حسن اسحق/ ذكرت في المقال السابق اعلان مؤسسة المرأة العربية في مدينة دبي الاماراتية،اختيار حرم الرئيس البشير لجائزة السيدة العربية الاولي في دعم المرأة ومبادرات العمل الانساني،اعترافا بالدور الكبير والمبادرات المتواصلة.هناك مؤسسات في الدول المحكومة من ملوك ورؤساء طغاة،تلعب في معظم اوقاتها لمصلحتهم،لجني اكبر مكاسب،رغم التظاهر بانها مستقلة،الا ان الاستقلال يصب في صالح الرؤوساء والملوك،ولن تتعدي ماهو مسموح به والخطوط الحمر،المعروفة من توجيه انتقاد وفضح العيوب المتراكمة.ان جائزة السيدة وداد بابكر، ترفع الحجاب عن ماهية هذه المؤسسات وعملها ونشاطها.كيف لمؤسسة تدعي الاستقلالية والنزاهة ان تكرم امرأة رئيس دولتها، اولا مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية،ثانيا يخوض حرب بالطائرات القاتلة في الجنوب الجديد السوداني،وثالثا ضرب القري وحرقها وتهجير اهلها،ورابعا منع المنظمات الانسانية من دخول جبال النوبة والنيل الازرق لتطعيم الاطفال من دون سن الخامسة،وخامسا دخول عناصر نافذة من الحزب وتسليح جماعات قبلية في القتال الدائر في شرق دارفور،وغض الطرف عن الموت الاجمالي في منطقة جبل عامر بشمال دارفور،ودعوة البرلمان للتعبئة وحشد قدامي المحاربين من مليشيات الدفاع الشعبي والدبابين لحروب تخدم وجودهم في الحكم. كل هذه المسالب،الم تسمع بها مؤسسة كريم فرمان،وهذا يكفي وحده ان لا تمنح هذه القلادة،اذا تأكد انها مستقلة،لكن (الجواب يكفيك عنوانه)،مادام انها قدمت الي نساء رؤوساء سابقين قلب سفينتهم الشعب.يشير الي ان حرم الرئيس السوداني اشترت هذه الجائزة لتقدم خدمة لزوجها الهارب من مقصلة العدالة وتحركاته كرئيس محصورة ومشاركته مستبعدة من دول يقال انها صديقة للسودان،تبرأ منه الجميع،ولقاءاته تثير المخاوف،يسافر خارجيا الا ان العودة الي الوطن،باتت كحلم المتوهم بدخول الفردوس. ان تكريم نساء الرؤوساء المتهمين بالقتل الاجمالي،خطأ وتأييد للحروب وذبح كل امل في السلام والقبض علي المنحرفين اخلاقيا،والشواذ عقليا.الم تجد المؤسسة الا وداد بابكر،يوجد نساء في العالم سعين للقضاء علي فكرة الحرب وتكريس مفاهيم جديدة عن سلا م اجتماعي يستبعد دونيتها ويعترف بدورها البطولي في كل المواقف.وفتح نوافذ تدخل منها نسائم العيش الكريم،وادخال زوجة الرئيس عبر هذه الفتحه،انه اعلان عن بيع بضاعة في مزاد تسويقي،والمشتري من يدفع اكثر.وليس لديهم شئ يخسروه،المال ملك للشعوب السودانية.