فرار عشرات الآلاف من الإيزيديين من بطش داعش بغداد- قال وزير حقوق الإنسان العراقي الأحد إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا 500 على الأقل من الأقلية اليزيدية في العراق خلال هجوم شنوه في شمال البلاد. وأضاف الوزير محمد شياع السوداني أن المسلحين دفنوا بعض الضحايا أحياء بما في ذلك عدد من النساء والأطفال وأسروا 300 امرأة . وقال "لدينا أدلة قاطعة حصلنا عليها من اليزيديين الناجين من الموت وكذلك صور لمواقع الجرائم تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) قد أعدمت ما لا يقل عن 500 من اليزيديين بعد دخولها سنجار." وبلدة سنجار هي موطن اليزيديين منذ القدم وسيطر عليها المقاتلون السنة الذين يصفون اليزيديين بأنهم "عبدة الشيطان". وأضاف السوداني "بعض الضحايا ومن ضمنهم نساء وأطفال دفنوا أحياء في مقابر جماعية متفرقة في منطقة سنجار وأطرافها." واضطر عشرات الآلاف من اليزيديين والمسيحيين إلى الفرار مع تقدم التنظيم -الذي أعلن قيام خلافة في أجزاء من العراقوسوريا- إلى مسافة 30 دقيقة بالسيارة من أربيل عاصمة اقليم كردستان بشمال العراق. ويتفرق اليزيديون وهم أتباع ديانة قديمة انبثقت عن الزرادشتية في أنحاء شمال العراق وهم جزء من الأقلية الكردية في البلاد. وانقضت مهلة منحها التنظيم حتى تعتنق 300 أسرة يزيدية الاسلام أو تواجه القتل على يد الدولة الإسلامية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الوزير يتحدث عن مصير هذه الأسر أم آخرين. وخلال تقدمه الأخير الأسبوع الماضي ألحق التنظيم الذي اجتاح شمال العراق في يونيو حزيران الهزيمة بالأكراد ليسيطر على عدة بلدات وحقل نفطي خامس وأكبر سد في العراق مما يكسبه القدرة على اغراق مدن وقطع امدادات المياه والكهرباء. وتمكن اكثر من عشرين الف شخص من الايزيديين العراقيين ، اغلبهم نساء واطفال، من الهروب بمساعدة قوات البشمركة الكردية من جبل سنجار عبر سوريا والعودة الى اقليم كردستان الشمالي، حسبما افادت مصادر رسمية الاحد. وقالت النائبة فيان دخيل لفرانس برس "تمكن حوالى عشرين الف من اهالي سنجار من الهرب من جبل سنجار بمساعدة قوات البشمركة (الكردية) عبر سوريا والدخول للعراق عبر معبر فيشخابور". واضافت النائبة وهي كردية ايزيدية، "مازال هناك الاف اخرين عالقين في الجبل" . من جانبه، قال شوكت بربهاري مسؤول نقطة فيشخابور الحدودية مع سوريا، لفرانس برس "تمكنت قوات البشمركة (الكردية) منذ يوم امس حتى الان من تامين وصول نحو 30 الف يزيدي غالبيتهم من النساء والاطفال، من اهالي سنجار الذين كانوا عالقين في جبل سنجار". واضاف ان "العملية مستمرة للمساعدة في تأمين وصول المدنيين الباقين لاننا لا نعلم عددهم" بالتحديد. بدوره، أكد ديفيد سونسن المتحدث باسم دائرة الأممالمتحدة للشؤون الانسانية "اوجا"، لفرانس برس بان "السلطات المحلية (في كردستان) ابلغتها بان ما بين 15 الى 20 الف من اهالي سنجار استطاعوا الهرب من الجهة الجنوبية من جبل سنجار مرورا عبر سوريا ثم عبروا الحدود ودخلوا العراق". وكانت النائبة دخيل قد حذرت أمس السبت من خطورة اوضاع الاقلية الايزيدية العالقة في جبل وقالت "اذا لم نستطع فعل شيء يمنح املا للناس على جبل سنجار فسينهارون خلال يوم او يومين ويحدث موت جماعي". وسيطر مقاتلو "الدولة الاسلامية" في الثالث من الشهر الحالي، على مدينة سنجار الموطن الرئيسي