امستردام (رويترز) - دعت المحكمة الجنائية الدولية مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الى اتخاذ إجراء بشأن عدم قيام جيبوتي باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي وجهت اليه رسميا اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال زيارته لجيبوتي مؤخرا. واتهمت المحكمة وهي أول محكمة دائمة لجرائم الحرب في العالم البشير بارتكاب إبادة جماعية في اقليم دارفور وهذه هي المرة الثالثة التي لم تقم فيها دولة عضو بالمحكمة باعتقاله رغم أنها ملزمة بذلك. وقالت المحكمة يوم الخميس انها كانت قد أبلغت مجلس الامن الدولي وجمعية الدول الاطراف التي تشرف على عمل المحكمة بزيارة البشير لجيبوتي لحضور حفل تنصيب رئيس جيبوتي يوم الثامن من مايو. وحثت المحكمة المجلس والجمعية على "اتخاذ أي اجراء يرونه مناسبا". وجيبوتي هي واحدة من دولتين عضوين بالجامعة العربية انضمت للمحكمة الجنائية الدولية التي قالت انه يقع على عاتق جيبوتي "التزام" بتنفيذ مذكرات الاعتقال. وتكافح المحكمة من أجل اعتقال من تشتبه بهم وذلك لافتقارها لقوة شرطة خاصة بها وتعتمد على تعاون الدول في تنفيذ عمليات الاعتقال. وقالت اليز كيبلر عضو منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها "الدول التي تستقبل البشير تبعث برسالة مرعبة للضحايا بخصوص التزامها بالمحاسبة واعتقال المتورطين في تلك الجرائم." ورغم تمتع مجلس الامن بصلاحية إحالة حالات الى المحكمة الجنائية الدولية كما فعل مع البشير ومع الحملة الامنية العنيفة ضد المحتجين في ليبيا وكذا سلطة وقف التحقيقات مؤقتا الا انه يفتقر لصلاحية صريحة لاتخاذ إجراء ضد الدول التي تفشل في اعتقال المشتبه بهم. وفي السابق ابلغت المحكمة مجلس الامن في اغسطس اب 2010 بعدم قيام دول اعضاء بها باعتقال البشير في اعقاب زيارتين قام بهما لكل من كينيا وتشاد. "المحكمة الجنائية" تدعو لإجراء ضد جيبوتي دعت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس مجلس الأمن التابع للأم المتحدة لاتخاذ ما يراه مناسباً من إجراء ضد دولة جيبوتي لاستقبالها الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وكان البشير -الذي سبق أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غرب السودان- زار الأسبوع المنصرم جيبوتي لحضور حفل تنصيب رئيسها إسماعيل عمر غيله بعد إعادة انتخابه. ويُلزم النظام الأساسي للمحكمة أي دولة عضو فيها باعتقال البشير إذا ما قام بزيارتها، وهو ما ينطبق على جيبوتي الموقعة على ميثاق المحكمة. وقالت المحكمة -التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقرا لها- إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي والدول الموقعة على ميثاق روما الخاص بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية بزيارة الرئيس السوداني لجيبوتي في 8 مايو/أيار الجاري. وحثت المحكمة مجلس الأمن والدول الموقعة على ميثاق روما "باتخاذ أي إجراء يرونه مناسبا" في هذا الشأن. وقالت -في حيثيات طلبها من المجلس- إن جيبوتي لديها "التزام بالتعاون مع المحكمة" في ما يتعلق بتنفيذ مذكرات الاعتقال. وكانت وزارة الخارجية السودانية قد ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن البشير لن يسافر إلى كمبالا اليوم الخميس لحضور مراسم تنصيب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه إذا تسنى للبشير حضور حفل أداء موسيفيني القسم، فإن أوغندا ستكون ملزمة باعتقاله نظرا لأنها عضو في ميثاق روما.