهذه السيارة او حاملة آلة لتزود السيارات بالوقود فى محطات الوقود وغير ذلك من مهن لا يقبلها
من يكنُّ كلّ الحب والتقدير لموليته للمرأة زوجةً كانت ام بنتاً وأوْلى من ذلك ما يبعدها من مواطن الريبة والخلوة إضافة لهذا أن تتحلى بزيها الإسلامى والخلق الذى أوصى به الشرع الحنيف والآداب الإسلامية الحميدة.
الأم العاملة
ولكن هنالك إستثناء لابد منه وهو الأم العاملة فلا شك ان الخروج للعمل الذى قد يكون مباحاً او واجباً قد يتعارض مع اوجب الواجبات وهو الأمومة اذا ما كانت المرأة متزوجة ولها أطفال يحتاجون لحضانتها ورعايتها فهنا لايمكن ان نقدم العمل على الوظيفة الأساسية للمرأة الا وهى الأمومة وقد بينا ذلك من قبل وقلنا ان ذلك الواجب العظيم لا يمكن ان يقوم به غير الأم إنابة عنها فهى وظيفة تعيَّنتْ على الأم على وجه الخصوص فلا حاضنات و لا دور حنان و لا جدات أو خادمات يمكن ان يقدمن ما تقدمه الأم لأطفالها من خلال صدرها وقلبها فكل ما يحتاج اليه الطفل من اكل وشرب ولباس ونظافة يمكن ان يوفره الأب او الأم للأطفال أما قلب الأم وصدرها السحرى الدافئ فهذا مكانه فقط عندها هى .
إذن هي موازنة خاسرة عند من يقول ان الأم تخرج لترفع من دخل ومستوى المعيشة للأسرة لينخفض بذلك مستوى الأخلاق فإن الأم مدرسة تخرج منها الشعوب طيبة الأعراق فكيف نستبدل الوظائف الحيوية الأساسية لوظائف أخرى أقل منها بكثير فى الأهمية والحيوية ولما كان البعض أشد تأثراً بأقوال أهل الغرب بكثير من تأثره بكلام الآخرين فتلك نقول لبعض كلام أهل الغرب فى هذا الشأن يقول العلامة الإنجليزي ( سامويل سمايلس) وهو من اركان النهضة الإنجليزية ( ان النظام الذى يقضى بتشغيل المرأة فى المعامل مهما نشأ عنه من الثروة فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه يهاجم هيكل المنزل ويقوض اركان الأسرة ويمزق الروابط الإجتماعية ويسلب الزوجة من زوجها والأولاد إذ وظيفة المرأة الحقيقية هى القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية الأولاد والإقتصاد فى وسائل المعيشة مع القيام بالإحتياجات البيتية ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير المنازل واضحت الأولاد تشب على عدم التربية . )
ونشرت الكاتبة الشهيرة ( مس انى رود) فى جريدة ( الإسترن ميل )
( لأن يشتغل بناتنا فى البيوت خير واخف بلاء من اشتغالهن فى المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بادران تذهب برونقها الى الأبد ليت بلادنا كبلاد المسلمين ) إذن يمكن للنساء ان يخرجن للعمل إلا اذا ما تعارض ذلك مع ما هو اوجب منه من امومة او واجب للزوجة فنحن محتاجون للمرأة الطبيبة والمعلمة فى مختلف المستويات التعليمية إبتدائية كانت أم ثانوية ام جامعية كما نحتاج للمرأة الداعية ولا يتم هذا إلا بعد التخرج من الجامعات ومن مختلف الكليات لتقوم المرأة بدورها فى الإصلاح والتربية .
الوجود بين الجنسين :
قد تحتاج المرأة لأن يكون لها وجود مع الرجال وقد يحتاج الرجل لأن يكون له وجود مع النساء لأغراض كثيرة وعديدة .
