مراقبون يعتبرون رغبة البشير في الحصول على صلاحية تعيين الولاة بدل من انتخابهم تأتي خوفا من أن تنفلت منه الأمور في الانتخابات المقبلة. العرب أميرة الحبر البشير يدعو إلى إعادة تقويم تجربة الحكم اللامركزي بصورة شاملة لندن- طالب الرئيس السوداني عمر البشير البرلمان بإجازة مقترح إجراء تعديلات "ضرورية وعاجلة" على بعض مواد الدستور، يسمح للرئيس بتعيين ولاة المحافظات بدلا من انتخابهم، في خطوة صدمت الرأي العام السوداني. وقال البشير خلال افتتاح الدورة الأخيرة للهيئة التشريعية القومية، إن هناك حاجة إلى إعادة تقويم وتصحيح تجربة الحكم اللامركزي بصورة شاملة، بسبب ممارسات خاطئة شابت تطبيق الحكم الولائي، أدت إلى تفشي الجهوية والقبلية، وتوظيف العصبية القبلية للوصول إلى السلطة. وحذر البشير من التأثير السلبي لتلك الممارسات على الأمن والسلام الاجتماعي، والذي يهدد بارتفاع وتيرة الصراعات القبلية التي تهدد الأمن القومي. وفي رد منه على تصريحات البشير اعتبر حسن الترابي، أن مراجعة تجربة الحكم اللامركزي لا تستدعي تعديل الدستور، وأن التجربة الفيدرالية لا تقبل تعيين الوالي من قبل رئيس الجمهورية. ويربط المتابعون خطوة البشير بخروج بعض الولاة عن "بيت الطاعة"، فضلا عن تنامي أعداد الرافضين في المحافظات لتوليه لرئاسة جديدة. ويخشى البشير أن تنفلت منه الأمور في الانتخابات المقبلة، ومن هنا تتأتى رغبته في الحصول على صلاحية تعيين الولاة بدل من انتخاباتهم. وفي سياق آخر، كشفت الحكومة السودانية عن اتفاق بين الخرطوموواشنطن، خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية علي كرتي ونظيره الأميركي جون كيري لاستئناف الحوار المباشر بين الطرفين لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام. وحسب البعض، فإن رغبة الولاياتالمتحدة في بحث العلاقات الثنائية في هذا الوقت، يعكس رضا الأخيرة على إعادة ترشيح البشير. فيما يذهب البعض الآخر إلى القول بأن الخطوة الأميركية تأتي لإدراك واشنطن بمدى ارتباط الخرطوم بعديد الملفات الحارقة، وهي تريد أن تستثمر ذلك لصالحها، في ظل ما تشهد المنطقة من تطورات وخلط للأوراق. يذكر أن علاقة الولاياتالمتحدة مع الخرطوم -ورغم ما تبدو عليه من فتور- لم تنقطع قط بل اتسمت بتعاون أمني غير مسبوق.