أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدولة الإسلامية تبني معقلا جهاديا في قلب الشرق الأوسط
نشر في السودان اليوم يوم 13 - 08 - 2014

بيروت (رويترز) - بعد أن لاقت سخرية في بداية الأمر بنت القوة الجديدة لنفسها وجودا قويا وربما دائما في الشرق الأوسط بعدما سيطرت على ثلث العراق ودفعت الولايات المتحدة لتوجيه أول ضربات جوية في العراق منذ انسحابها منه عام 2011.
ومن غير المرجح أن يؤدي القصف الأمريكي لمقاتلي الدولة الإسلامية إلى قلب الوضع في العراق الذي يشهد حالة من الانقسام مما أعطى الخلافة المعلنة من جانب واحد الفرصة لإقامة معقل للجهاد في قلب العالم العربي.
ويقول محللون من داخل منطقة الخليج وخارجها إنه لكي تتسنى مواجهة الدولة الإسلامية التي تجتاح قرى في شرق سوريا وغرب العراق ينبغي إقامة تحالف دولي برعاية الأمم المتحدة.
وبات الجيش الجهادي- الذي لم يكن طموحه بإقامة خلافة بين نهري دجلة والفرات يؤخذ على محمل الجد من جانب خصومه- ينعم بالثقة متسلحا بالدم والثروة.
ويستغل مقاتلو الخلافة الجديدة المشاكل الطائفية والقبلية في المجتمع العربي لدفع المجتمعات المحلية إلى الاستسلام مستغلين تردد واشنطن والغرب في التدخل بشكل أكثر قوة في الحرب الأهلية في سوريا.
وبخلاف تنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن والذي وضع نصب أعينه تدمير الغرب فإن الدولة الإسلامية لديها مطامح في السيطرة على الأراضي وإنشاء بنى اجتماعية تتحدى اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا وقسمت الإمبراطورية العثمانية ورسمت حدودا في أنحاء العالم العربي.
وينبع قرار الرئيس باراك أوباما بالعودة إلى الخوض في المستنقع العراقي بعد نحو ثلاثة أعوام من انسحاب القوات الأمريكية بتوجيه ضربات جوية محدودة في الأيام الماضية لأسباب منها حالة الجمود على صعيد سوريا.
ويقول محللون إن الامتناع عن تسليح المعارضة السورية التي يغلب عليها السنة أدى إلى فتح المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية الذي صعد الآن على أكتاف العراق المنكسر ورفع علمه الأسود على البلدة تلو البلدة.
وقبل ما يقرب من عام عدل أوباما في اللحظة الأخيرة عن قرار بتوجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وسط اتهامات لجيشه بشن هجمات باستخدام غاز الأعصاب على جيوب للمعارضة. ويعتقد الكثيرون أن قرار أوباما كانت له تداعيات كبيرة على سوريا والعراق المجاور.
فقد أدى ذلك إلى انتعاش الأسد وساعد في سحق المعارضين المعتدلين في سوريا وتمكين المتشددين الإسلاميين الذين صاروا قطبا جاذبا للسنة في سوريا والعراق.
* الخلافة المتوسعة
وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية المدججون بالسلاح والممولون بشكل جيد على مساحات شاسعة من الأراضي في هجوم هذا الصيف بينما تفتت الجيش العراقي وتبعته الآن قوات البشمركة الكردية في الشمال الخاضع لحكم ذاتي كردي في مواجهة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية الذين قاموا بذبح الشيعة والأقليتين المسيحية واليزيدية أثناء تقدمهم.
وترافقت الحملة العسكرية مع لقطات مصورة وضعت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عمليات صلب وضرب أعناق وغير ذلك من الفظائع. وبالنسبة للكثيرين فإن عمل الدولة الإسلامية هو قتل الكفار وهي تقوم به أفضل من أي من التنظيمات التي سبقتها بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي نبذ تنظيم الدولة الإسلامية لكونه عنيفا أكثر من اللازم.
والرسالة الموجهة التي تتخللها لقطات لعمليات إعدام وتمييز الأقليات المحلية تمهيدا لتصفيتها هي أن الدولة الإسلامية لا تمارس الوعظ فحسب بل تتحرك بلا هوادة مع أعدائها التقليديين.
ويستخدم التنظيم الأراضي التي يسيطر عليها في شمال سوريا وشرقها أي ما يشكل 35 في المئة من مساحة البلاد لتكون قاعدته الخلفية فهو يشن الآن هجمات في اتجاه الشمال الشرقي في إقليم كردستان العراقي بل ويشن هجوما جهة الغرب عابرا الحدود اللبنانية.
