جلسات نفسية في سيارات التاكسي تساعد سكان ستوكهولم على تجاوز الإحباط الذي يتسبب فيه الطقس الخريفي والشتوي السيئ في السويد. العرب في السويد.. علاجك النفسي داخل سيارة الأجرة ستوكهولم – ابتكرت إحدى شركات سيارات الأجرة في السويد فكرة جديدة تعتمد على وجود معالج نفسي في المقعد الخلفي يقدم خدماته للزبائن ويساعدهم على تجاوز شعور الوحدة والاكتئاب في فصل الشتاء. عادة ما يرتبط فصل الشتاء في السويد وفي العالم ككل بالوحدة والبرد القارس، لذلك فكرت شركة سيارات أجرة في السويد في تخفيف شعور زبائنها بالاكتئاب عن طريق تخصيص أخصائي نفسي يرافقهم رحلتهم في التاكسي. ولن تصبح جملة "أحتاج توصيلة إلى محطة القطارات مع جلسة علاج نفسي"، غريبة بالنسبة إلى بعض سائقي سيارات الأجرة في عاصمة السويد خلال الأسابيع المقبلة، إذ تخطط أخصائية نفسية مع اثنتين من زميلاتها لتقديم جلسات نفسية في سيارات التاكسي لمساعدة سكان ستوكهولم على تجاوز الإحباط الذي يتسبب فيه الطقس الخريفي والشتوي السيئ في السويد. ووفقا للمتحدثة باسم "تاكسي ستوكهولم" ناتاليا سانتوس فإن دراسة حديثة كشفت أن نحو 70 بالمئة من الناس يرون أن الوقت المقضى في سيارة الأجرة هو المناسب والأفضل للتفكير، حيث يعتبر أغلبهم أن تلك الفترة بمثابة الرحلة التي تأخذهم بعيدا عن صخب الحياة وتريح تفكيرهم. وأضافت سانتوس: "عندما يفكر المرء في موضوع يؤرقه يستطيع سائق التاكسي أن يؤدي دور المعالج النفسي الذي يستمع إلى الراكب دون أن يعرف من يكون في الحقيقة، لذلك لا يتردد الزبون في البوح بما يخالجه من أحاسيس وما يعترضه من مشاكل في الحياة وهو نفس الدور الذي يقوم به الطبيب النفسي تقريبا. ومن هنا انطلقت فكرة المعالج النفسي للراكب". وتقول الأخصائية النفسية ميا فالين إن "فصل الشتاء في السويد، الذي يتميز بقصر شديد لفترات النهار، يمكن أن يصيب الكثير من الناس بالاكتئاب". وتوضح فالين سر اختيارها سيارات الأجرة تحديدا لتنفيذ فكرتها قائلة: "الذهاب إلى المعالج النفسي مسألة صعبة بالنسبة إلى الكثير من الناس. أما ركوب التاكسي فهو أسهل". ورغم أن الحصول على خدمات المعالجة النفسية لا يحتاج إلى دفع مبلغ إضافي، إلا أن الفكرة ليست خيرية تماما وإنما تأتي في إطار المنافسة الشديدة بين شركات تشغيل سيارات الأجرة في ستوكهولم، التي تحاول كل منها ابتكار فكرة جديدة لتحقيق النجاح من خلالها. وجاءت فكرة المعالج النفسي في التاكسي نتيجة تكرار الحوارات التي يبدؤها الركاب عادة مع السائق والتي تظهر حاجتهم إلى شخص يمكنهم الحديث معه. ولا تتوقع المعالجة فالين بالطبع إيجاد الحلول لمشاكل الركاب النفسية خلال رحلاتهم بالتاكسي، ولكنها تقول إن مجرد قدرة الشخص على صياغة مشكلته في كلمات واضحة يمثل تقدما كبيرا.