مفوضية حقوق غير المسلمين في عاصمة السودان القومية هي احدي المفوضيات التي افرزها تطبيق اتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة ، وقد بدات المفوضية نشاطها مؤخرا ، وهي مكونة من العلماء المسلمين والقساوسة المسحيين وخبراء في التقاليد والعادات ونشطاء في حقوق الإنسان ، وتعمل لوضع نماذج وصيغ من القيم الدينية والثقافية بالإضافة الي العادات التى تمارسها كافة المجتمعات المقيمة في العاصمة القومية ، وقد تم تعيين السيد جوشوا داو ديو في منصب رئيس المفوضية الخاصة لغير المسلمين بالعاصمة القومية . وفيما يلي نتعرف علي بعض مايدور داخل مفوضية حقوق غير المسلمين وطبيعة ماتضلع به من نشاط ومدي استفادة المجتمع السوداني من ذلك: السيد جوشوا داو ديو وجه جنوبي مخضرم وبارز لم يتم اختياره لمنصب رئيس المفوضية الالما يتمتع به من قدرات ومؤهلات ، وقد استمعت اليه في مؤتمنر الحوار الاسلامي المسيحي وهو يشدد علي اهمية التعايش السلمي وتعزيز النسيج الاجتماعي واستدامة السلام بالسودان ، ويري بضرورة ان يتعهد ويلتزم كل طرف بايجاد مساحة ايجابية للتعامل مع القيم الدينية والثقافية والاخلاقية للطرف الآخر . واضاف أن حكومة الوحدة الوطنية خطت خطوات واسعة وبذلت جهود واعدة لقيادة التعايش السلمي والتصالح والتسامح بين الأديان مما يعد نضجا جوهريا في العبادة بالبعد عن التعصب الديني الذي ساد التاريخ النضالي في الماضي مشيرا في هذا الصدد لمؤسسات التعايش الديني . وقال السيد جوشوا أن المفوضية الخاصة لغير المسلمين بالعاصمة التي يترأسها تضع نماذج وصيغ من القيم الدينية والثقافية بالإضافة للعادات التي تمارسها كافة المجتمعات المقيمة في العاصمة مشيرا الي اضطلاع كافة المواطنين بواجباتهم ويؤدون عبادتهم بحرية تامة . وقال : خطت حكومة الوحدة الوطنية الحالية خطوات واسعة وبذلت مجهودات واعدة لقيادة التعايش السلمي والتصالح والتسامح بين الأديان داعيا الي تنفيذ اعتراف الدستور الإنتقالي الحالي بسمو الإله في الأديان المختلفة من إسلام ومسيحية ومعتقدات أفريقية تقليدية أو أي شكل آخر من أشكال الديانات وقال : هذا يمثل نضجا جوهريا في العبادة بالبعد عن التعصب الديني الذي ساد التاريخ النضالي الماضي لتغليب معتقد علي المعتقدات الأخري. وأضاف:" بالرغم من أن قوانين الشريعة الإسلامية سارية في العاصمة الخرطوم , بيد أن ذلك لا يؤثر علي السكان المقيميين من غير المسلمين تأثيرا عكسيا ، حيث يجب إعفاءهم من التطبيق الحرفي مشيرا الي هذا في جوهره محاولة جادة وإعتراف من الحكومة والمواطنين أن الدين دون صراع أو عداء من الممكن أن يكون مصدرا لتحول المجتمع الإيجابى نحو التعددية والتنوع وبناء الثقة. ودعا الي تصميم تقنيات توعية وبرامج لخلق وعى عام بمساواة الأديان والثقافات والعادات والقيم أو مجموع إسلوب حياة كافة المجتمعات موضحا أنه علي الجميع محاولة الرجوع الي الطريق القويم حيث تثرى الأديان والقيم والعادات واللغات والثقافات المختلفة النظرة القومية الواحدة بينما تترك الحكم في العالم الآخر لله العلي القدير. المفوضية والجهات العدلية والشرطية: وفي اطار نشاطها واتصالاتها كونت المفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية وشرطة ولاية الخرطوم مؤخرا لجنة للتنسيق والاتصال بينهما برئاسة ضابط برتبة عميد من أمن