عندما تتعثر الكلمات في حلقك ،، عندما تتبعثر الحروف في رأسك ،،عندما تئن الامك ..وتنضح جراحك فأعلم ان الاسى والهوان قد بلغا منك كل مبلغ،،والالام شعب والوان،،واكثرها عمقا وتأثيرا تلك التي يغذيها اليأس ويرويها البؤس وما اسوأ هذين ان اجتمعا.. كلنا نعيش على الامل ،،كلنا نغني لأحلامنا في اعماقنا ونهديء من روع كل شهيق سافر البؤس بزفير دافيء ودافق،،وكل ذلك حتى نستمر صامدين في مواجهة بلايا الحياة وإحن البشر.. لم يكن شظف العيش ولا سحنتنا السوداء يوما سببا في بؤسنا ولاهواننا على الناس،عاش معظمنا ان لم يكن كلنا كفافا وضيقا ، لكنه كان كفافا نبيلا،،كان سودانا جميلا،،كنا شعبا يجيد صنع الابتسامه رغم ثقوب العوز والفاقه ،،لأن الحب كان يملأ فينا كل فراغات الحياة ولأن الخير كان يجد فينا كل متسع.. وكان الارث الذي خلفه لنا اباؤنا واجدادنا هو حب الخير والتكافل والتراحم ،،فما عرفت شعوب العرب والعجم قصصا حقيقيه للمروءة والاخلاص الا فيما الفته واختبرته في السودانيين،،فكان للسودان الف سفير وسفير للنوايا الحسنه حول العالم،،بساطة اهلنا الطيبين هي ماشكلت هذا المزيج القاسي القياسي من السواد والانفه والمرؤه والاتحاد.. تربينا بين ايدي بيضاء لم تعرف للطفل الا الرحمه والعطف والحنان فكان للجار والمعلم وصاحب البقاله والطبيب وسائق البص صفحه بيضاء في ذكرياتنا وكان اللعب في الشوارع والتجول بين بيوت الاهل والمعارف هو ماشكل فينا هذا الوجدان النقي الفتي.. الان ذاب كل ذلك وتشوه ،،الان ضاع فينا الامل ،،فضياع طفل واحد يعني ضياع الهويه وضياع طفلين يعني ضياع أمه والسكوت على ضياع الامه يعني جريمه تستوجب اعدام حاضريها جميعا،، فبالله عليكم من منكم لم يكن طفلا !! من منكم لايحلم بطفل!! من منكم لايحب طفله!! اول جريمه علنيه لاختطاف طفله واغتصابها في السودان اقشعرت لها الابدان ، حوقلت لها الالسن وارتعدت لها الفرائض ،،الان صار الامرسيان،،خبر تتطلع عليه ولاتلق له بالا،، كبر مارد الاطفال ومفترسهم في ظل اهمال السلطات ولامبالاتها ،،أيا هؤلاء مانفع السلطه والمال والبترول والسياسه والجيش والحكومه والمعارضه اذا ضاع مستقبل هذه الامه مع ضياع براءة اطفالها وارواحهم كذلك.. كم كان جميلا ماعزفه اباء وامهات وحادبون امام وزارة العدل بالامس وهم يحتجون على كل هذا السوء الذي اصاب مجتمعنا ويصرخون منبهين الى ظلام قاتم في الطريق ان لم يسن مايكفي من قوانين لردع المارد الضاحك من قلة حيلتنا وذل اقدارنا وهوان الشعب على حكامهم،،كم كان جميلا لو خرج لهم وزير العدل بنفسه ليبكي بكاءهم ويواسي ذلهم ويرفع انتكاستهم ويتسلم مذكرتهم !! ومافيها ياسيدي ،،يا سيدي ،،ياسيدي ماذا تظن !! والله لو نظرت لغد ،،ورايت الصورة الكبيره لاكبرت هؤلاء ودعوتهم للخروج كل يوم،،فليس سهلا ان تصادف كل يوم من يذكرك ببساطه ان طفلك متربص به وان في يدك ماتستطيع فعله وانت لاتفعل،، ووالله ماعرفت فيهم احدا ،،لكني احببت مافيهم ..ومافي مذكرتهم دون ان اعرف مافيها ،،يكفي انهم يقولونها جهرا امرا بمعروف ونهي عن منكر،،يكفي انهم يفكرون لنا كلنا ويرون في الافق ما لاتغفل عن رؤيته الا عين قاصرة .. واخاف معهم وبشده من اليوم الذي يخرج كل منا حاملا سلاحه الابيض نبحث عن عداله ناجزه بحق اطفالنا المساكين في مجتمع لانطيق فيه نظره شفوقه او متشفيه ..واخاف اكثر من الفتنه التي تنظر الينا من تحت كل هذا الرماد بعين خبيثه ولسان ممدود. محمد السوداني sudani1475.wordpress.com