صحيح أن المرأة عليها ان تقر فى البيت ولو كان ذلك على سبيل الإستحباب ( وقرن فى بيوتكن ) هذا ان لم يكن لها حاجة فى الخروج من المنزل بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( اُذن لكن بالخروج لحاجتكن ) فلا تعارض البتة بين الآية الآمرة بالقرار فى البيت وبين الحديث الذى يعطيها الإذن فى الخروج من البيت ( أذن لكن بالخروج لحاجتكن ) .
فللمرأة ان تخرج من البيت اذا كان ذلك لحاجة مثل حاجة الدعوة والتعليم والكسب وزيارة الأرحام وغير ذلك من اسباب موجبة او مبيحة للخروج .
ولكن ما هى الحالة الشرعية التى ينبغى ان تكون عليها النساء مع الرجال حتى يتجنيب ما هو محظور من وجود معهن ولعل السير وصل بناء الى الحديث متطرقين لمصطلحات والفاظ تحتاج الى تحديد وتوصيف دقيق لمعانيها ومدلولاتها لما سيترتب على ذلك من احكام يلتزم بها المسلم من الجنسين وليسير على هديها ومن ذلك ما نسميه ( اختلاط) او ( معية )
الإختلاط
يفهم الكثير من الناس ان مدلول إختلاط يشمل ويدخل فيه كل وجود لإمراة مع رجال أو وجود رجل مع نساء وعمل على هذا المفهوم وسار عليه كثير من أهل الدعوة الى الله ازماناً طويلة فدخل فيه عندهم وجود الرجال والنساء فى الحافلات داخل قبة واحدة حيث الرجل بين المرأتين والمرأة بين الرجلين فى الجلوس على الكراسى كما يدخل فيه عندهم ايضاً صور اخرى شاهدناها فى اماكن اخرى نجد فيها النساء فى مكان منفصل والرجال فى مكان منفصل آخر ولو كان ليس بالبعيد عن بعضهم البعض يستمعون الى متحدث يعظ الناس ويذكرهم بأيام الله فى ما يسمى بالندوة الإسلامية أو الدرس الدينى فهنا يلاحظ ان النساء فى مجموعة منفصلة والرجال فى مجموعة اخرى منفصلة بينما كان فى الصورة السابقة لا فاصل بين الرجال والنساء بل شاهدنا الرجل وسط امرأتين والمرأة وسط رجلين فهل كلا الصورتين يمكن ان نطلق عليها إختلاط ام هناك صورة تختلف عن ألأخرى فى الحال والحكم معاً ؟.
القاموس الشرعى وكلمة إختلاط :
يقول البعض وبصوت عال ان هذه الكلمة كلمة ( اختلاط ) لم ترد أصلاً فى العلم وكلام العلماء السابقين فلم ترد فى قرآن ولا حديث ولا أثر لا بجواز ولا بمنع وانما هى من الكلمات التى وضعت واقتحمت ضمن مصطلحاتنا المحدثة التى تتحدث عن احكام كثير من الأعمال واذا كان هذا الإختلاط المحرم المزعوم مراد به مجرد وجود النساء مع الرجال فإن ذلك شهدته أطهر البقاع فى أزكى العصور واطيبها فى عصره صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة ومن بعدهم وهو الطواف حول الكعبة فى بيت الله الحرام حيث وجدنا النساء والرجال يطوفون معاً وهو إختلاط بكل ما تحمل الكلمة المحدثة من معنى ولكنه لم يحرم ولم يمنعه الرسول(ص) مما دل على جوازه وإلا لجعل يوماً للرجال يطوفون فيه ويوماً للنساء يطفن فيه ولما لم يحصل ذلك تبين ان ما يسمى بإختلاط جائز مطلقاً كما لم يرد حديث عنه أصلاً كما اسلفنا .
