فاز منتخبنا على المنتخب البوركيني بهدفين لهدف وحيد، ورغم أن هذه النتيجة ليست لوحدها هي الى أهلت منتخبنا، ذلك أن المنتخب الأنجولي كان قد خسر مبارته أمام ساحل العاج، لكن هكذا هي كرة القدم. بهذه النتيجة يلاقي منتخبنا في مباراته القادمة المنتخب الزامبي في الدور ربع النهائي حيث سيسعى منتخبنا الى هدفين إثنين أولهما التأهل إلى نصف النهائي وهذا حق مشروع طالما أن المنتخب قد تأهل الى الأدوار التالية التي ستلعب بطريقة خروج المهزوم. أما الهدف الثاني لمنتخبنا بعد التأهل فهو الثأر من الهزيمة المذلة التي تعرض لها من المنتخب الزامبي بثلاثية نظيفة في أمم أفريقيا 2008، والتي تجعل الكثيرين يصفون الكابتن مازدا بأنه صاحب الثلاثة في إشارة خبيثة الثلاثيات التي مُنى بها منتخبنا آنذاك. من إيجابيات هذا التأهل أن مستوى منتخبنا ظل في تصاعد ملحوظ، وذلك من مبارة الى أخرى، على عكس النتائج التي خرج بها منتخبنا في اللقاءات التجريبية الودية، بدايةً من مباراة تونس والتي خسرها بثلاثية نظيفة مروراً بمباراة السنغال والتي خسرها بهدف، وإنتهاءً بمباراة الجابون والتي إنتهت بالتعادل السلبي، لكن المستوى الآدائي للمنتخب ظل في تطور مضطرد من مباراة لأخرى وهذه هي أولى بشريات المنافسة. وهذا يدلل بجلاء على أن رهبة كانت تعترى اللاعب السوداني، الذي أحد بمقدرته على المقارعة منذ أن التقى ساحل العاج في أولى المباريات وكأن بعد المنتخب عن التنافس الحقيقي كان قد أرخى بظلال سلبية جعلته متخوفا من اللقاءات الكبيرة. ومن إيجابيات هذا الفوز عودة اللاعب مدثر كاريكا للتسجيل من جديد، بعد صيامه عن الأهداف لفترة ليست بالقصيرة، تأثرا بالإصابة العنيفة التي تعرض لها نهاية الموسم الحالي، لذا لم يظهر في بداية البطولة بمستواه الحقيقي ويبدو أنه قد إستعاد لياقته البدنية كاملة وإستعاد حساسية إصابة المرمى بتركيز عالى. كذلك من المؤشرات الإيجابية أن المنتخب كسب لاعبين جدد من خلال هذه المباراة والذين بإمكانهم مساعدة الفريق في قادم المباريات هما مصعب عمر وخليفة أحمد وأكرم الهادي. وبالرغم من خروج نجم الدين بصورة مبكرة من المباراة إلا أن ذلك لم يؤثر كثيراً على التنظيم الدفاعي لمنتخبنا، حيث كان سيف مساوي متألقا ونجما للقاء بجدارة وإستحقاق، وبجانبه معاوية فداسي حيث تمكنا من تشكيل حائط صد جيد رغم وجود بعض الهفوات والهنات. أما أهم السلبيات في المبارة فهي التدني الواضح في مستوى كابتن الفريق هيثم مصطفى الذي أصبح أمراً محيراً، لكن يبدو أن تقدم سنه في الملاعب حيث لم يعد كما عهدناه ، ذلك اللاعب المؤثر والقادر على تحويل دفة المباراة بفنياته وجهده الكبير، والذي كان يتميز بتمريراته المتقنة القاتلة، لكنه رغم ذلك يعتبر أحد الركائز النفسية في المنتخب السوداني والذي يستمد منه اللاعبون عنصر الثقة والتوجيه، رغم أن جهده الفني قد تأثر كثيرا ولم يعد كما ظللنا نتابعه في الماضي.. ومن السلبيات كذلك ضعف التمركز الدفاعي، فقد وضح جلياً الضعف الواضح لخط الدفاع خاصة في حالات التعامل مع الكرات العرضية، والدليل على ذلك أن مهاجم المنتخب البوركيني (داجانو) كان قد أضاع عدة فرص سهلة والتي كان من الممكن أن تتسبب في خروج المنتخب السوداني خالي الوفاض من هذه البطولة. أما ميزة البطء في الحركة فهي السمة المميزة للاعبينا، إذ ما زال منوال البطء يسيطر أداء منتخبنا، وهذا بالطبع على عكس الطريقة الأدائية السريعة لكرة القدم الحديثة والتي تتميز بها كثير من الفرق الأفريقية حاليا، بيد أن لاعبونا لا يمتلكون القدرة على لعب هجمة مرتدة سريعة، فيكثرون من التمرير العرضي غير المجدي في الكثير من الأحيان، مما يجعل عملية التحضير تضيع عليهم فرصا عدة كان من الممكن إستغلالها على نحو مفيد للفريق. ومن السلبيات كذلك روح الإنهزام التي تسيطر على الجمهور السوداني، وعدم ثقته في اللاعبين وذلك بسبب النتائج المخيبة للآمال والتي ظلت تلازم مشاركات الفرق والمنتخبات السودانية والتي أرخت بظلال سلبية على اللاعبين الذين هم جزء من المنظومة الإجتماعية، والذين يتأثرون بهذه المفاهيم والأفكار بإعتبارهم جزء من النسيج الإجتماعي. والمنتخب السوداني واحد من أعرق المنتخبات في أفريقيا حيث شارك في أول بطولة لكاس أمم أفريقيا عام 1957 والتي أقيمت بالسودان، رغم أن الإتحاد السوداني لكرة القدم كان قد تأسس في عام 1936 ، ألا أن المنتخب انتظر 19 عاما ليلعب أول مباراة له أمام أثيوبيا في العام 1955 في المباراة التي أقيمت على ملعب دار الرياضة بأم درمان وانتهت بفوز السودان 5/ صفر . في هذه البطولة حل السودان ثانيا، وشارك بعدها في عدة دورات أفريقية، أحرز فيها المركز الثاني عام 1963 عندما خسر 3/ صفر من غانا في النهائي، حتى نظم دورة 1970 وفيها حقق منتخب السودان الفوز بكاس أفريقيا بعد الفوز في المباراة الختامية على غانا 1/ صفر بهدف شهير أحرزه اللاعب حسبو الصغير. ليصبح سجلنا الرياضي يقول :- حققنا كاس أمم أفريقيا عام 1970، وحققنا المركز الثاني مرتين في كاس أمم أفريقيا، شاركنا كذلك في دورة الألعاب الاولمبية في ميونخ 1972 ، وأحرزنا بطولة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا ) 3 مرات في الأعوام 1980 - 2006 - 2007. ------------------- ملء السنابل تنحني بتواضع ..... والفارغات رؤوسهن شوامخ ------------------- صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو) [email protected]