الخرطوم : صحيفة التغيير اضطر مواطنو الخرطوم الإنسحاب مبكرا من اعمالهم فى قلب العاصمة واللجوء الى مساكنهم بعد استعراض عسكرى بهدف اظهار القوة قامت به السلطات امس الاربعاء . وسرت شائعة قوية بين المواطنين الاربعاء بأن الجبهة الثورية على مشارف أمدرمان اصابتهم بالهلع لاسيما وان السفارة الأمريكية كانت قد أصدرت بيانا حذرت فيه رعاياها بعدم السفر إلى امدرمان . ووجه والي ولاية الخرطوم رئيس اللجنة الامنية العليا بالولاية ،عبدالرحمن الخضر، ليل الأربعاء ، رسالة لمواطني الولاية بأن الخرطوم آمنة وقال لن نقبل من أي أحد أن يمس قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى مشدداعلى أن عهدهم مع المواطن حماية له في ماله وعرضه. وقال الوالي خلال مخاطبته اللواء الاستراتيجي للشرطة الشعبية الذي احتشد بميدان المولد بالخرطوم، إن رسالتنا لأي مارق حدثته نفسه أن يعتلي عربة أوعربتين ويضع فوقها دوشكا، ويقول سأدخل الخرطوم، نقول له إن دخول الخرطوم لن يكون عبر الرسائل الإسفيرية . واردف :"إذا أراد ذلك عليه أن يجرب الفعل، ونحن جاهزون، وقواتنا المسلحة، وقوات الشرطة، والقوات الأخرى جاهزة" . وأكد الخضر تحملهم مسئولية الشعب الذى قال انه حملهم إلى السلطة عن طريق الانتخابات، (ويبعدنا) منها عن طريق الانتخابات أيضاً، وليس عن طريق البندقية والتخريب، وترويع المواطنين وتدمير المنشآت المدنية. ومن جانبه أكد مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق، محمد الحافظ حسن عطية أن الشرطة جاهزة، وكانت لها ملاحم بطولية مع القوات المسلحة، وقوات الأمن في دحر هجوم حركة العدل والمساواة على ام درمان فى مايو 2008 . وشدد على أن الشرطة تقوم بالتصدي للذي يتحدى القانون، وستظل وفية للقسم الذي أدته حماية للمواطن في أمنه وماله وعرضه، وأضاف نحن مع (قوة القانون وضد قانون القوة) ونحمل مسئولية الأمن الداخلي . وكانت قيادات فى الجبهة الثورية التى تحمل السلاح و تقاتل نظام الرئيس البشير قد هددت هذا الاسبوع باجتياح الخرطوم بعد ان دخلت مدينة ام روابة بولاية شمال كردفان نهاية الشهر الماضى ثم انسحبت منها قبل ان تحتل بلدة ابوكرشولا بجنوب كردفان التى فشلت محاولات عدة من الحكومة لاستعادتها حتى الان . وعلق البرلمان فى الخرطوم جلساته نهاية الاسبوع الماضى واعلن التعبئة فى صفوفه وطلب من اعضائه قيادة حملات الاستنفار فى دوائرهم . واعلنت ولاية الخرطوم قبل ايام تكوين كتيبة استراتيجية من قيادات الدولة لمواجهة هجوم محتمل لقوات الجبهة الثورية على العاصمة . وصادقت يوم الثلاثاء الأجهزة التشريعية والتنفيذية والسياسية بولاية الخرطوم، على تكوين لجنة عليا لتقديم اقصى انوع الدعم المادى و المعنوى الى القوات المسلحة ، باسم "نهاية التمرد". ووصف مراقبون التدابير الجارية بأنها إكمال حلقات الترتيبات لإعلان وشيك لحالة الطوارىء داخل أجهزة الحزب الحاكم والدولة . وتقاتل الجبهة الثورية التى تضم الحركة الشعبية قطاع الشمال و الحركات المسلحة فى دارفور من اجل انهاء التهميش السياسى والاقتصادى فى مناطق جنوب كردفان و النيل الازرق و دارفور وتدعو لاسقاط النظام الحاكم في الخرطوم وكانت قيادات فيها قد هددت الحكومة فى وقت سابق من العام الماضى بحرب واسعة النطاق تمتد من شرق السودان وحتى اقصى غربه.