الحلقة الثالثة ( 3 – 5 ) ثروت قاسم Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] 1 - ورجغة في حزب الامة ؟ قال المفكر عبدالعزيز حسين الصاوي إن حزب الأمة هو الحزب الوحيد المتحرك والفاعل في السودان والذي يعقد ، بشكل دوري وراتب ، ندوات ومؤتمرات صحفية وورش عمل متخصصة ، ويصدر اوراق وبيانات في كل القضايا الوطنية لتوعية وتنوير الرأي العام ... الحزب الوحيد الذي يحترم الشعب السوداني . وكما قال الكاتب العبقري صديق محيسي فإن الصادق المهدي كتاب مفتوح تستطيع أن تقرأه سطراً سطراً ، ويصدر مكتبه الخاص بيانات شبه يومية بكافة نشاطاته ،حتى ما صُغر منها . الصادق يعيش في بيت من زجاج ، تستطيع متابعة تحركاته آناء الليل وأطراف النهار ، فليس لديه ما يخفيه أو يخشى عليه من الأعين ، ببساطة لأنه يعمل وهو موقن إن ربه يراقبه حسب التوجيه الرباني في آخر آية في سورة النمل : ... وما ربك بغافل عما تعملون . حزب وقيادة في غاية الإنضباط والنظام والمسئولية والمؤسسية . ثم أتى رجل من أقصى المدينة يسعى . في يوم الأثنين 14 ابريل 2014 نقل المركز السوداني الأعلامي الحكومي تصريحاً على لسان السيد عبد الحميد الفضل رئيس دائرة الإعلام في المكتب السياسي لحزب الأمة مفاده إن السيد الصادق المهدي قد عقد اجتماعات مع عدد من قيادات الجبهة الثورية في لندن لإقناعهم بالمشاركة في مبادرة الوثبة للحوار الوطني التي أطلقها الرئيس البشير في يوم الأثنين 27 يناير 2014 ، وكأن السيد الصادق متعهد أنفار لدى حكومة الخرطوم . هذا الحدث لم يحدث يقيناً . ولكن السيد عبدالحميد الفضل لم يصدر بياناً يصحح فيه المعلومة وينفي الحدث . هذا تقصير بين من جانب السيدعبدالحميد الفضل . أما الرجل الذي أتي من أقصى المدينة يسعى فهو الدكتور صلاح مناع مساعد رئيس حزب الأمة ومسئول ملف الجبهة الثورية في الحزب . في يوم الثلاثاء 15 ابريل أصدر الدكتور صلاح مناع بياناً للناس نفي فيه أي علم له بالحدث ( مقابلة السيد الصادق لقادة الجبهة الثورية في لندن ) . ولكنه ، وهذا هو الأهم ، لم ينف الحدث ، بل ربما صدقه في قرارة نفسه . وترك الدكتور صلاح إنطباعاً بل يقيناً لدى قارئ بيانه بأن السيد الصادق قد قابل فعلاً قادة الجبهة الثورية في لندن ، من وراء ظهره ( الدكتور صلاح مناع ) . وكان أن غضب الدكتور صلاح بسبب معلومة مغلوطة ، لم يتأكد من صحتها قبل إصدار بيانه العجيب ؟ وفي فورة غضبه سمح الدكتور صلاح مناع لنفسه مناكفة الصادق في نهاية بيانه ، إذ قال نصاً : ... وعلينا بقرار المؤسسات وليس الأفراد ( الصادق ؟) ! كانت أبسط قواعد وأبجديات حسن التصرف تفرض على الدكتور صلاح مناع الإتصال بالسيد عبدالحميد الفضل اولاً للتأكد من صحة المعلومة المنقولة على لسانه ؛ وبعدها ، وبعدها فقط ، يمكنه إصدار بيانه التجريمي لرئيس حزبه ؛ رئيس حزبه الذي لا ناقة له ولاجمل ولا أيدو ولا كراعو في هذا الفيلم البايخ . ثم يقول قائل منهم إن الصادق ديكتاتور ؟ هل يسمح الديكتاتور بهذه المساخر والإساءات لشخصه على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية من مساعده المباشر ، ويستمر هذا المساعد في عمله وكأنه لم يأت امراً إداً ، ويستمر رئيس الدائرة الإعلامية في المكتب السياسي في عمله بدون مسآلة وكانه لم يرتكب أي خطأ ؟ نتمنى أن تتولى المؤسسات في حزب الأمة معالجة هذا الموضوع ، الصغير في مظهره ، الكبير في مخبره ؟ وإلا فربما تدخل المفكر عبدالعزيز حسين الصاوي ، وقال بعض الكلامات ؟ وقد اُعذر من اُنذر . كلمة في حق السيد عبدالحميد الفضل ؛ فهو رجل منضبط ومنظم ودقيق في تصريحاته ، وإن كان يعاني من مرض عضال ... بعض أمية رقمية ... أقاله الله من عثرته . كان السيد عبد الحميد الفضل يشير إلى إجتماع في لندن عقده السيد الأمام مع القائد ياسر عرمان في يوم الجمعة 14 ديسمبر 2012، 16 شهراً قبل أن يعلن الرئيس البشير مبادرة الوثبة للحوار الوطني في يوم الأثنين 27 يناير 2014 . وكان إجتماع السيد الإمام مع القائد ياسر عرمان مما أبهج جماهير الأنصار وحزب الأمة ، كما نرى في السطور أدناه ؟ 2- أفراح جماهير الأنصار وحزب الأمة ؟ فرحت جماهير الأنصار وحزب الأمة من أم دافوق في جنوب دارفور إلى قيسان في جنوب النيل الأزرق مروراً بالعباسية تقلي في جنوب كردفان بموافقة القائد ياسر عرمان الجلوس والحوار مع السيد الإمام ( لندن - يوم الجمعة 14 ديسمبر 2012 ) دون أن يؤمر السيد الأمام بتقديم طلب ، بنمرة متسلسلة ، وعليه توقيع السيد الإمام ، حتى يقبل القائد ياسر عرمان بالتكرم بالجلوس والحوار مع السيد الإمام . كان القائد ياسر عرمان كريماً مع السيد الأمام ، ولم يعامله كما عامله بإزدراء وعنجهية جوفاء معالي الفريق مالك عقار ، عندما طلب السيد الأمام مقابلته في كمبالا ؟ فرحت جماهير الأنصار وحزب الأمة لتفضل القائد ياسر عرمان وقبوله الحوار مع السيد الإمام ؛ رغم إنها إستهجنت خرخرته وصحبه الكرام وبلعهم لتعهداتهم وإتفاقاتهم فيما بعد . في يوم الجمعة 14 ديسمبر 2012 ، وفي لندن إتفق القائد ياسر عرمان ، مفوضاً من الجبهة الثورية ، مع السيد الإمام على الآتي ضمن بنود أخرى، وحسب بيان مشترك صدر في نفس يوم الجمعة : + الحل السياسي ( وليس العسكري ) في الفترة المؤدية لتغيير نظام الإنقاذ . + عدم المطالبة بتقرير المصير لأي إقليم وبقاء السودان موحداً . + عدم معاداة القوات النظامية وعدم المطالبة بأجتثاث قادتها . ولكن نسيت أو تناست الجبهة الثورية إتفاقها مع السيد الإمام ، وأصدرت وثيقة الفجر الجديد ( كمبالا – السبت 5 يناير 2013 ) التي احتوت على بنود تدابر البنود المذكورة أعلاه . برهن القائد ياسر عرمان وصحبه الكرام إنهم لا يحترمون العهود والمواثيق ، ويغيرون مواقفهم كما يتنفسون ؟ ثم يتهم القائد ياسر عرمان ، في وقاحة متناهية ، السيد الإمام بالوقوف مع المؤتمر الوطني وضد الحركة الشعبية الشمالية . فعلاً وحقاً وصدقاً هذا موسم هوان الزلابية ؟ 3 - هل نظام الإنقاذ جزء من الحل أم هو المشكلة ؟ كما ذكرنا في الحلقة السابقة ، فان النظم الحاكمة القائمة كانت جزءاً من الحل في كل الكوديسات الناجحة . في جنوب افريقيا كانت حكومة بريتوريا العنصرية والحزب الوطني ( حزب المستعمرين البيض ) جزءان أصيلان في الحوار الوطني الذي قاد إلى تفكيك نظام الأبارتيد . وكذلك الحال في اليمن حيث شارك حزب الرئيس عبدالله صالح في تفكيك نظامه الحاكم ، وإبداله بنظام ديمقراطي تعددي . ولكن في كوديسة الرئيس البشير فان الدكتور نافع يذكرنا بأنهم في المؤتمر الوطني من الذكاء بحيث لا يسمحون للحوار الوطني بتفكيك نظام الإنقاذ كما كان الحال في جنوب افريقيا واليمن وغيرهما من بلاد الكوديسات . على كل ، في تحالف قوى الاجماع الوطني ومنظمات الشباب ، هناك من يرى ان الحل لا بد ان يكون راديكالياً ، أي الإطاحة بنظام الانقاذ عبر إنتفاضة شعبية سلمية ، وليس الحوار الوطني ، للأسباب الآتية : + لا يمكن ان يكون نظام الإنقاذ جزءاً من الحل والحوار الوطني ، ببساطة لأن النظام غير جاد في الحوار الوطني ، خصوصاً بعد توضيحاته لمبادرة الوثبة التي أفرغت الحوار من مضامينه ومحتواه ؟ ومن هذه التوضيحات رفض نظام الإنقاذ للحكومة الإنتقالية ، ورفضه لتأجيل الإنتخابات . + التجارب السابقة والإتفاقات التي طافت مدن العالم ، ولم تُثمر غير قبض الريح . + غول محكمة الجنايات الدولية وبقية الملفات المُحرم فتحها . + أدلجة القوات النظامية وغير النظامية وقيادات النقابات الفئوية ودعمهم لحكومة الخرطوم ، ما يقوي يد الحكومة ويدفعها لرفض أي حوار وطني جاد ينتهي بتفكيك نظام الإنقاذ . + تسعى الحكومة من خلال الحوار الوطني إعادة قراءة التاريخ بعقلية عفا الله عما سلف وتجاوز الأخطاء القديمة ، ولكن المشكلة تكمن في حجم الخطايا القديمة ؟ البعض يعتقد أنه أيا كانت نوايا النظام في جديته أو عدم جديته في الحوار الوطني ، فإن الإحتقانات الإقتصادية والسياسية المتزايدة متجهة نحو ضرورة إيجاد حل توافقي مشترك ! والجدية تفرضها الظروف الضاغطة أكثر من نوايا الأفراد ومصالحهم الشخصية الضيقة . ولكن لقلة حيلة التحالف ومنظمات الشباب وإنعدام الخيارات أمامهم ، فهم يقولون بالسنتهم انهم يشترطون تهيئة اجواء الحوار وتعزيز الثقة المفقودة ووقف الحرب الأهلية كإجراءات قبلية تسبق وتمهد وتقش الدرب أمام الحوار . وهي مطالب مشروعة وشرعية وطُبقت في جنوب افريقيا واليمن . ولكن رغم ذلك فإن هؤلاء وهؤلاء من التحالفين ومنظمات الشباب يقولون ما ليس في قلوبهم ... ببساطة لأن الإطاحة بالنظام راديكالياً هي ما يبغون . وهذا ما قالته الجبهة الثورية بالواضح الفاضح برفضها مبادرة الحوار الوطني ، رغم إن الجو الدولي جو فول وحوار . راهن الغرب على الجنوب كقوة رافعة للتغيير في الشمال . ولكن بعد أحداث الجنوب المأساوية ايقن الغرب أن الموقف في الجنوب يحتاج إلى الشمال وليس كما كانوا يظنون ؟ كما إن الغرب بات يرى ان أي دولة تحدث فيها الفوضى ، ستتمدد فيها القاعدة ، لأنها أصبح عندها أنشطة عنقودية ، وليست هيكلا واحدا ؛ وهو ما حدث في سوريا والعراق وليبيا ومناطق اخرى كثيرة ، حيث إن فشل الدولة أحد نتائجه تمدد القاعدة ! ولهذا السبب ، ربما تدخل الغرب في السودان ، ربما من خلال هايدلبرج 2 للحوار الوطني ، لحلحلة الأزمة في السودان . نواصل في الحلقة الرابعة ...