المجتمع . وقال رئيس المفوضية عقب لقاء وفد المفوضية بمدير شرطة ولاية الخرطوم أن شرطة الولاية والمفوضية اتفقتا على التعاون حيث تم تكوين وحدة للتنسيق بين الجانبين كما إتفقتا على قيام ورشة عمل لوضع معالجات لقضايا غير المسلمين بالعاصمة القومية واصفا حماية الشرطة للمواطنين بأنها تؤدي للأمان وتعزز وحدة البلاد . وأكد الفريق شرطة محمد نجيب الطيب المدير العام لقوات الشرطة ومدير شرطة ولاية الخرطوم سابقاً في تصريح صحفي أن اللجنة التي تم تشكيلها ستكون حلقة الوصل بين الشرطة والمفوضية ووصف الاجتماع بالجيد والمثمر وأنه توصل لنتائج طيبة تصب في خانة بسط الأمن والطمأنينة لكل سكان الولاية . وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع كثير من القضايا التي تهم غير المسلمين وغيرهم من المواطنين بالعاصمة قال الفريق شرطة محمد نجيب الطيب أنه تم الإتفاق على عقد لقاءات راتبة بين الجانبين لبحث المستجدات أولا بأول وعقد ورش وترتيبات لتهيئة المواطنين وتعريفهم بعمل المفوضية مشيرا الي وجود قضايا كثيرة وحساسة مثل تجارة الخمور وأندية المشاهدة التي تقدم فيها أشياء غير لائقة وتضر بالشباب . وأكد أن الشرطة تطبق القانون في سلاسة ومرونة مع مراعاة الحقوق والأعراف والثقافات المختلفة مبينا أن تجارة الخمور غير مسموح بها وغير مسموح باستخدامها بطريقة تضر بالآخرين . أما فيما يتعلق بالأحوال الشخصية فقد ذكر نجيب أن محاكم الأرياف التي يوجد بها سلاطين وقضاة مؤهلين تقوم بتطبيق الأعراف لغير المسلمين. من جهته أوضح السيد عبدالحميد خليفة خوجلي الأمين العام لمفوضية حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية أن ورشة العمل التي تم الاتفاق عليها مع شرطة الولاية تهدف الي توعية الجمهور بمشاركة ممثلين للشرطة والنيابة والقضائية وعلماء الدين الاسلامي والمسيحي ورفع تقاريرها الي رئاسة الجمهورية كتوصيات. علي ذات الصعيد ثمنت المفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية جهود وزارتي العدل والداخلية في التنسيق معها وانشاء نيابات متخصصة ووحدات تنسقية بين المفوضيه والوزارتين بجانب السماح لغير المسلمات بالسفر للخارج لزيارة ازواجهن . واطمأنت المفوضية في اجتماع هيئتها العامة برئاسة جشوا داو ديو رئيس المفوضية علي التعايش الديني بين مكونات المجتمع السوداني في ولاية الخرطوم . وقال د. الحبر يوسف نور الدائم عضو المفوضية ان الاجتماع ناقش زيارات المفوضية لوزارتي الداخلية والعدل كما اطمأنت المفوضية علي التعايش السلمي في البلاد وولاية الخرطوم علي وجه الخصوص وتمتع غير المسلمين بحقوقهم كاملة . الي ذلك قال اللواء (م) بابكرمحمد توم عضو المفوضية ان المفوضية هي الجهة الوحيدة التي تتعامل مع الانسان بغض النظر عن جنسه او لونه أو دينه مضيفا ان المفوضية تعمل بجدية لايجاد فرص عمل شريفة للمتعاملات في صناعة الخمور . علي ذات الصعيد وجه وزير الداخلية بالسماح لغير المسلمات بالسفر لازواجهن خارج السودان واعلن الفريق محمد نجيب الطيب لوكالة السودان للانباء انه تم الاتفاق مع المفوضية الخاصة بمراعة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية خلال الاجتماع الذى ضم وفد المفوضية برئاسة السيد جشوا داو ديو رئيس المفوضية بوزير الداخلية والمدير العام لقوات الشرطة ومدير شرطة ولاية