وتيسر لتنظيم الدولة الإسلامية تحقيق تقدم سريع بسبب تفكك سوريا والعراق وعزل المجتمعات السنية الراغبة في التحالف حتى مع الدولة الإسلامية لمقاومة حكوماتها التي يعتبرونها خاضعة لسيطرة الشيعة وراعيتهم إيران. كما أن هناك غضبا سنيا من الولايات المتحدة والسياسات الغربية في الشرق الأوسط.
وقال فواز جرجس رئيس مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "إذا كان لديك عشرات الآلاف من الناس الراغبين في القتال تحت رايتهم فهذا في حد ذاته يقول لك أن نظام الدولة نفسه بات على وشك أن يكون في حالة يرثى لها."
وبرر أوباما الضربات الجوية بوصفها عملا إنسانيا هدفه حماية عشرات الآلاف من اللاجئين من الأقلية اليزيدية المهددة بالقتل الجماعي فضلا عن كونها دفاعية لإحباط تقدم الدولة الإسلامية نحو أربيل عاصمة حكومة كردستان الإقليمية حيث قد يتعرض الدبلوماسيون الأمريكيون والقوات الخاصة هناك للخطر.
ولكن مع بدء تقديم واشنطن إمدادات لقوات البشمركة سيئة التسليح والذين يحرسون حدودا طولها ألف كيلومتر مع الخلافة الجديدة فإن المكاسب الاستراتيجية صارت أوضح. فالولايات المتحدة تأمل في تنشيط البشمركة وهي لفظة كردية تعني الاستعداد للموت. وتتقهقر قوات البشمركة في مواجهة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.
وأيدت واشنطن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد الذي سيحل محل حليفها السابق نوري المالكي الذي نبذه داعموه الإيرانيون ومعظم أفراد حزبه بوصفه صار عبئا بعدما ساعدت سياساته الطائفية في تنفير الأقلية السنية في العراق وانضمامها للمعسكر الجهادي. وكشف الصراع السياسي عن مأزق سياسي يواجهه أوباما حاليا.
وقال الدكتور هشام الهاشمي وهو باحث مقيم ببغداد في الشأن العراقي وفي شؤون الجماعات المسلحة في المنطقة إن الدولة الإسلامية توصلت إلى وسائل لتعويض نقص الأفراد حيث قدر معظم المحللين عدد أفرادها بما بين عشرة آلاف و15 ألف مقاتل قبل التقدم السريع من سوريا إلى العراق.
وربما يكون التنظيم مضغوطا بسبب اتساع نطاق عمله وحملته المفاجئة للسيطرة على مساحات هائلة ولكنه تعلم الآن كيفية استخدام الرعب كسلاح استراتيجي. وقال الهاشمي "كلما زاد ترهيب التنظيم للناس في هذه المناطق زادت مدة بقائه... الخلافة قائمة وتنمو في الوقت الراهن في بيئة يرفض فيها الرأي العام السني الحكومة المركزية سواء في العراق أو في سوريا."
* وباء اجتماعي
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على بدء محاولة فشلت حتى الآن في الإطاحة بالأسد في سوريا تمكن المتشددون من بناء قاعدة في شرق البلاد وشمالها وأتباع بين الأغلبية السنية التي عانت أعمال عنف.
وفي العراق أدى الحكم ذو الطابع الطائفي المتزايد للمالكي إلى تنامي حالة من الغضب بين أفراد الأقلية السنية التي ظلت تحكم البلاد حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بنظام حكم صدام حسين.
ويتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بموارد جيدة ولديه شبان متطوعون وأموال لشراء أسلحة ودفع أجور. ولديه أيضا ترسانة من الأسلحة الثقيلة أمريكية الصنع غنمها من الجيش العراقي في يونيو حزيران حينما اجتاح مدينتي الموصل وتكريت ذات الأغلبية السنية.
وإلى جانب التمويل القادم من المتعاطفين في الخليج وعشرات الملايين التي تجمع من السرقة والابتزاز والخطف فإن لدى تنظيم الدولة الإسلامية نفطا. وقال الهاشمي "في شرق سوريا تسيطر الدولة الإسلامية على 50 بئر نفط من أصل 52. وفي شمال العراق وشماله الغربي يوجد الآن 20 بئر نفط تحت سيطرتهم."