تعقيب ورد :
وقبل ان ادخل فى تعقيب وتعليق على هذا الزعم الوارد سابقاً أود ان أذكر بعض ما ورد من آثار فى هذا الشأن أوردها البخارى فى كتابه وكذلك ابن حجر فى فتح البارى يقول البخارى فى باب (طواف النساء مع الرجال ) ج 3/ص479 الآتى :
1/ قال عمر بن على حدثنا ابو عاصم قال ابن جريج : اخبرني عطاء اذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال قال : كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي (ص ) مع الرجال قلت : ابعد الحجاب او قبل ؟ قال : أي لعمري قد ادركته بعد الحجاب قلت : كيف يخالطن الرجال ؟ قال : لم يكن يخالطهن كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجره من الرجال لا تخالطهم (حجره ) يعني منعزلة لا تخالطهم.
*ورد في بعض روايات البخاري في الطواف رواية عن عطاء ابن ابي رباح انه قال عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تاتي ليلاً متسترة وتدخل المسجد وتطوف بعد خروج الرجال .
2/ كما ورد البخارى وفى نفس الباب عن ام سلمة رضى الله عنها زوج النبى (ص) قالت : ( شكوت الى رسول الله (ص) انى اشتكى فقال : طوفى وراء الناس )
يقول الحافظ ابن حجر فى فتح البارى قوله : ( باب طواف النساء مع الرجال- ويقصد بذلك البخارى - ( أى هل يختلطن بهم او يطفن معهم على حده بغير إختلاط او ينفردن ) اه- كلام الحافظ ابن حجر وما سبق لكلام للحافظ ابن حجر كان يشرح فيه مراد البخارى من قوله ( باب طواف النساء مع الرجال)
3/ كما اورد الحافظ ابن حجر فى فتح البارى ح/3ص480 عن ابراهيم النخعى ** قال : ( نهى عمر ان يطوف الرجال مع النساء قال : فرأى رجلاً معهن فضربه بالدره) (1)
يقول ابن حجر ( وهذا ان صح لم يعارض الأول لأن ابن هشام منعهن ان يطفن حين يطوف الرجال مطلقاً فلهذا انكر عليه عطاء واحتج بصنيع عائشة .
4/ كما يقول ابن حجر فى شرحه لحديث عطاء قوله ( وقد طاف نساء النبى صلى الله عليه وسلم مع الرجال )
( أى غير مختلطات بهم ) ح /3/ص والحق انه عند تدبر ما ذكرناه من نصوص وآثار للبخارى وابن حجر فى هذا الشأن يمكن الخروج بفوائد عديدة منها :
أ/ ورود لكلمة إختلاط :
ان كلمة اختلاط قد وردت فى قاموسنا الشرعى لا كما يزعم البعض انها لم ترد أصلاً ولم يتم حديث عنها و لا نقاش من قبل سلفنا الصالح ويتضح ذلك جلياً من خلال ما ورد من عبارات وجمل فى حديث عطاء تفيد ذلك منها ( كيف يخالطن الرجال ) ( ولم يكن يخالطن الرجال ) ( و لا تخالطهم ) مما يؤكد ويدل على ان المصطلح وارد وله معنى شرعى .