الخرطوم على التعاون بين الجانبين لمعالجة ظاهرة الخمور عبر التوعية بالتنسيق مع وزارة الرعاية الاجتماعية ة وولاية الخرطوم واضاف انه تم الاتفاق كذلك على تشكيل اليات فى شرطة ولاية الخرطوم بالتنسيق مع المفوضية لهذا الغرض مشيرا فى هذا الخصوص الى قيام ورشة عمل تقدم فيها اوراق حول كيفية معالجة هذه الظاهرة. واكد نجيب ان الشرطة تحمى جميع المواطنين ولا تتعامل من منطلقات عرقية او جهوية ولها خبرات طويلة فى هذا المجال وتعمل فى ولاية الخرطوم على اساس ان تجعل منها عاصمة للتماذج وهى فقط تتعامل مع من يخالف القانون الذى يطبق على الجميع . الى ذلك اكد مولانا السر صالح رئيس اللجنة العدلية بمفوضية حقوق غير المسلمين تجاوب وزارة الداخلية مع المفوضية خلال الاجتماع وقال كلنا يد واحدة من اجل تنفيذ اتفاقية السلام واضاف اتفقنا على ايجاد ارضية مشتركة وعلى قيام وحدة للتعاون والتنسيق بين المفوضية وشرطة ولاية الخرطوم مبينا ان الاجتماع تطرق الى تنفيذ المرسوم الدستورى المتعلق بصيانة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية وصيانة حقوقهم . ومن جهة أخري اكد وزير العدل أن حقوق غير المسلمين الدينية والقانونية والدستورية مرعية ومنصوص عليها مشيراً إلى ان وزارته انشأت نيابة متخصة لقضايا غير المسلمين لتؤدي دورها على الوجه الاكمل في الاشراف على التحريات والقضايا خاصة في الجانب الجنائي. وقال في تصريحات صحافية عقب لقائه جشوا داو ديو رئيس مفوضية مراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية وعدد من اعضاء المفوضية انه تم الاتفاق على ضرورة التعاون بين وزارة العدل والمفوضية في سبيل تطبيق النصوص الخاصة بغير المسلمين تطبيقاً عملياً مؤكداً أنه لن توجد مشاكل أوعقبات في هذا الصدد طالماً أن الجميع متفهمون لهذه المهمة. واعرب وزير العدل عن اعتقاده ان المفوضية ستعمل على تطوير افهام المسلمين وغير المسلمين مما يؤدي إلى تطبيق نصوص الدستور وتسود روح الألفة التي أصلا قائمة مؤكداَ التسامح والتعايش بين جميع الأديان واحترام الثقافات والعادات والتقاليد مما سيساعد على تكريس الوحدة الوطنية. ونفي وزير العدل وجود نصوص تحتاج إلى تعطيل أو الغاء لتطبيق القانون على غير المسلمين مبينا أن القانون والدستور متوافقان مع بعضها البعض وأن حقوق غير المسلمين مرعية وتحتاج إلى تطبيق النصوص تطبيقاً صحيحاً. من ناحيته قال مولانا سر الختم صالح رئيس اللجنة العدلية بالمفوضية انه تم خلال اللقاء مع وزير العدل التفاكر في الوسائل التي تمكن المفوضية من القيام بعملها وفق الاهداف التي وردت في المرسوم الدستوري الذي أصدره السيد رئيس الجمهورية. واشار إلى أن التعاون بين المفوضية ووزارة العدل سيكون وارداً بصورة كبيرة حتى يطمئن غير المسلمين على أن المفوضية تقوم بعملها وفق ما جاء في الدستور وفي الاتفاقية وفي القوانين مؤكداً أن هذه الحقوق مصانة ومحترمة. وقال مولانا عبدالمجيد خليفه خوجلي الامين العام للمفوضية ان اللقاء مع وزير العدل تطرق إلى اهمية تنوير الجهات العدلية التي تتعامل تعاملاً مباشراً مع غير المسلمين حول الظروف النفسية والاختلافات الثقافية حتى يراعوا ذلك في عملية التحقيق مشيراً إلى ان لجنة التدريب بالمفوضية وضعت خطة متكاملة في هذا الخصوص وتم رفعها لرئاسة الجمهورية لاجازتها والعمل بموجبها.