وحذر خبراء كثيرون من مقارنة الدولة الإسلامية بسابقتها الدولة الإسلامية في العراق التي كان يقودها أبو مصعب الزرقاوي وكانت في قلب المعركة ضد القوات الأمريكية وفي المواجهة الطائفية بين الشيعة والسنة بين عامي 2005 و2008. وانتفضت العشائر السنية في نهاية المطاف ضد ذلك التنظيم.
وقال الهاشمي "مقاتلو الدولة الإسلامية ليسوا مجرد همج جاءوا للسرقة ثم الفرار بل هم يقاتلون الآن لإقامة دولة بينما قاتل الزرقاوي من أجل إسقاط الحكومة المركزية ولذلك فهناك فرق."
ويقول جرجس إن الخلافة الجديدة التي أعلنها زعيمها أبو بكر البغدادي تملأ الفراغ الذي تركه البلدان المتأزمان وهي تسعى لإقامة قاعدة اجتماعية حقيقية بخلاف ما كان يفعله تنظيم القاعدة.
وتابع جرجس "كان تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن يعمل بدون حدود... وكان حركة عابرة للأوطان ولم يتمكن قط من العثور على قاعدة اجتماعية. والسبب الذي يدعو لأخذ الدولة الإسلامية... على محمل الجد هو أنها مثل الوباء الاجتماعي وتتغذى على التوترات الطائفية والمشاكل الاجتماعية والأيديولوجية في المجتمعات العربية" مضيفا أن جبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة تتبع نهجا مشابها.
"إن ظاهرة الدولة الإسلامية تعبير عن اضمحلال وتفكك الدولة العربية في صورتها التي نعرفها."
* قطب جاذب للمجندين
ووصف جرجس أيضا الوحشية المروعة عند المتشددين متمثلة بالصلب ورجم النساء ووأد النساء والأطفال من الأقلية اليزيدية بحسب ما قاله وزراء عراقيون- بأنه "خيار استراتيجي".
وتتمتع الدولة الإسلامية بقدرة غير عادية على مضاعفة عدد أفرادها من خلال تجنيد وزرع أفكار عند المتطوعين وتغذيتهم بفكر إسلامي متشدد وتدريبهم عسكريا.
وقال محسن سازيجارا وهو مؤسس للحرس الثوري الإيراني يقيم حاليا في الولايات المتحدة بصفته معارضا إن ظهور الدولة الإسلامية هو رد فعل من الفصائل السنية على المالكي وسياساته المناهضة للسنة والتي دافع عنها الحرس الثوري.
وأضاف أن المالكي أضاع مجالس الصحوة التي ورثها وهي ميليشيات مسلحة تمولها الولايات المتحدة مؤلفة من أفراد من العشائر السنية كانت القوات الدافعة وراء مقاتلة تنظيم القاعدة في العراق بعد عام 2006.
وكان قرار الولايات المتحدة تسليم مسؤولية مجالس الصحوة للحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة عام 2009 قرارا خاطئا. حيث ظلت المجالس في حالة من العزلة مما دفع الكثيرين للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية.
وقال سازيجارا إن "الجنرال الأمريكي (ديفيد) بتريوس استخدم العشائر في العراق لمحاربة مقاتلي القاعدة أسلاف الدولة الإسلامية. ولكن المالكي أغضب العشائر. وأدت السياسة المتشددة المنحازة للشيعة والتي تبنتها إيران والمالكي ومن حولهما إلى التشدد من جانب السنة. والدولة الإسلامية أحد التعبيرات عن ذلك."
وأدى نجاح الدولة الإسلامية إلى ظهور مأزق لكل الجيران وغير الجيران المسلمين من السعودية إلى ليبيا.
وتنتاب الرياض التي تعتبر أن إيران الشيعية غير العربية تشكل تهديدا كبيرا مخاوف من أن مكاسب الدولة الإسلامية على الأرض قد تجعل السعوديين يتبنون نهجا متشددا يجعلهم في نهاية الأمر يستهدفون حكومتهم.
وسرت مخاوف كبيرة لدى السعودية جراء تقدم الدولة الإسلامية في يونيو حزيران ويوليو تموز حتى إنها حركت عشرات الآلاف من جنودها إلى الحدود مع العراق. ومع هذا يقول المسؤولون السعوديون إنهم لا يصدقون أن الدولة الإسلامية قادرة على أن تشكل أي تهديد عسكري للقوات المسلحة السعودية القوية.
وفي المقابل فهم يعتبرون أن إيران وحلفاءها الشيعة في المنطقة يشكلون تهديدا أكبر بكثير لوضع المملكة في العالمين العربي والإسلامي.
