شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يعيد مبلغ (177 مليار) وصلته عن طريق الخطأ عبر إحدى التطبيقات البنكية وصاحب المال يحلف عليه بالطلاق بأن يأخذ منها "مليار" ومتابعون: (لسه الدنيا بخيرها)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    لأهلي في الجزيرة    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعوب اصلية لكنها مضطهدة وغير معترف بها (1)
نشر في السودان اليوم يوم 10 - 09 - 2013

لم يجد الدكتور كالو كندة كومي الاستاذ الجامعي والكاتب الصحفي والناشط
رسالة أبلغ سوي كتابة اسمه كالو كندة كومي تحت ورقته التي تلاها بعنوان
(اليوم العالمي للشعوب الاصلية المغزي والمضمون لشعوب اصيلة لم يعترف
بها )
بديلا لاسمه (جمعة) الذي فرض عليه لتسميته به
لكي يلتحق بالمدرسة وحكي المهندس ابراهيم يوسف قصة تغير كالو لاسمه حيث
قال له شقيقه الاكبر وهم في طريقهم الي المدرسة يا كالو لن تتمكن من
الدخول الي المدرسة فسال الدكتور شقيقه لماذا فقال له لابد من تغيير اسمك
حينها سأل الدكتور شقيقه قائلا له اسمك بتاع المدرسة منو انت فقال له
شقيقه ان اسمه هو (خميس) عندها رد كالو بسرعة قائلا ان اسمه هو (جمعة) في
إشارة الي الترتيب في ايام الاسبوع بحيث يستبق الخميس الجمعة ومن وقتها
صار اسم (جمعة ) هو الاكثر شهرة حتي جاء يوم السبت الماضي الذي ذيل به
الدكتور كالو كندة كومي ورقته بالاحتفال ومعلنا في ذات الوقت عودته الي
اسمه القافي وهو (كالو)وكان مهرجان اخر قد اقيم بمدينة كاودا المعقل
التاريخي للحركة الشعبية ومرقد بطل النوبة والقائد التاريخي الشهيد يوسف
كوة مكي ذلك المهرجان كان خاصا ً بتغيير الاسماء ومن ابرز الذين غيروا
اسمائهم في تلك الاحتفالية التي تخللها (مورال) الجيش الشعبي ونضال
الرفاق هم وزير الصحة السابق الدكتور عبد الله تية الذي سمي نفسه المشانق
بجانب قمر دلمان الكاتب الصحفي وسكرتير الاعلام بالمناطق المحررة
والمستشار الاعلامي السابق لرئيس الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان عبد
العزيز الحلو الذي غير اسمه الي جاتيكا دلمان،وفي منطقتنا التي اسكن فيها
السلمه حكي لي عدد من القيادات الاهلية وزعماء النوبة انه عقب ذهاب
الاستعمار وفي ظل الاستقلال والحكومات الوطنية فرضت المدارس علي التلاميذ
تغيير اسائمهم النوباوية الي اسماء عربية وأكدوا لي ان بعض التلاميذ
والتلميذات لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة لرفضهم تغيير اسمائهم وفي
دار كيقا ذات يوم الاحتفال وصف البعض اختيار كالو لاسمه الثقافي لشعب
النوبة كان رسالة كبيرة من حيث التوقيت ومن حيث المناسبة والتي تزامنت مع
الاحتفال باليوم لعالمي للشعوب الاصلية الذي يصادف التاسع من سبتمبر من
كل عام وقد اعدت ونظمت هذه الاحتفالية اللجنة المنظمة للمهرجان الثالث
لتراث جبال النوبة يوم السبت الماضي بدار كيقا بميدان البحيرة
بامبدة،حسنا دعونا قبل نحكي تفاصيل ذلك اليوم المشهود بالبحيرة دعونا
نتعرف اولا علي متي تم الاعلان رسميا علي اليوم العالمي للشعوب الاصلية؟
ومن هم؟ وماهي قضيتهم؟ وماهي مشاكلهم وتحدياتهم؟ وماهي وضعيتهم
القانونية والحقوقية؟ وماهي الشراكات والمؤسسات التي تدعمهم وتدافع عنهم؟
كل هذه الاسئلة نحاول الاجابة عليها داخل هذا التحقيق الصحفي الذي ننشره
علي حلقتيين نحاول في الاولي الاجابة علي تلك الاسئلة التي طرحناها
بينما نتناول في الثانية تفاصيل الاحتفالة التي كانت بالخرطوم بدار كيقا
بالبحيرة بامبدة ونعكس مشاهدها الابداعية الراقصة والتراثية الي جانب
استعراضنا لرسائل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمديرة العامة
لليونسكو ايرينا يوكوفا وكلمة الاتحاد الاوربي وللاجابة علي سؤال اعلان
تاريخ الاحتفالية باليوم العالمي للشعوب الاصلية كانت الجمعية العامة
للامم المتحدة قد اعتبرت اليوم التاسع من سبتمبر من كل عام بانه يوما
دوليا للشعوب الاصلية في العالم. وقد وصف مكتب حقوق الانسان التابع للامم
المتحدة( الشعب الاصلي) بأنه هو الذي ولد وعاش وتوالد وصار جزء من مكان
معين وله ثقافته وتاريخ معين يريد المحافظة علي عاداته وتقاليده وثقافته
وهو الذي يعاني من الظلم لأنه لا يختلف عن الشعب الذي يسيطر علي الحكومة.