ب/ كما يمكننا وبوضوح ومما سبق من آثار إستخلاص تفريق واضح وراءه فقه عظيم يبين انه ليس كل وجود لنساء يعنى انه وجود محرم وبمعنى إختلاط وانما قد يكون هنا وجود غير ذلك لا يدخل بتاتاً فى مسمى إختلاط مثل وجود النساء مع الرجال عند الطواف بالكعبة المشرفة فى المسجد الحرام ولذلك وجدنا ان ابن حجر عندما تعرض لشرح مراد البخارى رحمه الله عند قوله ( باب طواف النساء مع الرجال ) قال يريد البخارى هل ( يختلطن بهم أو يطفن معهم على حده بغير إختلاط او ينفردن ) مما فهم من ذلك ان للمرأة ثلاث حالات يمكن ان تكون عليها حال ارادتها للطواف مختلطة بهم اى بالرجال ام طائفة معهم ولكن دون إختلاط ام تطوف منفردة يعنى فى غياب الرجال فعلم ذلك ان هنالك وجود للنساء مع الرجال يمكن ان نسميه ( معية بدليل ما ورد فى الأثر) ( وقد طاف نساء النبى (ص) مع الرجال ) يقول ابن حجر ( اى غير مختلطات بهم فأثبت المعية ونفى الإختلاط ومن ذلك ايضاً ما ورد فى الأثر ( كانت عائشة رضى الله عنها تطوف حجرة مع الرجال لا تخالطهم ) الأمر الذى أكد لنا ان هناك وجود لنساء بين الرجال ولكنه وجود ( معية) وليس وجود ( إختلاط ) بينما هناك وجود آخر محرم للنساء مع الرجال وهو وجود إختلاط والذى يمكن ان نحمل عليه الأثر الذى اورده ابراهيم النخعى( نهى عمر ان يطوف الرجال مع النساء قال : ( فرأى رجلاً معهن فضربه بالدره )
إذن لابد من التفريق بين ما يسمى ب ( معية النساء مع الرجال والإختلاط والتى يمكن ان نعرفها بقولنا :
تعريف المعية :
ان المعية هى ان يكون النساء مع الرجال ولكن كل منهما بلا اختلاط فى مجموعه منفصلة وأن جمع بينهما مكان واحد بخلاف وجود المرأة وسط الرجال أو الرجل وسط النساء .
مثال :
تماماً كما يحدث ويشاهد لوجود الجنسين مع بعضهم البعض عند الإستماع لمحاضرة او درس وكل منهما فى مكان منفصل خاص به
حكم الإختلاط :
كذلك مما يمكن ان نخرج به من قواعد اخرى من هذه النصوص والأثار ان الاختلاط محرمة ولا يجوز بحال بدليل ما جاء فى الأثر الذى اورده البخارى مبيناً فيه ان عائشة رضى الله عنها كانت تطوف مع الرجال ولكنها لا تخالطهم قال : ( كانت عائشة رضى الله عنها تطوف حجره من الرجال لا تخالطهم وقوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضى الله عنها : ( طوفى وراء الناس ) إضافة لنهى عمر الذى أورده ابن حجر فى فتح البارى حينما وجد رجلاً يطوف مع النساء أى وسطهن فضربه بالدره من رواية ابراهيم النخعى
إذن يمكننا ان نقول بأن الإختلاط فعل محرم ولا يجوز اتيانه
تعريف الإختلاط :
ان الإختلاط هو ان يكون النساء مع الرجال ولكن معية غير شرعية كأنْ نجد المرأة وسط الرجال والرجل وسط النساء وفى مكان واحد غير منفصل
مثال :
ويمكن ان يمثل لذلك بما يحدث فى كثير من القاعات ومن ذلك قاعات الدراسة فى الجامعات حيث نجد طالبه تجلس بين طالبين او طالب يجلس بين طالبتين .
الطواف بالكعبة :
ويمكن أن نقول أن معية النساء الحادثة اليوم مع الرجال فى المسجد الحرام وعند الطواف بالكعبة هى معية غالباً ما تكون معية إختلاط الأمر الذى لا يجيز الإعتماد عليها دليلاً لجواز صورتها او القياس عليها والتى هى اقرب الى إختلاط منه للمعية لذا شاهدنا اكثر من مرة وان كان بطريقة غير منتظمة شاهدنا من يقف من المكلفين من قبل المسئولين محاولاً ابعاد النساء من الإحتكاك بالرجال او الطواف وسطهم عند الطواف بالكعبة ببيت الله الحرام مما يدل على ان الأمر يجب ان يكون معية لا إختلاط .