* مخاوف سعودية
منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والإطاحة بحكم صدام الذي كان يسيطر عليه السنة لم تقبل السعودية وحلفاؤها العرب في الخليج صعود الأغلبية الشيعية إلى سدة السلطة في العراق.
وللسعودية خصومة استراتيجية مع إيران بسبب السيطرة على الخليج. ولكن النهج الوهابي الذي تتبعه السعودية وصف الشيعة دوما بأنهم كفار ولهذا وقع هائل داخل السعودية وفي أنحاء الخليج.
وبعيدا عن أي خصومة استراتيجية فإن الأسرة الحاكمة في السعودية حريصة على ألا تخالف المؤسسة الدينية الوهابية التي تؤيد الملكية.
ويقول محللون إن انتصارات الدولة الإسلامية على الجيش العراقي الذي تديره الحكومة الشيعية وعلى القوات الكردية التي تعتبر متعدية على الأراضي العربية خلق حالة من التعاطف والإعجاب بين السعوديين.
وقال محسن العواجي وهو باحث إسلامي إصلاحي سعودي "الدعاية التي تمارسها الدولة الإسلامية هي أنها تقاتل الشيعة. وهذا هو السبب الذي يجعل البعض يتعاطفون معها أحيانا. لكن هذا التعاطف غير أساسي بل هو موجود بين المتشددين."
وأشار إلى وجود مخاوف من تأثر الشبان السعوديين بهذه الدعاية.
ولكن معظم المحللين يوافقون على أن من غير المرجح أن تؤدي المساهمة الأمريكية بضربات جوية إلى قلب الموازين. وسيكون من الصعب للغاية على واشنطن تحقيق نجاح ما لم تعالج الحكومة العراقية الجديدة بصورة جذرية شكاوى السنة من خلال منحهم نصيبا حقيقيا من السلطة وإقناع العشائر السنية بإنشاء مجالس صحوة جديدة لمحاربة الدولة الإسلامية.
وإذا لم يتحقق ذلك فستوسع الدولة الإسلامية رقعة سيطرتها وسيزيد عدد مقاتليها مع ضم مزيد من الأراضي لها. وفي الوقت الراهن فإن المتشددين هم من يفوزون بتجنيد المقاتلين. وتظهر تسجيلات الفيديو طوابير طويلة من الشبان الذين ينتظرون خارج مكاتب تجنيد الدولة الإسلامية في بلدات سورية وعراقية. وهو ما يدل على شعبيتهم.
وقال سوري يعيش في منطقة تسيطر عليها الدولة الإسلامية بالقرب من الرقة معقل التنظيم في سوريا إن الجماعة نفذت عمليات قطع للرؤوس وجمعت الجزية من غير المسلمين وأسكنت مقاتلين أجانب في منازل صودرت من الأقليات وضباط سابقين في الحكومة وغيرهم.
ولكن على الرغم من ذلك فقد فاز التنظيم بدرجة من الاحترام بين الأهالي من خلال محاربة الجريمة على سبيل المثال باستخدام القانون والنظام الخاص بهم. وبالنسبة للشبان العاطلين عن العمل فإن الأجور التي تقدمها الدولة الإسلامية واحدة من مصادر الدخل القليلة عند البعض.
ويبدو أن الحركة حريصة على إرساء مثلها بين الشبان فأظهر تسجيل مصور وزعته الدولة الإسلامية داعية اسمه عبد الله البلجيكي يقول إنه سافر من بلجيكا إلى دولة الخلافة مع ابنه الصغير.
وبينما كان يقف أمام خلفية عليها علم التوحيد الأسود يسأل الطفل الذي يقارب عمره ثمانية أعوام عما إذا كان يريد العودة إلى بلاده فيجيب "لا.. لأنهم كفار وهنا دولة الإسلام." فيعاود سؤاله "ماذا تريد؟ تبقى مجاهدا أو (تنفذ) عمليات استشهادية؟" فيرد "مجاهد". فيسأل الأب "لماذا تقتل الكفار؟" فيرد الطفل "لأنهم يقتلون المسلمين. كل الكفار وكفار أوروبا."
وفي معسكر تدريب للصبية يقول مقاتل للكاميرا "جيل الأطفال هذا هو جيل الخلافة. هو الجيل الذي يحارب المرتدين والكفار والأمريكيين وأعوانهم بإذن الله عز وجل.. لأن هؤلاء الأطفال زرعت فيهم العقيدة صحيحة."
(شارك في التغطية توم بيري في بيروت وسلمان رحيم وإسراء عبد الهادي ومايكل جورجي في بغداد وأنجوس مكدوال في الرياض - إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)
رويترز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.