على مضمار (الأجرة) يتسابق عدد من وسائل نقل الركاب للفوز بالمشاوير الطويلة والفصير داخل حدود العاصمة بمدنها الثلاث, ولكن التنافس يشتد بين الأمجاد والتاكسي الذي يدخل في بيات (شتوي خريفي) لم يفق منه إلا عندما يدخل فصل الصيف, على عكس (الأمجاد) التي تنشط طوال أيام السنة, أما الركشة المتتخصصة في المشاوير داخل الأحياء تقف متفرجة على نظيراتها وتتمنى أن يطلق صراح مشاورها لتقضي على فتات ما تبقى من أجرة التاكسي الامبراطورية التي غاب شمسها. وترتفع حركة التاكسي ذو اللون الأصفر الشاحب في (الساخنة) التي تدفع بالزبائن الاستعانة بأقرب سيارة أجرة للهروب من ارتفاع درجات الحرارة لاسيما بين النساء (الجنس اللطيف) بالإضافة الى انخفاض قيمة الأجرة على عكس الأمجاد التي ترفع قيمتها لأنها لا تتحمل درجات الحرارة العالية. وقال منصور حامد (سائق تاكسي) بالسوق العربي: في العادة يقبل الزبائن على التاكسي في فصل الصيف على عكس بقية الفصول الاخرى التي يغط فيها التاكسي في سبات عميق، وأضاف: إن معظم زباني في فصل الصيف من النساء خاصة الموظفات والطالبات الجامعيات. وعن امبراطورية التاكسي قال حامد: على الرغم من عراقة التاكسي إلا أنه لم يستطع الصمود أمام بقية أجيال وسائل المواصلات الجديدة, ففي السابق كان لا يستغله الا المواطنون وأصحاب الأعمال الكبرى وزائرو البلاد من الخارج, لكنه الآن أضاع هذا المُلك واستولت عليه «أمجاد والركشة» وسيارات الليموزين الفارهة واصبحت حاجة التاكسي عند (الزنقة) وفترة الصيف عندما تنعدم الموصلات. أما عن المشاوير فقال إن غالبها المشاوير لا يتعدى حدود السوق العربي وقيمة اجرها زهيدة. فيما ابتدر راشد إبراهيم سائق تاكسي حديثه بأن (مصائب قوما عند قوم فوائد) وأضاف: في فصل الصيف دائماً ما (تكثر) المشاوير لارتفاع درجة الحرارة خاصة في وسط الأسواق وذلك بدوره يعيد امبراطورية التاكسي الى الواجهة من جديد ونجني خلاله دخلاً محترماً - على حد تعبيره, إلا انه بعد نهاية الصيف تعود (حليمة للعادة القديمة). وعن مصير التاكسي قال إبراهيم: إنني أتحسر على مصير التاكسي الذي أصبح تحت رحمة (الأمجاد) وغيرها من الوسائل الجديدة مع إنني مؤمن وراضٍ برزقي وراضٍ بالمقسوم ولكنني لا أرهق سيارتي بالمشاوير الطويلة والأجرة الضعيفة وأحتفظ بوقودي لوقت الحاجة وقال إن الأسعار لديهم تتفاوت على حسب المشوار ابتداءً من 3 جنيهات في قلب العربي الى 10 جنيهات. واتجهت الى أحد ضباط المرور (فضّل عدم ذكر اسمه)؛ والذي أوضح قائلاً أنا كشرطي مرور أفضل التاكسي على غيره من السيارات وذلك لأن جميعهم يقودون بعناية في الطريق دون تهور. أما ميسون حسن (مواطنة) تقف بشارع البلدية في انتظار التكاسي فقالت: إنني لا أفضل ركوب التاكسي نسبة لبطئه, إلا أن دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بالإضافة الى تواجدهم بالقرب من مكان عملي يدفعني للاستعانة به, لكن في الواقع فإن مملكة التاكسي انتهت والعصر عصر سرعة لذا يفضل الشباب الأمجادات.