24-فبراير-2011 العدد:803|الأخبار(الأرشيف) الخرطوم : طرابلس- الزاوية : حافظ الخير: لينا يعقوب: قال عدد من السودانيين المقيمين في الجماهيرية العربية الليبية في اتصال هاتفي مع " الأخبار" أمس أن الثوار الليبيين أحرقوا الجمعة الماضية عدداً من السودانيين بالبنزين وإطارات السيارات داخل منازلهم، والبعض في أماكن عملهم ظناً منهم أنهم مرتزقة يحمون نظام القذافي. وأكدوا أن الثوار نفَّذوا مذابح في السودانيين والأفارقة أشبة بمجزرة الزاوية التي راح ضحيتها أكثر من "7" آلاف سوداني عام 2000م. وقالت السودانية "سمية أحمد عبد الله " عضو اللجنة الشعبية للسودانيين بمدينة الزاوية الليبية إنها تلقَّت اتصالات هاتفية من العديد من السودانيين بليبيا من بينهم " آدم قطاطة " المقيم في مدينة طرابلس أبلغها عبره أن الثوار أحرقوا سودانيين بالبنزين وإطارات السيارات داخل حمامات وغرف بأماكن عملهم، والبعض أحرقوهم في منازلهم. وقالت إن سودانيين أبلغوها بصفتها عضو اللجنة الشعبية أن عدداً من الأفارقة لم يُحصر عددهم بعد معظمهم من السودانيين والنيجيريين قُتلوا في مدينة طرابلس الليبية، حيث استخدم المتظاهرون لقمعهم السواطير والسكاكين. وأضافت بأن السودانيين المقيمين بمناطق " زهراء، عمر المختار، هويتا، العزيزية، سقراطة، وأبو كماش بحدود تونس " تعرَّضوا لاعتداءات جسيمة ". إلى ذلك قال السوداني المُعز عمر المقيم بالزاوية الليبية ل" الأخبار " إن مجموعة كبيرة من السودانيين تكدّسوا في السفارة بطرابلس خوفاً من المذابح التي يتعرضون لها. وأضاف أن المستشفيات امتلأت بالسودانيين والنيجيريين والتشاديين والماليين، وقال " أناشد الحكومة سرعة إجلاءنا من هذا البلد. وقد صرَّح عدد من مواطني الولاية الشمالية ل" الأخبار " أن العديد من السيارات تحمل عائدين بالبر من ليبيا عبروا الحدود عن طريق الكفرة. وأعلنت الحكومة أنها ستجلي الرعايا السودانيين العالقين في الحدود السودانية مع مصر وتونس فوراً. وقالت إنها ستنشئ معسكرات على الحدود لاستقبال الحالات الوافدة، في الوقت الذي لم تتوفر لديهم معلومات عن أعداد السودانيين الراغبين في العودة ، وأعربت وزارة الخارجية في أول رد فعل رسمي للحكومة عن انزعاجها للأحداث الجارية في ليبيا، ودعت إلى تحكيم صوت العقل والتحلّي بالحِكمة وحقن الدماء بما يحقق تطلعات الشعب الليبي، وأكد رئيس جهاز السودانيين العاملين بالخارج د.كرار التهامي، عدم وجود خسائر في الأرواح أو الممتلكات بالنسبة للمواطنين السودانيين رغم وجود حالات طارئة، وقال عقب اجتماع اللجنة العليا الذي عقد أمس بالخارجية وضم الجهازين التنفيذي والتشريعي إنه سيتم إجلاء السودانيين عبر السفن أو الطائرات العسكرية حسب المنطقة الجغرافية، ووصف الأوضاع في منطقة بنغازي بالمستقرة ونوَّه إلى أن غرفة الطوارئ التي أنشئت مجهزة بوسائل اتصال على مدار ال(24) ساعة، إلا أنه أقر بوجود صعوبة في الحصول على المعلومات بصورة كافية، وأشار إلى أن الاجتماع الذي انعقد بالأمس وضم الخارجية ومجلس الوزراء وجهاز المغتربين والخطوط الجوية السودانية والأجهزة الأمنية والطيران المدني، وجَّه بضرورة الإسراع في وضع خطة عاجلة بجميع الوسائل الممكنة والمتاحة للفئات المتضررة وللراغبين بالعودة، وقال إن اللجنة ستواصل اجتماعاتها بصورة مكثفة. ونفى الناطق باسم الخارجية خالد موسى اهتمام الحكومة بالحدث كونه سياسي، وقال إن الخارجية لم تكن مصدر معلومات لتورُّط بعض العناصر المتمردة من دارفور في أحداث ليبيا، مؤكداً أن إعلان نتائج التحقيق جاءت استجابة لتساؤلات الصحافيين.