كلام عابر أمانة الحج والعمرة والسياحة جاء في الأخبار أن الجمعية العمومية والمكتب التنفيذي لشعبة وكالات السفر والسياحة قد عقد لقاء "تنويريا" لشرح الخطط والبرامج والتحديات التي توجه شعبتهم. وقد شاع استخدام كلمة "تنير" وتنويري" مؤخرا لوصف أي اجتماع أو لقاء لطرح فكرة أو تصيل معلومة ، وهو استخدام في غير موضعه ، فالتنوير ممارسة عسكرية تعني نقل المعلومة من الأعلى للأسفل ، من رتبة أعلى إلى رتب أقل دونما نقاش أو طرح رؤى مغايرة من المتلقي حسب مقتضيات الانضباط العسكري، والتنوير غير التفاكر، واللقاء المذكور لا تنطبق عليه صفة التنوير بهذا المفهوم لأن ما يطرح فيه يحتمل الأخذ والرد والرأي والرأي اللآخر. ونعود للاجتماع "التنويري" المذكور، فقد أكد السيد رئيس شعبة وكالات السفر والسياحة أنهم قد أجروا اتفاقا تنسيقيا مع الهيئة العامة للحج والعمرة في خصوص لائحة تنظيم عمل العمرة التي هي قيد التوقيع. السيد أمين أمانة الحج والعمرة أدلى بدلوه في المحفل فتحدث بلغة الخبير السياحي عن تطوير الاستثمار السياحي ونشر الوعي السياحي بين المواطنين وإعداد ميثاق تنظيم العمل السياحي وإعداد البحوث العلمية من قبل الخبراء السياحيين وإقامة المعارض السياحية التي تحوي الفكلور السوداني وكل هذه من أجل تطوير السياحة ثم دعا إلى تكثيف الرحلات السياحية (لم يوضح رحلات سياحية للسودانيين إلى مناطق سياحية داخل السودان وللسواح الأجانب من خارج السودان إلى السودان أم رحلات سياحية لتسفير السياح السودانيين إلى خارج السودان، فالأولى تعرف بالسياحة الإيجابية التي تضيف للاقتصاد الوطني والثانية هي السياحة السلبية التي تضر بالاقتصاد الوطني) أما السيد رئيس الشعبة فدعا إلى تخفيض تذاكر السفر الجوي(لم يوضح إن كانت المعنية بالتخفيض سودانير عارف وحدها أم كل شركات الطيران، فاسعار السفر الدولية كما يعلم تخضع لتسعيرة إياتا وتخفيضها لا ينفع السودان في شيء طالما كان جهد وكالات السفر والسياحة منصبا على تسفير السودانيين للخارج وليس تسفير سياح من الخارج للداخل). هل يجب أن يكون مفهوم السياحة سلبيا دائما ينحصر في تسفير السياح ومعهم العملات الصعبة للخارج؟ و ما دخل أمانة الحج والعمرة بالسياحة وتطوير السياحة؟ هل تحولت العمرة نفسها من شعيرة دينية إلى ممارسة سياحية في عصر العولمة ومظاهر التدين العاطل من التقوى؟ السيد أمين الحج والعمرة يكرر في كلام فقد قيمته بالتقادم وتغير الأحوال كنا نكتبه في المطبوعات السياحية قبل عقود من الزمان حينما كنا نتصور أن السودان بلد جاذب للسياح ونحلم بمستقبل سياحي يناطح كينيا ومصر وأثيوبيا، وحينما كانت هناك هيئة حكومية متخصصة للسياحة والفندقة قضى عليها المشروع الحضاري ومتخصصون في السياحة والفندقة تفرقوا في البلاد . هناك اخفاق يتراكم ويتعاظم عاما بعد عام في أداء أمانة الحج والعمرة يستوجب الإنصراف إلى معالجة بعض منه بدلا من الإفتاء في شئون السفر والسياحة.مالهم والسياحة؟ (عبدالله علقم) [email protected]