العرب الجهاديون البريطانيون يشكلون خطرا على الاستقرار الأمني والاجتماعي للمملكة المتحدة لندن - تضمن خطاب العرش الذي ألقته الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، خلال افتتاحها دورة البرلمان الجديدة، خططا شديدة اللهجة تستهدف الجهاديين البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا منذ بداية الصراع هناك. تعكس هذه الخطط تصاعد المخاوف من الخطر الذي سيشكّله الجهاديون البريطانيون، عندما يعودون من سوريا، على الاستقرار الأمني والاجتماعي للمملكة المتحدة. ويخشى جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) من قيام مجموعة متشددة تضم 50 جهاديا بريطانيا قاتلوا في سوريا وعادوا إلى المملكة المتحدة لوضع خطط لشن هجوم جديد على غرار تفجيرات لندن عام 2005. وبريطانيا من أبرز دول العالم التي تم استهدافها من قبل في عميات إرهابية نسبت إلى تنظيم القاعدة، ومن أشهر تلك الهجمات تفجيرات مترو أنفاق مدينة لندن. ويشن وزراء الحكومة البريطانية حاليا حملة جديدة قوية على "المقاتلين الأجانب" –البريطانيين منهم على وجه الخصوص- الذين يقومون بنشر مبادئ التعصب إثر عودتهم إلى بريطانيا من الأراضي السورية، وهو ما يتوافق مع القانون البريطاني الذي لا ينصّ على تجريم الأنشطة الإرهابية التي تُقاد خارج المملكة المتحدة. ويبدو أن السلطات البريطانية استشعرت حجم الخطر القادم وأن الضرورة تقتضي تعديلا في قانون الإرهاب ليشمل ملاحقة الجهاديين خارج الأراضي البريطانية. وتشمل الخطط الجديدة، التي تضمنها خطاب الملكة، تعديلا لقانون مكافحة الارهاب يسمح بتجريم المواطنين البريطانيين الذين "يستخدمون قاعدة أجنبية، مثل سوريا، للتخطيط لهجمات ضدّ المملكة المتحدة"، ممّا سيخوّل للقضاء البريطاني محاكمة البريطانيين الذين ساهموا في تخطيط أو إعداد أعمال إرهابية أثناء تواجدهم خارج المملكة. وكثّفت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية عمليات مراقبة المساجد التي ينشط فيها المتطرفون، فيما شدد موظفو الهجرة الضوابط على المشتبهين البريطانيين الذين يحاولون العودة إلى المملكة المتحدة من سوريا.