ويكفىفى ذلك ضرب عمر بن الخطاب بالدره لمن يطوف وسط النساء من الرجال
معية فى كل الأمكنة :
واذا كان ذلك جائزاً مباحاً وفى اطهر البقاع واطيبها . اى وجود المرأة مع الرجال او الرجل مع النساء وبطريق المعية لا الإختلاط فلم لا ننقل ذلك ونطالب به فى وجودها معنا او وجودنا معها ليكون الوجود دائماً وجود معية لا اختلاط سواء كان ذلك فى مؤسساتنا التعليمية و الأماكن الأخرى التى هى مظان وجود النساء والرجال معاً لأمر يحتاج اليه الجنسان من دور التعليم او أندية او ساحات لتكون معنا ونكون معهن كما نكون فى الطواف بالبيت الحرام وكما نكون عند الصلاة فى المساجد.
او فى مكان واحد يجمعنا لسماع ندوة أو درس دينى أو محاضرة فى شأن عام يهم الجنسين او فى قاعة للدارسة .
توصية ومقترح
وبعد إستيعاب الأمر على النحو الذى شرحنا وفصلنا يمكننى ان اقول للقائمين على أمر كثير من دور التعليم من الحادبين والحريصين على ان يكونوا دائماً فى موقف المسدد المقارب يمكنهم جداً أن يقوموا بقليل من الجهد والإجراءات لتحويل كثير مما يحدث من اختلاط اليوم فى دور التعليم جامعات كانت ام معاهد الى وضع آخر يسمح بوجود الفتاة مع زميلها الفتى بالمؤسسة التعليمية الواحدة . ودون الوقوع فى اى نوع او شكل من اشكال الإختلاط بمعنى المزاحمة وذلك بإختيار نظام المعية بدلاً لنظام الإختلاط كأنْ تفصل مجموعة الطلاب من مجموعة الطالبات ليجلس كلُّ فى مجموعته ليكون الأولاد مثلاً فى الصفوف الأمامية من القاعة وليجلس من ورائهم الطالبات ولنترك بين المجموعتين قدراً من المساحة غير المستغلة تساعد على الحركة لكل الجنسين ان امكن ذلك و لا أظن ان احداً يجادل فى أن هذا النظام يختلف عن غيره من نظام حالى متبع بل هو افضل بكثير من الرضاء والقبول بوجود الفتاة المسلمة وهى تتوسط رجلين من الطلاب او الفتى المسلم وهو يتوسط إمرأتين من الطالبات و لا أظن كذلك فى الإقدام على تطبيق هذا النظام شئياً من المعاناة او التكلفة المادية والتى دائماً ما يتزرع بها القائمون على أمر الجامعة ودور التعليم فى دول العالم الثالث من عدم إمكانية لإنشاء دور التعليم منفصلة للجنسين وذلك عند النقاش او التفكير فى إنشاء كليات وجامعات خاصة بكل جنس من الجنسين أراده التخلص من الإختلاط الحادث اليوم واضراره .
هذا وأن كلفنا ذلك القليل من الكلفة المادية بتخصيص مداخل أمامية للطلاب وأخرى خلفية لدخول الطالبات أما بالنسبة لفناء الجامعات فلا أتصور ان فيه اشكالاً يحتاج لحل فهو كمثله من اسواق او سكك تسمح بوجود الجنسين فيها دون ان نحمل مسئولية وجودهما لجهة ما بخلاف قاعات الدراسة وما يجرى فيها من الاختلاط فهو من فعلنا واعدانا نحن القائمين على امرها لذا نحن ملزمون بتصحيح الوضع فيها وقد قمت بتطبيق هذا النظام نظام ((المعية )) عندما كنت مكلفاً بتدريس مادة الثقافة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة النيلين بالخرطوم وكان ناجحاً مقبولاً من قبل الطلاب والطالبات رغم ان نفس هولاء الطلاب والطالبات يرجعون فى المحاضرة التى بعدى او قبلى الى الوضع السائد السابق من نظام للإختلاط كما يحدث فى بقية الكليات وذلك لأن غيرى من أساتذة لا يحبذون هذا او لا يرون ضرورة له على احسن الأحوال فإن الأمر مع بساطته يحتاج لقرار من جهات عليا فى المؤسسة .
والله ولىّ التوفيق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.