في أول ظهور رسمي له منذ الاحتجاجات الشعبية، رفض الرئيس السوداني عمر البشير تحميل الحكومة مسؤولة ضحايا الاحتجاجات واتهم "المتربصين" باستغلال الظروف لقتل الأنفس وتخريب المنشآت . فيما دانت فرنسا تعامل الحكومة مع المتظاهرين، ويصل وفد بريطاني الخرطوم اليوم، وجددت المعارضة ممثلة في حسن الترابي والصادق المهدي الدعوة لمزيد من التظاهرات، حيث تظاهرت طالبات "جامعة الأحفاد" للاحتجاج . ورفض البشير الاتهامات التي يطلقها البعض لتحميل الحكومة مسؤولية سقوط الضحايا خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها ولاية الخرطوم مع إعلان تطبيق قرار رفع الدعم عن المحروقات ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية أقرتها الدولة . واتهم البشير خلال مخاطبته احتفال تخريج قيادات من القوات المسلحة بالأكاديمية العسكرية العليا، أمس الثلاثاء، من أسماهم بالمتربصين باستقرار السودان باستغلال الأحداث لممارسة أعمال القتل والنهب والتخريب بداعي التظاهر والاحتجاج على قرارات الحكومة . وترحم البشير على أرواح القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات، وعمد في أول تعليق على التظاهرات إلى تسمية الضحايا ب"الشهداء" . وقال البشير، إنه بالرغم من إسهاب الحكومة في شرح الأسباب والظروف التي دعتها لاتخاذ تلك القرارات الاقتصادية إلا أن "المتربصين" استغلوا الظروف لقتل الأنفس وتخريب المنشآت بدعوى التظاهر واستغلال حرية التعبير السلمية والمكفولة وفقاً للقانون . وأضاف البشير أن انفصال الجنوب ترك تأثيرات سالبة في الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر دعم يقدم للحركات المسلحة، مشيراً إلى بذل جهود مع حكومة جنوب السودان من خلال اتفاقات التفاهم لمنع تسليح المتمردين ورفع يدها عن تلك المناطق . وبالمقابل، جاهر كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي والصادق المهدي زعيم حزب الأمة بدعوة مناصريهما للانضمام إلى الاحتجاجات السلمية التي انتظمت في أجزاء واسعة من السودان منذ نحو أسبوع، وذلك في أول مناشدة صريحة من الرجلين منذ اندلاع التظاهرات، بحسب "د .ب .أ" . وقال الترابي في بيان نشرته صحيفة "سودان تريبيون"، أمس الثلاثاء، إن التحالف المعارض اتخذ قراراً بالمضي على درب إسقاط النظام عبر ثورة شعبية بعد فشل كل دعاوى الإصلاح والتصحيح . ودعا المهدي أعضاء حزب الأمة القومي والشعب السوداني بكل شرائحه إلى تصعيد الاحتجاجات وإبداء المطالب بالوسائل السلمية وتنظيم المواكب والتظاهرات والاعتصامات . وحمل حزب الترابي سياسات النظام الحالية المتمثلة في الاستبداد والطغيان مسؤولية الاضطراب السياسي الذي أدى إلى انفصال الجنوب، وانتقد ممارسات النظام التي أدت إلى الفشل الاقتصادي الذي ترتب عليه إجراءات اقتصادية دفع المواطن فيها فاتورة أخطاء الحكومة السياسية . وأعلن رئيس جامعة الأحفاد للبنات في الخرطوم أن طالبات هذه الجامعة تظاهرن أمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي في اليوم التاسع للتظاهرات المناهضة للحكومة السودانية التي اندلعت الأسبوع الماضي وجوبهت بعنف من قبل قوات الأمن . وقال قاسم بدري رئيس هذه الجامعة "شارك في التظاهرة نحو مئة طالبة وهي كانت أصغر من تظاهرة الاثنين" . من جانبها، دانت الحكومة الفرنسية أمس تعامل السلطات السودانية مع المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخراً ضد رفع أسعار المحروقات . وأكدت في بيان أن حق التظاهر والتعبير عن الرأي أساسي في إقامة مجتمعات ديمقراطية منددة بما اعتبرته "اعتقالات تعسفية ورقابة على وسائل الإعلام" . وطالبت باريس السلطات السودانية بالبدء في حوار شامل يضم الأطراف والقوى السياسية السودانية كافة من أجل التوصل إلى حل للوضع الحالي قبل تفاقمه والعودة إلى طريق الديمقراطية والاستقرار . وكان مساعد الرئيس السوداني عبدالرحمن الصادق المهدي شجب استخدام السلطات الأمنية السودانية العنف المفرط في مواجهة المتظاهرين، وقال إن التشاور حول القرارات الاقتصادية مع القوى السياسية لم يسفر عن التفاهم المطلوب برغم المساعي التي بذلت ليكون القرار حولها عبر استشارة وتنوير الطيف السياسي وبالتوافق والتراضي . وقال المهدي في بيان، حسب "سودانتريبيون" إن رفض القرارات أمر مشروع وكذلك التعبير عنه بوسائل مدنية واستدرك "ولكن التخريب وحرق الممتلكات مرفوض، وكذلك ترويع المواطنين والعنف، وهذا ما أكدت عليه جميع القوى السياسية الحاكمة والمعارضة "وتعهد مساعد الرئيس بالتحقيق حول الجهات التي نفذت عمليات التخريب ومساءلتها" . وأشار عبدالرحمن وهو نجل زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إلى أن التصدي للتظاهرات كان فيه عنف مفرط من بعض المتفلتين وقع ضحيته متظاهرون سلميون،" . من جهة أخرى، قال محمد الحسن الأمين عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، إنّ المجموعة التي تقدمت بمذكرة إصلاحية وآراء حول القرارات الأخيرة تضم شخصيات أصبحت بالفعل لها آراء بعيدة عن الحزب، وهناك مسافة بينهم والمؤتمر الوطني . وطالب الأمين هؤلاء بتحديد أن يكونوا في الحزب أو يغادروه، لا أن تكون هذه الشخصيات داخل الحزب وفي وضع المعارضة . الخليج