هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالفيديو.. بلقطات رومانسية أمام أنظار المعازيم.. عريس سوداني يخطف الأضواء بتفاعله في الرقص أمام عروسه وساخرون: (نحنا السودانيين الحركات دي أصلو ما جاية فينا)    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدولة الإسلامية تبني معقلا جهاديا في قلب الشرق الأوسط
نشر في السودان اليوم يوم 13 - 08 - 2014

بيروت (رويترز) - بعد أن لاقت سخرية في بداية الأمر بنت القوة الجديدة لنفسها وجودا قويا وربما دائما في الشرق الأوسط بعدما سيطرت على ثلث العراق ودفعت الولايات المتحدة لتوجيه أول ضربات جوية في العراق منذ انسحابها منه عام 2011.
ومن غير المرجح أن يؤدي القصف الأمريكي لمقاتلي الدولة الإسلامية إلى قلب الوضع في العراق الذي يشهد حالة من الانقسام مما أعطى الخلافة المعلنة من جانب واحد الفرصة لإقامة معقل للجهاد في قلب العالم العربي.
ويقول محللون من داخل منطقة الخليج وخارجها إنه لكي تتسنى مواجهة الدولة الإسلامية التي تجتاح قرى في شرق سوريا وغرب العراق ينبغي إقامة تحالف دولي برعاية الأمم المتحدة.
وبات الجيش الجهادي- الذي لم يكن طموحه بإقامة خلافة بين نهري دجلة والفرات يؤخذ على محمل الجد من جانب خصومه- ينعم بالثقة متسلحا بالدم والثروة.
ويستغل مقاتلو الخلافة الجديدة المشاكل الطائفية والقبلية في المجتمع العربي لدفع المجتمعات المحلية إلى الاستسلام مستغلين تردد واشنطن والغرب في التدخل بشكل أكثر قوة في الحرب الأهلية في سوريا.
وبخلاف تنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن والذي وضع نصب أعينه تدمير الغرب فإن الدولة الإسلامية لديها مطامح في السيطرة على الأراضي وإنشاء بنى اجتماعية تتحدى اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا وقسمت الإمبراطورية العثمانية ورسمت حدودا في أنحاء العالم العربي.
وينبع قرار الرئيس باراك أوباما بالعودة إلى الخوض في المستنقع العراقي بعد نحو ثلاثة أعوام من انسحاب القوات الأمريكية بتوجيه ضربات جوية محدودة في الأيام الماضية لأسباب منها حالة الجمود على صعيد سوريا.
ويقول محللون إن الامتناع عن تسليح المعارضة السورية التي يغلب عليها السنة أدى إلى فتح المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية الذي صعد الآن على أكتاف العراق المنكسر ورفع علمه الأسود على البلدة تلو البلدة.
وقبل ما يقرب من عام عدل أوباما في اللحظة الأخيرة عن قرار بتوجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وسط اتهامات لجيشه بشن هجمات باستخدام غاز الأعصاب على جيوب للمعارضة. ويعتقد الكثيرون أن قرار أوباما كانت له تداعيات كبيرة على سوريا والعراق المجاور.
فقد أدى ذلك إلى انتعاش الأسد وساعد في سحق المعارضين المعتدلين في سوريا وتمكين المتشددين الإسلاميين الذين صاروا قطبا جاذبا للسنة في سوريا والعراق.
* الخلافة المتوسعة
وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية المدججون بالسلاح والممولون بشكل جيد على مساحات شاسعة من الأراضي في هجوم هذا الصيف بينما تفتت الجيش العراقي وتبعته الآن قوات البشمركة الكردية في الشمال الخاضع لحكم ذاتي كردي في مواجهة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية الذين قاموا بذبح الشيعة والأقليتين المسيحية واليزيدية أثناء تقدمهم.
وترافقت الحملة العسكرية مع لقطات مصورة وضعت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عمليات صلب وضرب أعناق وغير ذلك من الفظائع. وبالنسبة للكثيرين فإن عمل الدولة الإسلامية هو قتل الكفار وهي تقوم به أفضل من أي من التنظيمات التي سبقتها بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي نبذ تنظيم الدولة الإسلامية لكونه عنيفا أكثر من اللازم.
والرسالة الموجهة التي تتخللها لقطات لعمليات إعدام وتمييز الأقليات المحلية تمهيدا لتصفيتها هي أن الدولة الإسلامية لا تمارس الوعظ فحسب بل تتحرك بلا هوادة مع أعدائها التقليديين.