فالشعوب الاصلية التي ظلت تعيش منذ عصور طويلة بأمان وسلام ومحبة وتعاون
مع غيرها لا يوجد لديهم اي تفرقة تجاه الاخرين وهو ما يأملون ان يجدوه
ايضا من الآخرين وهوايقاف الحرب، توصيل المساعدات الانسانية وتحقيق
العدالة.
وحددت الجمعية العامة العقد الدولي الثاني للشعوب الأصلية في
العالم، الذي يمتد من 2005 إلى 2015، وموضوعه هو (عقد للعمل والكرامة)أما
موضوع هذا العام فهو: (بناء تحالفات الشعوب الأصلية: تشريف المعاهدات
والاتفاقات وغيرها من الترتيبات البناءة)
ويهدف موضوع هذا العام إلى تسليط الضوء على أهمية تكريم الترتيبات
بين الشعوب الأصلية والدول ومواطنيها، اللواتي أختيرت للاعتراف بحقوق
الشعوب الأصلية في أراضيها ووضع إطار للعيش في القرب والدخول في علاقات
اقتصادية. وترسم الاتفاقات أيضا الخطوط العريضة لرؤية سياسية للشعوب ذات
سيادة مختلفة يعيشون معا على نفس الأرض، وفقا لمبادئ الصداقة والتعاون
والسلام.
من هم الشعوب الأصلية:
الشعوب الأصلية هي تلك التي أقامت على الأرض قبل أن يتم السيطرة عليها
بالقوة من قبل الاستعمار ويعتبرون أنفسهم متميزين عن القطاعات الأخرى من
المجتمعات السائدة الآن على تلك الأراضي.وفقا لتقرير المقرر الخاص للجنة
الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات – يطلق عليها الآن لجنة حماية
وتعزيز حقوق الإنسان- إن المجتمعات والشعوب والأمم الأصلية هي "تلك التي،
قد توفرت لها استمرارية تاريخية في مجتمعات تطورت على أراضيها قبل الغزو
وقبل الاستعمار، تعتبر أنفسها متميزة عن القطاعات الأخرى من المجتمعات
السائدة الآن في تلك الأراضي، أو في أجزاء منها، وهي تشكل في الوقت
الحاضر قطاعات غير مهيمنة في المجتمع،
نقاشات ساخنة:
وكانت قضية الشعوب الاصلية قد شهدت مناقشات ومداولات عميقة امتدت لسنوات
طويلة حول تعريف الشعوب الأصيلة وتحديد المعايير الدولية الدنيا لحماية
حقوقهم، حتي أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 12 2007 ،الاعلان
العالمي لحماية حقوق نحو 370 مليونًا من السكان الاصليين في العالم. وقد
شارك في التصويت 158 من أعضاء الجمعية العامة ال 192 فأيد 143 منهم
الاعلان مقابل اربعة صوتوا ضده و11 امتنعوا عن التصويت.