للاقلية الايزيدية في شمال غرب العراق، ما دفع عشرات الالاف من ابنائها الى النزوح، ومازال الاف منهم عالقين في جبل سنجار مهددين بالموت جوعا او عطشا في حال نجاتهم من جهاديي الدولة الاسلامية. المسلحون يخيرون 300 أسرة إيزيدية بين الموت أو اعتناق الإسلام نائبة برلمانية : خطفوا نحو 530 امرأة وفتاة بغداد - أربيل: «الشرق الأوسط» بينما تتسارع الخطى لإنقاذ عشرات الآلاف من الإيزيديين العالقين على سفوح جبل سنجار من الموت، أفادت تقارير أمس بأن مسلحي «داعش» يهددون بقتل سكان ثلاث قرى إيزيدية إذا لم يعتنقوا ألسلام. وقال شهود عيان إن مسلحي (داعش) يحاصرون قرى كوجه وحاتمية وقابوشي قرب سنجار وخيروا أكثر من 300 أسرة فيها بين الموت أو اعتناق الإسلام. وتتفاقم معاناة الإيزيديين المحاصرين في منطقة جبل سنجار في مع تأكيد أبرز ممثليهم أمس أنه لم يبق سوى يوم أو يومين لإنقاذ أبناء الطائفة العالقين هناك. وقالت النائبة عن الطائفة فيان دخيل «إذا لم نستطع فعل شيء يمنح أملا للناس على جبل سنجار فسينهارون خلال يوم أو يومين ويحدث موت جماعي». ودعت «قوات البيشمركة والأممالمتحدة والحكومة (المركزية) إلى القيام بشيء لإنقاذ عشرات آلاف المحاصرين». ودفع دخول مسلحي «داعش» إلى سنجار، شمال غربي العراق، معقل الإيزيديين نحو 200 ألف شخص على مغادرة منازلهم كما أعلنت الأممالمتحدة. وأشارت فيان دخيل، من الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى «وفاة 50 طفلا يوميا في جبل سنجار». لكن لم يتسن الحصول على تأكيد لذلك من مصادر أخرى. وأشادت بالضربات الجوية الأميركية واصفة إياها ب«التحرك الإيجابي والجيد، ولا مانع لدينا بالقصف الأميركي حتى لو أوقع ضحايا (...) فإنقاذ البعض يبقى أفضل من خسارة الكل». ورحبت النائبة بقيام مروحيات بإجلاء عدد من العالقين في الجبل، لكنها طالبت بتحرك أسرع لأن العملية بطيئة. وأكدت النائبة التي تحدثت والدموع تتساقط من عينيها، أن إحدى النساء من المحاصرين أبلغتها أمس بأنها فقدت أحد أبنائها الخمسة في حين ينازع الآخر بحيث قد تكون مرغمة على تركه في الجبل لإنقاذ الثلاثة الباقين من أطفالها. كما ذكرت أن المسلحين خطفوا ما بين 520 إلى 530 امرأة وفتاة، بعضهن مع أطفالهن، من أهالي سنجار يحتجزونهم حاليا في سجن بادوش في الموصل (350 كلم شمال بغداد). وقال إن «المسلحين يختارون من وقت لآخر عددا منهن قائلين (ستذهبن إلى الجنة)، ولا نعرف ماذا يفعلون بهن بعد ذلك». ولفتت النائبة إلى أن المعونات الإنسانية لا تصل إلى جميع المناطق في جبل سنجار، ربما لأن بعضها مجاور لمسلحي «داعش». ووفقا لبعض أهالي سنجار الذين تحدثت إليهم، فقد تباينت فرصهم في النجاة. واستطاع بعضهم الانتقال إلى سوريا ثم تركيا فيما وقع غيرهم في قبضة المتطرفين فقتلوهم فيما لا يزال آخرون عالقين في الجبل، وفقا لأحدهم. وقامت قوات كردية سورية وأخرى تركية بفتح طريق بهدف إخلاء المدنيين لكن ما زال عشرات آلاف عالقين في جبل سنجار حتى الآن، بحسب مصادر من الإيزيديين. وبإمكان بعض العالقين في جبل سنجار الذي يمتد على مساحة كبيرة صخرية وعرة، من التسلل ببطء من الجهة الشمالية للجبل لكن الجهة الجنوبية أكثر خطورة لوجود مسلحي «داعش» هناك، وفقا للنائبة. من جانبها، أعلنت الأممالمتحدة أمس الجمعة عن السعي لفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين العالقين في جبل سنجار.