ويستخدم التنظيم الأراضي التي يسيطر عليها في شمال سوريا وشرقها أي ما يشكل 35 في المئة من مساحة البلاد لتكون قاعدته الخلفية فهو يشن الآن هجمات في اتجاه الشمال الشرقي في إقليم كردستان العراقي بل ويشن هجوما جهة الغرب عابرا الحدود اللبنانية.
وتيسر لتنظيم الدولة الإسلامية تحقيق تقدم سريع بسبب تفكك سوريا والعراق وعزل المجتمعات السنية الراغبة في التحالف حتى مع الدولة الإسلامية لمقاومة حكوماتها التي يعتبرونها خاضعة لسيطرة الشيعة وراعيتهم إيران. كما أن هناك غضبا سنيا من الولايات المتحدة والسياسات الغربية في الشرق الأوسط.
وقال فواز جرجس رئيس مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "إذا كان لديك عشرات الآلاف من الناس الراغبين في القتال تحت رايتهم فهذا في حد ذاته يقول لك أن نظام الدولة نفسه بات على وشك أن يكون في حالة يرثى لها."
وبرر أوباما الضربات الجوية بوصفها عملا إنسانيا هدفه حماية عشرات الآلاف من اللاجئين من الأقلية اليزيدية المهددة بالقتل الجماعي فضلا عن كونها دفاعية لإحباط تقدم الدولة الإسلامية نحو أربيل عاصمة حكومة كردستان الإقليمية حيث قد يتعرض الدبلوماسيون الأمريكيون والقوات الخاصة هناك للخطر.
ولكن مع بدء تقديم واشنطن إمدادات لقوات البشمركة سيئة التسليح والذين يحرسون حدودا طولها ألف كيلومتر مع الخلافة الجديدة فإن المكاسب الاستراتيجية صارت أوضح. فالولايات المتحدة تأمل في تنشيط البشمركة وهي لفظة كردية تعني الاستعداد للموت. وتتقهقر قوات البشمركة في مواجهة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.
وأيدت واشنطن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد الذي سيحل محل حليفها السابق نوري المالكي الذي نبذه داعموه الإيرانيون ومعظم أفراد حزبه بوصفه صار عبئا بعدما ساعدت سياساته الطائفية في تنفير الأقلية السنية في العراق وانضمامها للمعسكر الجهادي. وكشف الصراع السياسي عن مأزق سياسي يواجهه أوباما حاليا.
وقال الدكتور هشام الهاشمي وهو باحث مقيم ببغداد في الشأن العراقي وفي شؤون الجماعات المسلحة في المنطقة إن الدولة الإسلامية توصلت إلى وسائل لتعويض نقص الأفراد حيث قدر معظم المحللين عدد أفرادها بما بين عشرة آلاف و15 ألف مقاتل قبل التقدم السريع من سوريا إلى العراق.
وربما يكون التنظيم مضغوطا بسبب اتساع نطاق عمله وحملته المفاجئة للسيطرة على مساحات هائلة ولكنه تعلم الآن كيفية استخدام الرعب كسلاح استراتيجي. وقال الهاشمي "كلما زاد ترهيب التنظيم للناس في هذه المناطق زادت مدة بقائه... الخلافة قائمة وتنمو في الوقت الراهن في بيئة يرفض فيها الرأي العام السني الحكومة المركزية سواء في العراق أو في سوريا."
* وباء اجتماعي
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على بدء محاولة فشلت حتى الآن في الإطاحة بالأسد في سوريا تمكن المتشددون من بناء قاعدة في شرق البلاد وشمالها وأتباع بين الأغلبية السنية التي عانت أعمال عنف.
وفي العراق أدى الحكم ذو الطابع الطائفي المتزايد للمالكي إلى تنامي حالة من الغضب بين أفراد الأقلية السنية التي ظلت تحكم البلاد حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بنظام حكم صدام حسين.
ويتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بموارد جيدة ولديه شبان متطوعون وأموال لشراء أسلحة ودفع أجور. ولديه أيضا ترسانة من الأسلحة الثقيلة أمريكية الصنع غنمها من الجيش العراقي في يونيو حزيران حينما اجتاح مدينتي الموصل وتكريت ذات الأغلبية السنية.
وإلى جانب التمويل القادم من المتعاطفين في الخليج وعشرات الملايين التي تجمع من السرقة والابتزاز والخطف فإن لدى تنظيم الدولة الإسلامية نفطا. وقال الهاشمي "في شرق سوريا تسيطر الدولة الإسلامية على 50 بئر نفط من أصل 52. وفي شمال العراق وشماله الغربي يوجد الآن 20 بئر نفط تحت سيطرتهم."