ويقول مراقبون مهتمون بالقضية ان الاعلان غير ملزم ولا يملك القوة
الاجرائية لالزام الدولة المعنية وتلك الموقعة عليه بتطبيقه.لكن مع هذا
فأن مجرد صدوره يشكل خطوة أخرى متقدمة باتجاه تعزيز ثقافة حقوق الانسان
والديمقراطية التي لم تعد شأناً داخلياً كما كانت في السابق وانما أصبحت
قضية عالمية بفضل نمو الوعي الانساني وتحضره.وبصدور(الاعلان العالمي
لحماية حقوق الشعوب الأصيلة) تؤكد المنظمة الدولية مجدداً على إيمانها
بحقوق الإنسان الأساسية،وعلى رغبتها الدائمة في تعزيز العمل بالمبادئ
الواردة في جميع الصكوك و المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة
والمتعلقة باحترام حقوق وحريات الانسان،افراد وجماعات، والقضاء على جميع
أشكال التعصب و التمييز العنصري أو الديني أو القومي بين البشر،حيث
المساواة والعدالة تعتبران من أهم عوامل ودعائم السلم الأهلي أولاً
والاستقرار العالمي ثانياً.كما أن أهمية هذا الاعلان لا تأتي فقط من
اعترافه بحقوق شعوب ومجموعات بشرية منسية عانت كثيراً من ظلم وعسف
الأغلبية، وانما ايضاً من كونه جاء في مرحلة تشهد توتراً وقلاقل وصراعات
عرقية ودينية ومذهبية في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في منطقة الشرق
الأوسط حيث يترعرع أنواع الأقليات القومية والدينية والمذهبية واللغوية.
ويقول الاستاذ سليمان يوسف يوسف وهو باحث مهتم بحقوق الأقليات بالرغم من
أن الاعلان جاء غير ملزماً وتضمن فقرة خاصة تؤكد على (الوحدة السياسية
للدول المستقلة ذات السيادة) لكنه لم يبدد مخاوف دول عديدة، تضم شعوب
اصيلة بنسبة كبيرة تخشى من تفاقم مشكلتهم داخل أراضيها مستقبلاً.اذ وجدت
هذه الدول في بعض احكام الاعلان تحريضاً للشعوب الأصيلة على المطالبة
بتقرير المصير والحق في الاراضي والموارد والمطالبة بتعويضات على ما تراه
من (ظلم) مئات السنين.لهذا امتنعت بعض الدول المتخوفة من الاعلان عن
التصويت عليه، مثل نيجيريا وبوروندي من افريقيا.و بعضها الآخر- معظمها
دولة ديمقراطية تدعي احترام حقوق الانسان واردة الشعوب في تقرير مصيرها-
اعترضت عليه بشدة وصوتت ضده، مثل استراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة
وكندا.يبلغ تعداد السكان الاصليين في كندا نحو 3,1 مليون من أصل 7،32
مليون نسمة.
ومضي الباحث سليمان يوسف يوسف بقوله الي ان البعض قد يرى في توقيع الدول
العربية والاسلامية المحكومة بأنظمة دكتاتورية واستبدادية، على الاعلان
العالمي لحماية حقوق الشعوب الأصيلة، خطوة متقدمة باتجاه احترام هذه
الدول لحقوق الأنسان وحماية الأقليات والسكان الأصليين لديها،لكن الوقائع
والممارسات اليومية تقول عكس ذلك تماماً. فعلى الرغم من توقيع معظم هذه
الدول على الكثير من المواثيق الدولية ذات الصلة باحترام حقوق الانسان
فأن التقارير الدورية الصادرة عن المنظمات الدولية المعنية بقضايا حقوق
الانسان تؤكد على أن سجل هذه الدول في مجال الحريات السياسية والدينية
وحقوق الانسان هو الأسوأ من بين دول العالم.ومازالت دساتير الدول العربية
تتضمن مواد ونصوص تنتقص من حقوق المواطنة لغير المسلمين ولغير العرب
وتحرمهم من تولي مناصب سياسية سيادية ومهمة. من غير المتوقع من أنظمة
استبدادية لا تحترم دساتير بلادها ولا ارادة شعوبها،أن تحترم مواثيق
دولية وقعت عليها تؤكد على مسؤولية كل دولة بحماية وجود الأقليات وهويتها
القومية والثقافية والدينية واللغوية، وبتهيئة الظروف الكفيلة بتعزيز هذه
الهوية وتنميتها.غالباً أن توقيع الدول العربية والاسلامية على اعلان
حماية الشعوب الأصيلة يندرج في سياق سياسة ايهام الذات وتضليل المجتمع
الدولي بأن لا مشكلة أقليات وشعوب اصيلة لديها. ونبه مراقبون الي ضعف
اهتمام الاعلام في الدول ذات الثقافة العربية الاسلامية بالاعلان العالمي
لحماية حقوق الشعوب الاصلية، ورجح البعض السبب الي عدم الاهتمام والتبشير
بالاعلان العالمي الي ان تلك الدول واعلامها تزعم بانها شعب اصيل وانهم
السكان الأوائل وأصحاب الأرض أينما كانوا وحيثما حلوا واستوطنوا وان
الآخرون هم الغرباء الوافدون.
صدور كتب عن الشعوب الاصلية:
وفي مقال له نشرتها صحيفة الشرق الاوسط قال الاستاذ الصحفي محمد علي صالح
في مقال له عن الشعوب الاصيلة انه وبالرغم من أن كل الدول الأفريقية
صوتت مع إعلان «الشعوب الأصلية» ماعدا نيجيريا التي امتنعت عن التصويت،
وقاومت، في معجزة، ضغوط السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، لكن هذا
الموضوع يظل معقدا بالنسبة للأفارقة، وخاصة بالنسبة للنيجريين أنفسهم،
«ففي جانب، (كما قالت نشرة «بيرماننت فورم») يوجد تحد أخلاقي في كثير من
الدول الأفريقية (مثل نيجيريا): بين القبائل التي تقول إنها تطورت، ولم
تعد قبلية، وصارت وطنية، وبين القبائل التي تريد المحافظة على تراثها،
وتاريخها، وأرضها». لكن، في الجانب الآخر، تخاف حكومة نيجيريا من تفاقم
مشكلة «الشعوب الأصلية» داخل أراضيها. وخاصة قبيلة «اوغوني». تعيش هذه في
منطقة المرتفعات، حيث تستخرج شركات بترول غربية (مثل شركة «شل») البترول
وسط مظاهرات، واختطافات، واغتيالات، ورهائن وإرهاب حقيقي. وخلد قضية
قبيلة «اوغوني» الكاتب سارو ويوا، الذي اعدم قبل عشر سنوات لأنه دعا لرفع
الظلم عن قبيلته.
ورغم أن استراليا صوتت ضد حقوق «الشعوب الأصلية»، إلا أن ضجة ثارت هناك
بين مؤيد ومعارض: في جانب، دافع مال بروغ، وزير «الشعوب الاصلية» (قبائل
أبوريجنز») في استراليا، عن تصويت سفير استراليا لدى الأمم المتحدة ضد
حقوقهم. وقال: «لست أنا ضد حقوق متساوية لقبائلنا. لكني ضد سلطة أجنبية
(الأمم المتحدة) تريد ان تجبرنا على ان نفعل ذلك». وقال ان استراليا
عارضت للأسباب الآتية: أولا: ستطلب قبائل أخرى نفس الحقوق. ثانيا: ستملك
هذه القبائل حق «الفيتو» على برلمان استراليا. ثالثا: سيكون القانون
التقليدي أعلى مكانة من القانون الوطني. رابعا: ستطلب هذه القبائل
تعويضات على ما تراه «ظلم» مئات السنين.
وفي المقابل صدرت كتب كثيرة عن «الشعوب الأصلية»: في جانب: دافعت كتب
عنهم، وطالبت بأن يمنحوا حق تقرير المصير، حتى اذا كان ذلك سيكون سببا في
انفصالهم عن دولهم. وفي الجانب الآخر: دافعت كتب عنهم، لكنها عارضت تقرير
المصير، وقالت انه يشجع غيرها على طلب الانفصال، ويهدد وحدة الدول، خاصة
الدول الأفريقية التي لا تزال وحدتها مهددة بعد خمسين سنة تقريبا من موجة
الاستقلال من الاستعمار الأوروبي.مثلا دافع عنهم كتاب «خوفا من أن
نسمعهم» الذي كتبه اثنان: د. بارثولوميو دين، استاذ علم الاجناس في جامعة
كنساس، ود. جيرومي ليفي، استاذ نفس العلم في كلية كارلتون بولاية
منيسوتا. وقالت مقدمة الكتاب: «للأسف، كان هناك ثمن للحضارة الغربية التي
انتشرت حتى سيطرت اليوم على العالم. وللأسف، لم تحل المشكلة موجة
الاستقلال من الاستعمار الأوروبي، وذلك لأن بعض الذين نالوا حق تقرير
المصير يرفضون منح إخوانهم نفس الحق.وأشار الكتاب الى ان مشكلة «الشعوب
الأصلية» أكثر تعقيدا من حق تقرير المصير والثروات المحلية. وذلك لأن
هناك «شعوبا أصلية» تهاجر الى دول غربية مثل أميركا وبريطانيا، وتريد
المحافظة على تراثها، ولا تختلط بغيرها، ولا تتزاوج مع غيرها.لكن كتاب
«الشعوب الأصلية: حقوق الإنسان وسياسات الهوية» الذي كتبه د. رونالد
نيزين، أستاذ علم الأجناس في جامعة ماغيل في كندا، ينتقد ما يعتقد انه
«حماس بيروقراطيي الأمم المتحدة» لموضوع تقرير المصير لهذه الشعوب. وكتب:
«لم يسمع العالم، حتى قبل عشرين سنة، بما تسمى الشعوب الأصلية. كنا، نحن
علماء الأجناس، نذهب اليهم في غاباتهم وصحاريهم لنجمع عنهم معلومات،
ونكتب المعلومات في أطروحات دكتواره، وننشر الأطروحات في كتب. لكن، تغير
الحال الآن، وصار العالم قرية، وصار أناس من هذه الشعوب الأصلية يأتون
الينا في كندا وفي اميركا. ليس فقط ليشبعوا فضولنا عنهم وعن ثقافاتهم
الغريبة بالنسبة لنا، ولكن، ايضا، ليطالبوا بحقوقهم، ويقولون انها مثل
حقوقنا». وأضاف: «هذا عالم جديد. لا يهاجر الناس فقط، ولكن تهاجر الأفكار
ايضا، وبعضها يتحدى افكارنا. هناك جانبان لهذه الأفكار: في جانب: تريد
القبائل والشعوب رفع الظلم عنها. في الجانب الآخر: تريد الحكومات
المحافظة على سيادتها ووحدتها.وقال الكاتب ان هذه «حرب» بين سيادة الدولة
وحقوق الأقليات، ولا تقتصر على دول العالم الثالث، ولكنها توجد ايضا في
دول مثل اميركا وكندا. «حرب» بين الانسجام وبين التنوع المتطرف: في جانب،
تريد الحكومة تطوير مناطق الأقليات، ونشر اللغة الوطنية، والغاء نظام
الحكم القبلي، وتوحيد المناهج الدراسية. تريد، في كلمة ربما غير مؤدبة،
(نشر الحضارة)ولا يعارض ذلك كتاب «سياسات الهوية»، فهو يؤيد التعددية
والتنوع والحرية، ويفهم لماذا توحدت هذه الأقليات على مستوى الدولة، ثم
على المستوى العالمي، حتى وصلت الى الأمم المتحدة، وحتى، بعد 22 سنة،
نجحت في إقناع الأمم المتحدة بقضيتها. لكن، قال الكتاب إن الأقليات
(والأغلبيات) يجب ان تعلم ان «العالم صار قرية»، وان الاتصالات
والمواصلات قربت الناس والأفكار. و«ان هناك شيئا اسمه الوطنية العالمية».
وانتقد الكتاب «الفكر البيروقراطي» الذي (ربما مثل «الفكر المحافظ») يخاف
من الانفتاح والتجديد. وقال انه يعتمد على شيئين: اولا: الالتزام بقانون
معين. ثانيا: الخضوع له. وقصد بيروقراطيي الأمم المتحدة. وقال انهم
يحرصون على «الوحدة الثقافية» لا على «التعددية الثقافية». وسأل: «الى
متى نحافظ على شئ يتغير؟»، وقال الكتاب: «ليست هذه آراء جديدة. لكن
الجديد هو ان الامم المتحدة تريد المحافظة على عادات وتقاليد قبلية الى
درجة انها تريد اصدار قانون عنها، وتريد من الدول الاخرى الخضوع لهذا
القانون». (صدر الكتاب قبل قرار الأمم المتحدة). وأضاف: «هذه مفاجأة..
قبل عشرين سنة لم يكن يوجد كتاب عن «الشعوب الأصلية.. وهاهو هم الآن
يحاولون يحاولون إصدار قرار من الأمم المتحدة باسمهم». وفضل الكتاب وصف
«قبائل» أو «تقليديون»، لكنه رفض استعمال وصف «بدائيين» و«متأخرين».
واشار الكتاب الى نقاش تاريخي عن الفرق بين «الإنسان» و«الأرض». وقال ان
الحضارة الحديثة (الغربية) نشرت فكرة انتقال الناس والافكار من ارض الى
اخرى. وهكذا تأسست الولايات المتحدة من ناس هاجروا، وتأسس الاتحاد
الأوروبي من افكار هاجرت. وقال: «مع مزيد من هجرة الناس والأفكار، يقدم
العالم على هوية جديدة». وكأن الكتاب يسأل هؤلاء «الاصليين» أو
«البدائيينش: لماذا لا تهاجرون؟ ثم يضعهم امام خيارين: إما ان يهاجروا
نحو الحضارة (حتى اذا كانت مجرد ضوء كهرباء في شارع في مدينة)، او تهاجر
اليهم الحضارة (حتى اذا كانت مجرد اذاعة او تلفزيون من بلاد بعيدة
متحضرة) (يتبع)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.