وحذر خبراء كثيرون من مقارنة الدولة الإسلامية بسابقتها الدولة الإسلامية في العراق التي كان يقودها أبو مصعب الزرقاوي وكانت في قلب المعركة ضد القوات الأمريكية وفي المواجهة الطائفية بين الشيعة والسنة بين عامي 2005 و2008. وانتفضت العشائر السنية في نهاية المطاف ضد ذلك التنظيم.
وقال الهاشمي "مقاتلو الدولة الإسلامية ليسوا مجرد همج جاءوا للسرقة ثم الفرار بل هم يقاتلون الآن لإقامة دولة بينما قاتل الزرقاوي من أجل إسقاط الحكومة المركزية ولذلك فهناك فرق."
ويقول جرجس إن الخلافة الجديدة التي أعلنها زعيمها أبو بكر البغدادي تملأ الفراغ الذي تركه البلدان المتأزمان وهي تسعى لإقامة قاعدة اجتماعية حقيقية بخلاف ما كان يفعله تنظيم القاعدة.
وتابع جرجس "كان تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن يعمل بدون حدود... وكان حركة عابرة للأوطان ولم يتمكن قط من العثور على قاعدة اجتماعية. والسبب الذي يدعو لأخذ الدولة الإسلامية... على محمل الجد هو أنها مثل الوباء الاجتماعي وتتغذى على التوترات الطائفية والمشاكل الاجتماعية والأيديولوجية في المجتمعات العربية" مضيفا أن جبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة تتبع نهجا مشابها.
"إن ظاهرة الدولة الإسلامية تعبير عن اضمحلال وتفكك الدولة العربية في صورتها التي نعرفها."
* قطب جاذب للمجندين
ووصف جرجس أيضا الوحشية المروعة عند المتشددين متمثلة بالصلب ورجم النساء ووأد النساء والأطفال من الأقلية اليزيدية بحسب ما قاله وزراء عراقيون- بأنه "خيار استراتيجي".
وتتمتع الدولة الإسلامية بقدرة غير عادية على مضاعفة عدد أفرادها من خلال تجنيد وزرع أفكار عند المتطوعين وتغذيتهم بفكر إسلامي متشدد وتدريبهم عسكريا.
وقال محسن سازيجارا وهو مؤسس للحرس الثوري الإيراني يقيم حاليا في الولايات المتحدة بصفته معارضا إن ظهور الدولة الإسلامية هو رد فعل من الفصائل السنية على المالكي وسياساته المناهضة للسنة والتي دافع عنها الحرس الثوري.
وأضاف أن المالكي أضاع مجالس الصحوة التي ورثها وهي ميليشيات مسلحة تمولها الولايات المتحدة مؤلفة من أفراد من العشائر السنية كانت القوات الدافعة وراء مقاتلة تنظيم القاعدة في العراق بعد عام 2006.
وكان قرار الولايات المتحدة تسليم مسؤولية مجالس الصحوة للحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة عام 2009 قرارا خاطئا. حيث ظلت المجالس في حالة من العزلة مما دفع الكثيرين للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية.
وقال سازيجارا إن "الجنرال الأمريكي (ديفيد) بتريوس استخدم العشائر في العراق لمحاربة مقاتلي القاعدة أسلاف الدولة الإسلامية. ولكن المالكي أغضب العشائر. وأدت السياسة المتشددة المنحازة للشيعة والتي تبنتها إيران والمالكي ومن حولهما إلى التشدد من جانب السنة. والدولة الإسلامية أحد التعبيرات عن ذلك."
وأدى نجاح الدولة الإسلامية إلى ظهور مأزق لكل الجيران وغير الجيران المسلمين من السعودية إلى ليبيا.
وتنتاب الرياض التي تعتبر أن إيران الشيعية غير العربية تشكل تهديدا كبيرا مخاوف من أن مكاسب الدولة الإسلامية على الأرض قد تجعل السعوديين يتبنون نهجا متشددا يجعلهم في نهاية الأمر يستهدفون حكومتهم.
وسرت مخاوف كبيرة لدى السعودية جراء تقدم الدولة الإسلامية في يونيو حزيران ويوليو تموز حتى إنها حركت عشرات الآلاف من جنودها إلى الحدود مع العراق. ومع هذا يقول المسؤولون السعوديون إنهم لا يصدقون أن الدولة الإسلامية قادرة على أن تشكل أي تهديد عسكري للقوات المسلحة السعودية القوية.
وفي المقابل فهم يعتبرون أن إيران وحلفاءها الشيعة في المنطقة يشكلون تهديدا أكبر بكثير لوضع المملكة في العالمين العربي والإسلامي.
* مخاوف سعودية
منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والإطاحة بحكم صدام الذي كان يسيطر عليه السنة لم تقبل السعودية وحلفاؤها العرب في الخليج صعود الأغلبية الشيعية إلى سدة السلطة في العراق.
وللسعودية خصومة استراتيجية مع إيران بسبب السيطرة على الخليج. ولكن النهج الوهابي الذي تتبعه السعودية وصف الشيعة دوما بأنهم كفار ولهذا وقع هائل داخل السعودية وفي أنحاء الخليج.
وبعيدا عن أي خصومة استراتيجية فإن الأسرة الحاكمة في السعودية حريصة على ألا تخالف المؤسسة الدينية الوهابية التي تؤيد الملكية.
ويقول محللون إن انتصارات الدولة الإسلامية على الجيش العراقي الذي تديره الحكومة الشيعية وعلى القوات الكردية التي تعتبر متعدية على الأراضي العربية خلق حالة من التعاطف والإعجاب بين السعوديين.
وقال محسن العواجي وهو باحث إسلامي إصلاحي سعودي "الدعاية التي تمارسها الدولة الإسلامية هي أنها تقاتل الشيعة. وهذا هو السبب الذي يجعل البعض يتعاطفون معها أحيانا. لكن هذا التعاطف غير أساسي بل هو موجود بين المتشددين."
وأشار إلى وجود مخاوف من تأثر الشبان السعوديين بهذه الدعاية.
ولكن معظم المحللين يوافقون على أن من غير المرجح أن تؤدي المساهمة الأمريكية بضربات جوية إلى قلب الموازين. وسيكون من الصعب للغاية على واشنطن تحقيق نجاح ما لم تعالج الحكومة العراقية الجديدة بصورة جذرية شكاوى السنة من خلال منحهم نصيبا حقيقيا من السلطة وإقناع العشائر السنية بإنشاء مجالس صحوة جديدة لمحاربة الدولة الإسلامية.
وإذا لم يتحقق ذلك فستوسع الدولة الإسلامية رقعة سيطرتها وسيزيد عدد مقاتليها مع ضم مزيد من الأراضي لها. وفي الوقت الراهن فإن المتشددين هم من يفوزون بتجنيد المقاتلين. وتظهر تسجيلات الفيديو طوابير طويلة من الشبان الذين ينتظرون خارج مكاتب تجنيد الدولة الإسلامية في بلدات سورية وعراقية. وهو ما يدل على شعبيتهم.
وقال سوري يعيش في منطقة تسيطر عليها الدولة الإسلامية بالقرب من الرقة معقل التنظيم في سوريا إن الجماعة نفذت عمليات قطع للرؤوس وجمعت الجزية من غير المسلمين وأسكنت مقاتلين أجانب في منازل صودرت من الأقليات وضباط سابقين في الحكومة وغيرهم.
ولكن على الرغم من ذلك فقد فاز التنظيم بدرجة من الاحترام بين الأهالي من خلال محاربة الجريمة على سبيل المثال باستخدام القانون والنظام الخاص بهم. وبالنسبة للشبان العاطلين عن العمل فإن الأجور التي تقدمها الدولة الإسلامية واحدة من مصادر الدخل القليلة عند البعض.
ويبدو أن الحركة حريصة على إرساء مثلها بين الشبان فأظهر تسجيل مصور وزعته الدولة الإسلامية داعية اسمه عبد الله البلجيكي يقول إنه سافر من بلجيكا إلى دولة الخلافة مع ابنه الصغير.
وبينما كان يقف أمام خلفية عليها علم التوحيد الأسود يسأل الطفل الذي يقارب عمره ثمانية أعوام عما إذا كان يريد العودة إلى بلاده فيجيب "لا.. لأنهم كفار وهنا دولة الإسلام." فيعاود سؤاله "ماذا تريد؟ تبقى مجاهدا أو (تنفذ) عمليات استشهادية؟" فيرد "مجاهد". فيسأل الأب "لماذا تقتل الكفار؟" فيرد الطفل "لأنهم يقتلون المسلمين. كل الكفار وكفار أوروبا."
وفي معسكر تدريب للصبية يقول مقاتل للكاميرا "جيل الأطفال هذا هو جيل الخلافة. هو الجيل الذي يحارب المرتدين والكفار والأمريكيين وأعوانهم بإذن الله عز وجل.. لأن هؤلاء الأطفال زرعت فيهم العقيدة صحيحة."
(شارك في التغطية توم بيري في بيروت وسلمان رحيم وإسراء عبد الهادي ومايكل جورجي في بغداد وأنجوس مكدوال في الرياض - إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)
رويترز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.